حملة تضامن مع كارلوس غصن انطلقت من بيروت وميتسوبيشي تقيله من رئاسة مجلس إدارتها
جبلنا ماغازين – بيروت
أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بعد أسبوع على اعنقال الرئيس السابق لشركة نيسان - اللبناني الأصل - كارلوس غصن أنه نفى التهم المنسوبة إليه بارتكاب مخالفات مالية، دون الكشف عن أية تفاصيل أخرى. واكتفت بالقول إن غصن أبلغ المحققين إنه لم تكن لديه نية إخفاء جزء من مستحقاته المالية في الإقرارات الضريبية، ونفى المزاعم الموجهة إليه.
وذكرت "وول ستريت جورنال" يوم أمس أن غصن كلف شركة محاماة أميركية تدعىPaul, Weiss, Rifkind, Wharton & Garrison بتولي الدفاع عنه في القضايا المنسوبة إليه.
وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية قد نقلت السبت عن جريج كيلي، المسؤول التنفيذي السابق في نيسان الذي اعتقل مع غصن، دفاعه عن مستحقات غصن التي تشمل الراتب والمكافآت قائلاً إنه جرى بحثها مع مسؤولين آخرين ودفعت بشكل مناسب. وقد أقالت نيسان كلا من غصن وكيلي الخميس الماضي. ويقول مدعون يابانيون إن غصن وكيلي تآمرا لعدم الكشف عن حوالى نصف المستحقات المالية التي حصل عليها غصن من عمله في نيسان على مدى خمس سنوات.
وقبل ساعات قليلة، حذت شركة ميتسوبيشي حذو نيسان وصوتت لإزاحة غصن من منصبه كرئيس لمجلس إدارة الشركة وقالت في بيان إنه لم يكن بيدها إلا أخذ هذا القرار حمايةً للشركة وللعاملين فيها ولعائلاتهم.
السفير يحي يلتقي المدعي العام الياباني
في هذه الأثناء، أفاد موقع "أم تي في" أنّ السفير اللبناني في اليابان نضال يحيى سيلتقي اليوم الإثنين، للمرة الأولى، المدعي العام في طوكيو. مشيراً إلى أنه لم تحصل مواجهة بين السفير يحي وكارلوس غصن، حتى الآن، بل سبق أن التقاه السفير الفرنسي في سجنه، خصوصاً أنّ غصن دخل الى طوكيو بجواز سفره الفرنسي.
وتجزم مصادر مواكبة لقضيّة غصن، من داخل اليابان، بوجود مؤامرة على منقذ شركة "نيسان" شارك فيها نافذون داخل الشركة، مستبعدةً فرضيّة أنّ السبب هو تحدّي العقوبات الأميركيّة على إيران.
وتشير المصادر الى أنّ فرنسا، التي يحمل غصن جنسيّتها، تقوم بدورٍ خجول حتى الآن في الدفاع عنه، خصوصاً أنّ علاقته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليست جيّدة منذ رفض غصن تلبية طلبات ماكرون حين كان الأخير وزيراً للاقتصاد، قبل أن يرضخ لما وصفه، أمام مقرّبين منه، بـ "تهديدات ماكرون".
وتلفت المصادر الى أنّ غصن، الذي تمّ توقيفه بطريقة معيبة عند وصوله الى اليابان على متن طائرته الخاصة، حيث لا يحظى بأيّة معاملة استثنائيّة وهو يرتدي الملابس الخاصّة بالسجناء وزنزانته عبارة عن غرفة صغيرة فيها حمّام ومغسلة ونافذة، والتحقيق معه حتى الآن يتمّ من دون وجود محام.
وتؤكد المصادر أنّ القضايا التي يتّهم بها غصن تتجاوز المبالغ الماليّة التي تمّ التداول بها الى تصريحه عن يختٍ اشتراه بأقلّ بكثير من قيمته، وتقاضي شقيقته مبلغ ١٠٠ ألف دولار أميركي من "نيسان" سنويّاً.
وتؤكد هذه المصادر وجود مؤامرة تستهدف إطاحة غصن من على رأس مجموعة السّيّارات التي أنقذها حتى نال شعبيّة لم ينل أجنبي في اليابان مثيلاً لها، علماً أنّ الخسائر التي تكبّدتها "نيسان" في سوق الأسهم، منذ توقيف غصن، تفوق بكثير المبالغ التي قيل إنّه تهرّب من التصريح عنها.
