Follow us

image

لبنان يزهو بأحلى صورة في احتفال النادي اللبناني في الأورغواي بعيد الاستقلال! -رانيا نوّار

رانيا نوّار – جبلنا ماغازين

على وقع الأغاني اللبنانية والرقص الشرقي، احتفل اللبنانيون في الأورغواي بذكرى استقلال لبنان الخامسة والسبعين. حفلٌ عكسَ حنينَ هؤلاء الى الجذور ومدى استمرار التقاليد اللبنانية التي لطالما عمل المتحدّرون من اصل لبناني في الأورغواي على احياءها، رغم كون معظمهم من جيل ثالث ورابع. دون شك، الأجيال المتراكمة ومرور الزمن لم يُشكّلا حائلاً دون شعورهم بلبنانيتهم.  فأغاني فيروز وغيرها من الأغاني التقليدية اللبنانية كانت هي النجم الساطع في الحفل فيما بريق هذا النجم كان رقص الدبكة والرقص الشرقي إلى جانب أنغام التانغو الأورغواجي. فما اجمل هذا التمازج وليد حاضرٍ وماضٍ، اجتمعا معاً لإظهار صورة اللبناني المتمسك بجذوره والمندمج بثقافة البلد الذي حضن اجداده.

نظم الإحتفال النادي الثقافي اللبناني وأقيم يوم 21 تشرين الأول في الصوردي، وهو مركز ثقافي وطني وسط العاصمة مونتفيديو. وقد أعرب مدير النادي لويس دو لافونتي عبد الله لـ"جبلنا ماغازين" عن فرحه بإنجاز هذا الإحتفال الذي وزملاءه بجهد لتنظيمه على مدى أشهر. عملٌ دؤوب حظي بدعم السفارة اللبنانية في الأورغواي والحضور الشخصي للسفير اللبناني علي الغزاوي. كما حضر الحفل وجوه بارزة في الجالية اللبنانية وشباب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في الأورغواي وغيرهم.

لويس دو لافونتي عبد الله هو أحد الوجوه البارزة بين الناشطين ضمن الجالية اللبنانية. رغم مهنته كمحامٍ يجد دائما وقتا يتفرغ فيه لنشاطات النادي العديدة والمستمرة. يشير إلى أن "هدفنا الدائم من خلال نشاطاتنا ان ننشر ثقافة لبنان ومن إحدى أولوياتنا أن نساهم قدر المستطاع من خلال هذه النشاطات في مساعدة المدارس والمؤسسات اللبنانية في الأورغواي." ويضيف: "فرحون جداً بهذا الإنجاز، نحن مستمرون رغم الصعوبات وعلينا ان نكثف جهودنا لكي نستمر في مسيرتنا المنبثقة من وجداننا وفخرنا بلبنانيتنا وانتمائنا".

ناتاليا نوفووا نهرا، مغنية الأوبرا في الكورس الوطني الأورغواجي، غنّت "لبيروت" للسيدة فيروز بصوتها الرنّان وأطربت الحاضرين. غنّت باللغة العربية رغم انها لا تتكلم لغة اجدادها، وأرادت أن يساهم هذا الإحتفال في إعادة إحياء الإنتماء الى الثقافة اللبنانية من خلال الموسيقى والفن. تقول: "نحن لبنانيون ليس فقط في دمنا إنما في ثقافتنا، وهدفنا نشر هذا الإنتماء بطريقة فنية تعكس جمال لبنان. نحن لبنانيون رغم المسافة التي تبعدنا عن بلدنا الأم، ولبنان دائما في وجداننا".

أما نجلا مراد، فرقصت على أنغام أغنية "لبيروت" وتمايل خصرها مع صوت ناتاليا لتضفي سحراً على جمال الأغنية، فشكّلا معا لوحة مسرحية توقظ في المشاهد الحنين إلى الوطن وفخر الإنتماء.

عشقت نجلا بلد أجدادها منذ نعومة أظفارها. احترفت الرقص وأسست مدرسة" مرحبا"  لتعليم الرقص الشرقي والدبكة. وقدمت خلال الإحتفال مع فرقتها لوحات راقصة على أنغام الأغاني اللبنانية القديمة التي تعتبر أنها "أغانٍ تقليدية لا تموت، وأغان تظهر جمال الفن في لبنان" . وتكمل شارحةً أن للإحتفال اهمية كبيرة بالنسبة لها، "فهذا اقل ما يمكن أن نقدمه لبلد أجدادنا". وتضيف: "أنا ابنة تنورين، ولبنان يسير في عروقي وهو أكثر من كونه بلدي، هو فخري واعتزازي، وأنا من خلال مهنتي أحيي ثقافته وهويته وأعمل على نشرها".

بدوره التينور إدواردو فليتس أمير، أبهر الحضور بعذوبة صوته وحوّل المسرح إلى حكاية تاريخ حيث قدم مع فرقته الموسيقية مقاطع طربية لبنانية بالإضافة إلى أغاني التانغو. أنشد باللغة العربية بلكنةٍ أورغواجية وارتدى لباساً تقليدياً لبنانيا، مظهراً هيبة الرجل اللبناني الأصيل.

إدواردو هو تينور محترف وقائد أوركسترا فرقة Ensemble de Byblos للموسيقى اللبنانية في الأورغواي، متحدّر من أصل لبناني وناشط في إطار الجالية اللبنانية. وكونه نائب رئيس النادي الثقافي، فقد ساهم في التنظيم والتحضير لهذا الإحتفال. ويقول: "عمدنا في هذا الحدث على اختيار الأغاني القديمة اللبنانية، فهي الأكثر رواجاً في الأورغواي. فكما هو معروف، الهجرة الحديثة نادرة هنا وبالتالي جمهورنا لا تزال في طيات ذاكرته تلك الأغاني. من هنا نحن بدورنا نعمل على ترويجها والحفاظ عليها".

إدواردو في صدد التحضير لزيارة لبنان للمرة السادسة. زيارته الأخيرة كانت عام 2016 بدعوة من السفارة الأورغواجية في لبنان حيث أحيا العيد الوطني للأورغواي في حفل أقيم في كازينو لبنان.

بالنسبة لرئيس النادي الثقافي اللبناني في الأورغواي الياس فرح، كانت الذكرى الـ75 لإستقلال لبنان مميزة. يقول عنها لـ"جبلنا ماغازين": "إنها مناسبة عزيزة على قلوبنا. لهذا عملنا منذ حوالي عام مثل خلية نحل لكي نقدم عملاً مميزاً يتناسب وعظمة المناسبة. وسيعود ريع هذا الإحتفال لمساعدة  المدرستين الرسميتين في مونتفيديو اللتين تحملان اسم لبنان، وهما مدرسة جبران خليل جبران ومدرسة لبنان. وأضاف: "نشكر كل من شارك أو ساهم في هذا الحدث كما نشكر ابناء الجالية على تجاوبهم وحماسهم وادعو الشباب اللبناني ان ينخرط اكثر في نشاطات الجالية لكي نتقدم ونستمر".

ونحن بالتالي نضم صوتنا الى صوت فرح آملين ان ينخرط بفعالية اكثر شباب الجالية اللبنانية حول العالم في كافة النشاطات التي تصبّ في نشر ثقافة لبنان. كما نأمل من جهة اخرى ان يتم تحفيز الشباب للإنخراط في الجمعيات اللبنانية من قبل الجهات الرسمية المعنية. ففي مشاركتهم  ضمان لاستمرار نشر الهوية الثقافية اللبنانية حول العالم.