Follow us

image

فضيحة مالية تطيح بموقع كارلوس غصن في نيسان وصورته كأحد أنجح رجال الأعمال في العالم

جبلنا ماغازين – وكالات

ألقت السلطات اليابانية اليوم القبض على رئيس شركة "نيسان" العملاقة لصناعة السيارات، كارلوس غصن، في طوكيو لاستجوابه في مخالفات مالية قام بها على مدى سنوات بالتعاون مع المدير التنفيذي الحالي لنيسان غريغ كيلي الذي أوقف هو الآخر اليوم.

وقالت الشركة إن "غصن كان يقلل من قيمة عائداته في الأوراق الرسمية"، وبحسب أن بي سي نيوز، أخفى غصن مبلغ 44.6 مليون دولار من طريق الضرائب.

وبعدما انتشر الخبر وأعلنت نيسان أن مجلس إدارة الشركة سوف يعمل على إنهاء عقدغصن لديها، وانخفضت أسهم رينو ونيسان هذا الصباح بعد تداول هذه الأنباء.

وقالت "نيسان" إنها أجرت تحقيقا داخليا لعدة أشهر أظهر أن غصن كان يقلل من قيمة دخله في الأوراق الرسمية. وأشارت إلى أنها "عثرت على العديد من الأفعال الهامة الأخرى من سوء السلوك" بما في ذلك "الاستخدام الشخصي لأصول الشركة". وأضافت: "تعتذر نيسان بشدة عن التسبب في قلق كبير لمساهمينا وأصحاب المصالح لدينا".

وقالت الشركة إنها قدمت معلومات إلى مكتب المدعي العام الياباني، وستواصل القيام بذلك. مشيرة إلى أنها تخطط أيضا للإطاحة بالمدير التنفيذي البارز غريغ كيلي، الذي "تورط بشدة" في سوء السلوك.

وفضلا عن كونه رئيسا لشركة نيسان - التي تمتلك أكبر مصنع للسيارات في بريطانيا في سندرلاند - يشغل غصن أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية ورئيس شركة ميتسوبيشي موتورز. كما أنه يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي موتورز الاستراتيجي.

ويعود الفضل لغصن، اللبناني الأصل - البرازيلي المولد، في إنقاذ شركتي نيسان ورينو من الإفلاس في تسعينيات القرن الماضي.

من هو كارلوس غصن؟

كارلوس غصن رجل أعمال يعد نموذجا فريدا في مجال تصنيع السيارات، ولد في البرازيل ودرس بلبنان وفرنسا، ويحمل جنسية الدول الثلاث، اقتحم مجال صناعة السيارات عبر شركة ميشلان لتصنيع الإطارات المطاطية، ثم سرعان ما شغل مناصب قيادية -في وقت واحد- بشركات عالمية رائدة في المجال، وهي رينو ونيسان وميتسوبيشي.

ولد كارلوس غصن في مدينة بورتو فيلو بالبرازيل يوم 9 مارس/آذار 1954 لأبوين هاجرا من لبنان، وعندما كان عمره ست سنوات عاد برفقة أمه للعيش في بيروت بعد مشاكل صحية عانى منها في البرازيل.
أتم دراسته الأساسية والثانوية بلبنان، ثم انتقل إلى باريس لمواصلة دراسته في التخصص التقني بمعهد البوليتكنيك وتخرج فيه عام 1974، وواصل دراسته العليا في مدرسة المناجم بباريس وتخرج فيها عام 1978.

مباشرة بعد التخرج بدأ غصن مساره المهني في شركة ميشلان أكبر شركة أوروبية لصنع الإطارات المطاطية، وعمل بفروع الشركة في فرنسا وألمانيا.

اختير كارلوس غصن بعد ذلك رئيسا لعمليات ميشلان في أميركا الجنوبية، حيث عاد إلى ريو دي جانيرو ونجح في تثبيت أقدام الشركة بالمنطقة، وهو ما دفع رؤساءه إلى اختياره لرئاسة قطاع عمليات ميشلان في أميركا الشمالية عام 1989.

عام 1996 نجحت شركة رينو الفرنسية للسيارات في استقطاب كارلوس غصن للعمل لديها، وعينته في منصب نائب رئيس تنفيذي مكلف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها، كما كلف أيضا برئاسة قطاع الشركة في أميركا الجنوبية

وعندما نشأ تحالف بين شركتي رينو ونيسان عام 1999 حافظ غصن على منصبه في رينو، لكن عين أيضا رئيس قطاع عمليات بنيسان، ثم اختير عام 2001 رئيسا تنفيذيا.

وتمكن غصن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة نيسان التي كانت على وشك الإفلاس إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مئة مليار يورو، مما أكسبه احتراما كبيرا في المنطقة، حتى أن رئيس أكبر شركة منافسة "تويوتا" أكيو تويودا وجه إليه تحية، معبرا عن الأمل "في مواصلة الاستفادة من قدراته للمضي قدما في تطوير صناعة السيارات".

ويعتبر كارلوس غصن رابع شخص غير ياباني يرأس الشركة اليابانية الشهيرة نيسان، ونجح في إعادة هيكلة الشركة التي كانت على وشك الإفلاس في أواخر التسعينيات

في 2005 عين كارلوس غصن رئيسا لشركة رينو، مع احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومنصبه على رأس نيسان، مما جعله أول شخصية تترأس شركتين من هذا الحجم في العالم، وذلك في وقت واحد.

وعام 2006 رفض غصن عرضا من شركة فورد للسيارات لرئاستها وإعادة هيكلتها من جديد، وذلك بعد أن رفض المسؤولون تمكينه من منصب رئيس الشركة ومديرها التنفيذي.

وإلى جانب مناصبه في رينو ونيسان شغل كارلوس غصن عدة وظائف في شركات كبرى للسيارات، بينها شركة أفتو فاز الروسية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 أتمت نيسان سيطرتها على 34% من شركة ميتسوبيشي، وأصبح غصن بذلك رئيسا لثلاث شركات عالمية.

وفي فبراير/شباط 2017 قرر كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز الذي يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.