جعجع وفرنجية يتصافحان تحت رعاية سيّد بكركي: مصالحة تاريخية بين القوات اللبنانية والمردة
جبلنا ماغازين – بيروت
رغم استمرار تعثر مساعي تشكيل الحكومة، ساد لبنان (الأربعاء) يومٌ أبيض إذ تكلل بإتمام المصالحة التاريخية المنتظرة بين تيار المردة وحزب القوات اللبنانية لتطوى بذلك صفحة الشرذمة والتفرقة التي امتدت عقوداً بين هذين الفريقين المسيحيين، وذلك برعاية بكركي وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي استقبل فريقي الحزبين وبارك لقاءَ المصالحة الذي جمع النائب السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللّبنانية" سمير جعجع.
وبعد المصافحة بين جعجع وفرنجية، قال البطريرك الراعي: "لم أر أجمل من الترحيب إلا المزمور "ما أجمل وما أطيب أن يجلس الأخوة معاً". وأضاف: "بهذه الصلاة استقبلكم اليوم والفرح في قلوبنا وقلوب جميع اللبنانيين. كثر فرحون في لبنان وخارجه، هم يحبون السلام والمصالحة والتعاون والتلاقي في سبيل الوطن وشعبه وفي سبيل قيام الدولة ومؤسساتها.
وقال: "الفرح والسعادة خلال اللقاء هي لأن الرب حاضر، لأنه يريدنا أن نلتقي ونتصالح. نعم نلتقي حتى نعيش بفرح وسلام ولنبحث عن الحقيقة ولتجمعنا المحبة ولنبني مجتمعنا".
وتابع: "هذا اللقاء ليس فقط لاستكمال مصالحة بدأت وحصلت في أيار 2011 شملت قطبين آخرين هما الرئيس ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر، بحضور الرئيس السابق أمين الجميل. هكذا انطلقنا وطوينا الصفحة واليوم مع القطبين الحاضرين نؤكد المصالحة ونواصل الطريق".
وأردف: "هذه هي أبعاد اللقاء التاريخي العظيم بين المرجعيتين سليمان فرنجية وسمير جعجع، ومن خلالها كل أعضاء وأنصار الحزبين. نرفع صلاتنا الى الله ليبارك هذا اللقاء (...) نرفع صلاة الشكر لله ونسأله أن يبارك هذا المسعى لمجده ولخير لبنان".
بيان بكركي
إثر اللقاء التاريخي، أعلن المطران جوزيف نفاع أن وثيقة بكركي بين "القوات اللبنانية" و"المردة" تأتي استكمالاً لتاريخ من المصالحات المسيحية، والتقى اليوم برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كلاً من رئيس حزب القوات ورئيس تيار المردة تأكيداً على المصالحة".
وأضاف نفاع في بيان عن لقاء جعجع- فرنجية أن "الهدف خير لبنان شعباً وأرضاً ودولة، والمصالحة اليوم ثابتة بغض النظر عن اي ظروف سياسية قد تأتي" وقال: "لقد مر المسيحيون عامة ومسيحيو الشمال خاصة بمراحل من الاقتتال والشرذمة ما سبب لهم الإحباط والتفرقة وانعكس سلباً على وضعيتهم”.
وأكد أن هذه المراحل لن يتخطاها المسيحيون إلا إذا تخطوا الماضي الأليم. وقد مرت العلاقة بين الطرفين بمراحل عديدة لم تعكر صفوها أي شائبة رغم كل الاختلاف السياسي، من هنا ، يعلن "القوات” و"المردة" اليوم الرغبة المشتركة بطي صفحة الماضي. وهذا الحدث مناسبة لإكبار من استشهد وعانى بين الفريقين وتضحياتهم اثمرت هذا اللقاء بعيداً عن أية رغبات سياسية".
