بعد زيارتهم لبنان طلاب “الأكاديمة المارونية” يتحولون إلى “سفراء” لبلد الأرز في بلدانهم
رانيا نوار - خاص جبلنا ماغازين
تسعى المؤسسة المارونية للإنتشار منذ تأسيسها عام 2006 إلى لم شمل اللبنانيين عموماً والموارنة خصوصاً، وحثهم للعودة الى جذور بلدهم الأم . يشهد لهذه المؤسسة دورها الفاعل في عملية تحديث الأحوال الشخصية، من خلال البرامج التي أطلقتها، جامعةً فيها لبنان المغترب بلبنان المقيم، بحيث قرّبت المسافات وسهّلت على المغتربين الاطلاع على أحوالهم الشخصية وشجعتهم على تسجيل وقوعاتهم، كالزيجات والولادات، في القنصليات اللبنانية. وقد سعت المؤسسة المارونية وتسعى دائما إلى مساعدة المتحدرين عملياً في استعادة جنسيتهم اللبنانية، فباشرت بفتح مكاتب لها في مختلف بقاع الأرض، ناهيك عن إطلاق الحملات المكثفة سعياً للترويج وتبليغ المتحدرين بحقهم في استعادة جنسية أجدادهم.
أما نشاطات المؤسسة فقد امتدتّ لتشمل تأسيس "الأكاديمية المارونية" عام 2013 بهدف تثقيف اليافعين من أصول لبنانية حول تاريخ لبنان والموارنة ودعوتهم إلى زيارة بلد اجدادهم لكي يتعرفوا عن كثب على تاريخ بلاد الأرز ونشأة الموارنة. وتقوم "الأكاديمية المارونية" سنوياً بدعوة العشرات من الشباب اللبنانيي الأصل من مختلف أصقاع الأرض إلى لبنان في رحلة لمدة أسبوعين بحيث تتضمن فترة مكوثهم برنامجاً مكثّفاً يشمل تلقي دورات تدريسية في التاريخ والإقتصاد والسياحة والدين وزيارتين إلى كل من رئيس الجمهورية وغبطة البطرك الماروني، إضافة إلى جولات على المعالم الأثرية والطبيعية والأديرة التاريخية.
الهدف الأساسي من الأكاديمية لا يتوقف عند زيارة الطلاب للبنان، بل يتخطى ذلك لتدريب هؤلاء وتحويلهم إلى "سفراء للمؤسسة" في بلدان إقامتهم بعد عودتهم، ضمن خطة تواصل تبني جسراً من جديد كان قد هدمه الزمان وتراكم الأجيال، جسراً يقرّب الطالب الشاب من بلده الأم، ليضحى بعد عودته من لبنان" سفيرا" في منطقته، مهمته إكمال المسيرة في حث وتثقيف المتحدرين من جيله الى التعرف على حضارة أجداده.
ومن هذا المنطلق، أسّست المديرة العامة للمؤسسة المارونية للإنتشار السيدة هيام البستاني العام الماضي نادي "خريجي الأكاديمية المارونية"Maronite Academy Alumni وعيّنت الأرجنتيني اللبناني، الدكتور دانيال أسعد، مديراً عالمياً له بهدف المتابعة مع الطلاب في مختلف النشاطات.
دانيال أسعد، المتحدر من عائلة شكر الله من دير دوريت الشوفية، حائز على دكتوراه في الطب العربي والآرامي القديم وكان قد سبق له أ زار لبنان عام 2017 مرافقاً طلاب الأكاديمية المارونية وقد حاضر في جامعة الروح القدس الكسليك حول "اللغة الآرامية في لبنان" وذلك ضمن برنامج الأكاديمية لتثقيف الطلاب حول التاريخ الحضاري والديني في لبنان. وقد أطلع الدكتور أسعد "جبلنا ماغازين" على النشاطات التي قام بها منذ توليه إدارة نادي خريجي الأكاديمية المارونية:
"لقد قمت، وبالتنسيق مع رؤساء مكاتب المؤسسة المارونية للانتشار في مختلف البلدان، باختيار "منسقين إقليميين" من طلاب الأكاديمية، يقومون بإدارة وتنظيم النشاطات كلّ وفق مدينته أو منطقته. عددهم حالياً خمسون شاباً وشابة منتشرون في أكثر من 37 مدينة في العالم، كالآتي:
الأرجنتين: ميندوزا، لا ريوخا، كوردوبا، توكومان، كورينتس، مار ديل بلاتا، روساريو
أستراليا: سيدني، بيرث
بوليفيا: لاباز، كوتشابامبا
البرازيل: ساو باولو، ريو دو جانيرو، مينا جيرايس
كندا: تورنتو، مونتريال، أوتاوا، كيبيك
كولومبيا: بوغوتا
تشيلي: سانتياغو دي شيلي
جمهورية الدومينيكان: سانتو دومينغو
الاكوادور: كيتو، غواياكيل
فرنسا: باريس
المكسيك : بويبلا، كيريتارو، فيراكروز
بيرو: ليما
جنوب أفريقيا: جوهانسبرغ
الولايات المتحدة الأمريكية: ميشيغان ، ميريلاند ، نيويورك ، نيو جيرسي ، ميامي
أوروغواي: مونتيفيديو
فنزويلا: ماتورين"
ويضيف دانيال أسعد شارحاً: "منذ تولِّي هذا المنصب أقوم بإدارة وتوجيه النشاطات العديدة التي تقام في مختلف البلدان. هذه النشاطات هي عبارة عن اجتماعات تثقيفية للطلاب يقوم خلالها خرّيجو الأكاديمية بالإدلاء بشهادتهم حول زيارتهم الى لبنان، كما نشرح عن قانون استعادة الجنسية ومدى أهمية استعادتها في مسيرة تأصيل الجذور واستمرارية الهوية اللبنانية. كما نقيم محاضرات حول أهداف ودور الأكاديمية المارونية، فضلا عن محاضرات عن تاريخ لبنان والموارنة".
ويشير الدكتور أسعد إلى أنه منذ أواخر أيلول هذا العام وحتى اليوم، أقيمت تسع لقاءات ومحاضرات في كل من الإكوادور والأرجنتين وفرنسا وكولومبيا والمكسيك. ويشمل برنامج العام 2019 سلسلة نشاطات للطلاب في كل من أستراليا والبرازيل والولايات المتحدة والأورغواي.
مساعٍ دؤوبة تقوم بها دائما المؤسسة المارونية للانتشار بهدف تقصير المسافات بين لبنان المقيم والمغترب، وبعدما نجحت منذ تأسيسها في القيام بدور فعال على الساحة الوطنية، تواصل في المرحلة المقبلة عطاءها مخصصة الحصة الأكير للفئة الشبابية، إيماناً منها بأن لا غد للبنان من دونهم، وهم خيرة من نزرع فيهم بذور المستقبل علّها تُاتي بثمار خيّرة لمقيمي لبنان ومنتشريه وتحفظ تراث بلد الأرز. (جبلنا ماغازين)