من هنا، تجزم المصادر نفسها أن لا مخارج ستكون متاحة لغصن للخروج من السجن في وقتٍ قريب، بل أنّ فترة توقيفه ستُمدّد مرّة أخرى بعد انقضاء المهلة القانونيّة. ولعلّ النتائج التي سيخرج بها سفير لبنان نضال يحيى بعد لقائه اليوم مع المدعي العام الياباني، لينقلها في تقرير الى وزارة الخارجيّة اللبنانيّة، قد توضح بعض الحقائق للجانب اللبناني.
حملة تواقيع إلكترونية
وفي لبنان، أطلق أصدقاء مقربون لغصن، بينهم الكاتب والمؤرخ نديم نادر، حملة تواقيع إلكترونية عبر موقع Change.org تطالب بالإطلاق الفوري لعملاق صناعة السيارات وبإرسال وفد لبناني رفيع المستوى إلى اليابان للوقوف على ظروف اعتقاله والتشديد على عدالة التحقيق معه.
ونالت العريضة الإلكترونية أكثر من 17 ألف توقيع من مختلف أنحاء العالم في غضون 24 ساعة على إطلاق الحملة التي اعتبرت أن الدفاع عن قضية كارلوس غصن واجب وطني. وقال منظموها إنه قد يحدث الإذلال والظلم الذي يعاني منه غصن الآن مع أي لبناني مغترب، خاصة في حالة نجاحه في العمل.
لتوقيع العريضة يرجى الضغط على الرابط التالي:
https://www.change.org/p/human-rights-campaign-the-release-of-carlos-ghosn
زمكحل: هل يدفع غصن ثمن التوترات والإختلافات الإقتصادية بين الدول العملاقة؟
في موازاة هذا التحرك، عقد في بيروت مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل إجتماعاً إستثنائياً، لمناقشة مسألة إعتقال كارلوس غصن في اليابان.
بعد الاجتماع قال زمكحل: "فوجئنا حيال مسألة اعتقال رمز ونموذج من القياديين الرياديين في العالم، اللبناني السيد كارلوس غصن. علماً أننا لسنا قادرين في هذه المرحلة، بل ومن المبكر جداً التعليق على تفاصيل لائحة الإتهام أو الأدلة أو الدوافع الحقيقية لإعتقاله، لكننا ندعو ونطالب بشدة بإجراء تحقيق شفاف وعادل وفق القوانين المرعية الإجراء".
وأضاف: "غصن، رئيس إحدى أكبر مجموعات السيارات في العالم، يتم رصد اي موارد مالية ومدفوعات محاسبية في مجموعته يومياً، من آلاف المراجعين والمدققين والمحاسبين الداخليين والخارجيين والمحللين، وجميع البنوك المركزية في العالم، ومن قبل جميع وكالات التصنيف والتقويم المالي للعالم، ومئات الآلاف من الباحثين في جميع جامعات العالم، وجميع السلطات الضريبية عالمياً، لأن مجموعته موجودة في جميع أنحاء العالم، ولا أحد من هؤلاء الناس شك يوماً على نحو قاطع في صدقيته".
وقال: "ربما كانت جريمة كارلوس غصن الحقيقية هي أنه نجح، حيث فشل الاخرون، ولن يُغفر له أبداً هذا النجاح الباهر والعملاق. فمن غير المعقول والمقبول أن يدفع كارلوس غصن ثمن التوترات والإختلافات الإقتصادية بين الدول العملاقة أو القوى الاقتصادية الدولية الكبرى، وأنه قد تعرّض للخيانة بهذه الطريقة من قبل أقرب المتعاونين معه".
وختم بالقول: "من واجبنا أن نقف بفخر إلى جانب كارلوس غصن، وأن ندعمه في هذه الأوقات العصيبة، في إنتظار النتائج الملموسة للتحقيقات التي نتمناها شفافة وعادلة وعامة، لكننا واثقون من أنه سيواجه هذا التحدي الجديد، وأنه سيفوز في هذه المعركة".