Follow us

image

ترحيب لافت من الرئيس الحريري وحاكم مصرف لبنان بوفد الشبيبة المتحدرين من أصول لبنانية

جبلنا ماغازين – بيروت

يواصل وفد الشبيبة المتحدرين من أصول لبنانية في الانتشار، والذي يزور لبنان بتنظيم من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، جولاته في المناطق اللبنانية، وكانت محطة الوفد اليوم في العصمة بيروت، وتحديداً في السراي الكبير ومصرف لبنان، حيث استقبله كل من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

الرئيس الحريري قال أمام الوفد الذي استقبله في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري: "إنها لسعادة كبرى لي أن أرى شباب لبنان وشاباته المغتربين، يزورون لبنان للاطلاع على ما نقوم به. للأسف، لقد مر لبنان بفترة صعبة جدا خلال الثلاثين سنة الماضية، بسبب كل ما حصل في المنطقة، وأنا أقوم بكل جهدي من أجل توحيد الجهود لإعادة تغيير الوضع في لبنان نحو الأفضل وتغيير العقليات السائدة. ونحن اليوم نسعى إلى إعادة تحديث القوانين الموجودة لدينا على كافة الصعد، من ضمن ورشة إصلاحات ضخمة نقوم بها، وأنا أؤمن بالفعل أن شباب لبنان هم نفطه الحقيقي".

أضاف أن "الحكومة بدأت بالفعل في ورشة إصلاحات هيكلية من أجل تقويم العجز المالي في لبنان، انطلاقا من موازنة العام 2019، وهي ستستمر على هذا المسار في موازنة العام 2020 التي ستتضمن إصلاحات إضافية".

وقال: "أنا أؤمن أننا اليوم أمام فرصة ذهبية، فقد حصلنا في مؤتمر "سيدر" على نحو 11.8 مليار دولار من القروض بفائدة 1% فقط، بما سيمكننا من تطوير لبنان على صعيد بناه التحتية، سواء في قطاعات الكهرباء أو المياه أو المواصلات أو إدارة النفايات أو التكنولوجيا أو غيرها. ونأمل في نهاية العام 2020 بأن يكون لبنان مغطى بمنصات تكنولوجية جديدة إن شاء الله، بما يسهل القيام بالأعمال. كما أننا نعمل على إنجاز العديد من الأمور الأخرى التي ستحسن من تصنيف البلد. والأمر الوحيد الذي أخشاه هو انعدام الاستقرار في المنطقة، لأن كل أمورنا الباقية في الداخل يمكن أن نحلها من خلال الحوار. وأنا أرى أن الوقت المناسب للاستثمار في لبنان سيكون مع نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل، وهذا سيؤدي حتما إلى تأمين فرص عمل عديدة للبنانيين".

أضاف الرئيس الحريري أمام الوفد الذي ضم 200 شاب وشابة من 18 دولة من أميركا الجنوبية والشمالية وكندا وأستراليا ودول اوروبية من أصول لبنانية: "صحيح أنه لدينا نفط وغاز والحمد لله، لكن نساء لبنان ورجاله، ولا سيما الشباب منهم، هم موردنا الطبيعي الأساسي. كما أني أؤمن بدعم المرأة، لأن نحو 54% من الشعب اللبناني هم من النساء. واللبنانيون لديهم ريادة أعمال ومعرفة، وحيثما ذهبتم في العالم، ستجدون اللبنانيين في كل مكان، لأنهم يتفوقون في مختلف الصعد، وما نحتاج القيام به اليوم هو أن نتفوق في بلدنا الأم. علينا ألا ننظر إلى فوارقنا بل إلى ما يجمعنا، ونحن ننتظر منكم أن تتقدموا لنا باقتراحاتكم بشأن ما ترونه ضروريا للقيام به في لبنان للمضي قدما، خاصة وأنكم تزورون لبنان بالفعل اليوم ولا تكتفون بما ترونه عبر وسائل الإعلام. عليكم ألا تنسوا أن لبنان، هذا البلد الصغير، يستقبل نحو أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، وهو رقم هائل بالنسبة لبلد كلبنان، علما أن حسن ضيافتنا كانت مقدرة من كل دول العالم. ونحن نعتقد أنه على النازحين السوريين أن يعودوا إلى بلدهم في أسرع وقت ممكن بعد انتهاء الحرب في سوريا".

وردا على سؤال حول نظرته لفرض كوتا نسائية في البرلمان اللبناني، قال: "حتى فرنسا، في البداية، لجأت إلى فرض كوتا لمشاركة النساء في الندوة البرلمانية. ونحن في لبنان، النساء لديهن قدرات عالية، لكن الأحزاب السياسية هي التي لا تدفع بهن قدما. وعندما نفرض كوتا، يعتاد الناس على أن يروا النساء يلعبن أدوارا بارزة. وأنا حين قررت أن أعين الوزيرة ريا الحسن وزيرة للداخلية، كانت المرأة الأولى في هذا المنصب في العالم العربي، وكانت أول وزيرة مالية قبل نحو تسع سنوات. لذلك أعتقد أنه علينا أن نتخذ الخطوات، وفرض الكوتا هو فكرة جيدة، إلى حين اعتياد الناس على هذا التغيير حتى يصبح قاعدة".

وكان اللقاء قد استهل بكلمة للأمين العام للجامعة الثقافية روجيه هاني الذي أكد أن "لبنان يعيش بجناحيه المقيم والمغترب"، وقال متوجها إلى الرئيس الحريري: "أردنا أن نزورك لكي نشكرك ونعبر لك عن تقديرنا للعمل الذي تقوم به من أجل لبنان".

زيارة مصرف لبنان

وكان وفد الشبيبة زار قبل ذلك مصرف لبنان حيث لقي ترحيباً وحفاوة من قبل حاكم المصرف رياض سلامة الذي التقط معهم صوراً تذكارية أمام المبنى ثم انتقل وأعضاء الوفد الى متحف العملات.

وألقى سلامة كلمة ترحيبية شرح فيها "عمل مصرف لبنان والهيئات التابعة له واهميتها في حفظ الاستقرار النقدي وتمتين الثقة بلبنان"، ولفت الى "الدور المهم الذي يلعبه الاقتصاد الرقمي وأهمية الرأسمال البشري اللبناني المقيم والمغترب".

ثم تطرق الى الوضع الحالي في المنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان، وقال: "لدى الحكومة اللبنانية برنامج خاص يهدف إلى تحسين البنى التحتية، وتعمل على القيام بالاصلاحات من أجل الحصول على الأموال عبر مؤتمر "سيدر"، الذي بدوره سيخفف عجز الدولة"، وأمل ان "تكون موازنة 2020 فاصلة في هذا الاطار"، وذكر أن "لبنان مر عبر السنين بأزمات كبيرة، لكنه دائما خرج منتصرا"، وتوجه الى الشباب المتحدر قائلا: "يجب أن تفتخروا ببلدكم لبنان ولا تنسوه أبداً".