وأكد نفاع أن هذا اللقاء ليس وليد اللحظة إنما "جاء تتويجاً لجملة لقاءات ومشاورات نجح فيها الطرفان بنيل ثقة بعضهما البعض. وأكد الطرفان أن التلاقي بين المسيحيين والابتعاد عن منطق الإلغاء يشكلان قوة للبنان". وقال: "زمن المشاكل بين "القوات" و"المردة" قد ولّى إلى اللاعودة، ويتمسك كل طرف بتوجهاته السياسية. والوثيقة هدفها النظر نحو أفق مستقبلي مفتوح".
ولفت إلى أن "السعي سيكون دائماً لتضييق مساحة التنشج، وسيلتزم الطرفان بالدستور والقوانين وتعميم مناخات إيجابية واستبعاد المصطلحات التي تجرّح بالطرف الآخر وشهدائه ورموزه"، وقال: "اتفقا على التنسيق بجميع النشاطات والخطوات التي من شأنها أن تخلق أي تشنج".
الرئيس سعد الحريري
تعليقاً على المصالحة، غرّد الرئيس المكلّف سعد الحريري عبر تويتر قائلاً إن "المصالحة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المردة" صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق. نبارك لسليمان بك فرنجية وللدكتور سمير جعجع هذا الحدث الكبير الذي تكلل برعاية البطريرك الراعي".
الرئيس أمين الجميل
بدوره، رأى الرئيس أمين الجميل أن "لقاء الوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع بمباركة غبطة البطريرك الراعي هو خبر مفرح على كل الصعد، لكونه يمثل حقيقة الروح الوطنية والمسيحية التي نفتقدها في الوقت الحاضر، وهي التي كان يفترض أن تكون منذ زمن طويل بوصلة إلتزامنا المسيحي والوطني".
وأمل "أن يشكل هذا الحدث الوجداني والوطني نمطاً جديداً في مسار حياتنا الوطنية ويؤسس لنهج جديد من العمل السياسي المجرد الذي يتجاوز المشاعر السلبية، أيا كان عمقها وسببها، من أجل التطلع إلى الأسمى والأجدى لخلاصنا، لا سيما في هذه الظروف الوجودية التي تمر بها البلاد".
وقال: "إن الصديق الوزير سليمان فرنجية الذي فاجأنا في الماضي بمبادرات إنسانية شجاعة مماثلة، متجاوزا جرحه العميق ومتمثلا بجده المرحوم فخامة الرئيس سليمان فرنجية - وأنا شاهد على ذلك - يؤكد اليوم هذا النهج، نهج الترفع والتسامح والمواطنة. هنيئا للوزير فرنجية وللدكتور جعجع بهذه المبادرة، على أمل أن تؤسس لنهج عام على الصعيد الوطني، شفاء لجرح لبنان المعذب وراحة لشعب لبنان الطيب والمقهور".
الوزير جبران باسيل
من جهته، علّق رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في تغريدة عبر “تويتر” قائلاً: “مباركة المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية برعاية بكركي وكل مصالحة لبنانية أخرى فكيف اذا اتت لتختم جرحاً امتدّ اربعين عاماً ولتستكمل مساراً تصالحيّاً بدأ مع عودة العماد عام 2005”.
النائب سامي الجميل
وبدوره، أصدر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل بياناً رحب فيه بلقاء المصالحة بين القوات والمردة وهناً جعجع وفرنجية على "نجاحهما في طيّ صفحة موجعة من تاريخ المسيحيين ولبنان". كما هنأ الجميل غبطة البطريرك الراعي وشكره على رعاية هذه المصالحة.
وأضاف الجميل في بيان: "إن حزب الكتائب اللبنانية الذي شجع على الدوام كل المصالحات ودعمها، سواء على المستوى المسيحي أو على المستوى الوطني، يتمنى أن تكون مصالحة اليوم بين القوات اللبنانية وتيار المردة خطوة إضافية لبناء المصالحة الوطنية على قاعدة الديموقراطية الصحيحة واحترام التمايز والاختلاف والتعددية الحزبية وحرية العمل السياسي تحت سقف الدستور اللبناني والقوانين ومن خلال المرجعية الحصرية للدولة اللبنانية بمؤسساتها الشرعية كافة".