لوحة تذكارية وأرزة في هاليفاكس الكنَدية تكريماً لأرواح اللبنانيين من بين ضحايا التيتانيك
جبلنا ماغازين – هاليفاكس
تخليداً لذكرى الضحايا اللبنانيين الذين سقطوا في سفينة "التيتانيك" في المحيط الأطلسي عام 1912، وبرعاية وحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، زرعت أرزة وأزيحت الستارة عن لوحة تذكارية تكريماً لهؤلاء الضحايا في أحد مدافن مدينة هاليفاكس الكندية حيث ترقد رفات بعضهم، علماً أن هاليفاكس، عاصمة ولاية نوفاسكوشيا، هي المدينة الساحلية الكندية التي كانت تستقبل الوافدين بحراً إلى العالم الجديد.
عمل على تحقيق هذه المبادرة قنصل لبنان الفخري في فانكوفر الدكتور نقولا قهوجي بصفته أحد مؤسسي International Lebanese Titanic Committee، وشارك في الحفل القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس إلى جانب البطريرك الراعي وراعي أبرشية كندا للموارنة المطران بول مروان تابت وحشد من اللبنانيين في هاليفاكس.
البطريرك الراعي، الذي صلى على نية الضحايا اللبنانيين، رأى أن "الأرزة المتأصلة في الأرض تذكرنا بموتانا، فهم برفاتهم سقوا تربة أرضنا بدمهم وتضحياتهم وحبهم. ولكن الأرزة تشمخ إلى العالي، لكي نرتفع معها إلى حيث هم، أي في السماء. ولبنان متل الأرزة، متأصل في الأرض ولكن أغصانه منتشرة في كل العالم، ويبقى لبنان بحاجة إلى كل أغصانه لكي يتغذى منها".
ومن جهته، قال قهوجي بالمناسبة إن "الهجرة اللبنانية ليست كلها نجاحات وحكايات عز وفخر، بل كان فيها أيضاً أسى وعذاب وقهر. فهناك أ لم يتمكنوا من تحقيق الحلم الأميركي أو الكندي وغرقوا في البحر". وأضاف: "نحن اليوم نحن نأتي لنصحح خطأ التاريخ بحق هؤلاء الضحايا ونقول لهم إنكم لم تحققوا حلمكم، ولكن جاء أناس من عائلاتكم ومن قراكم وتمكنوا من تحقيق حلمكم، وجاء أيضاً أناس ليقولوا لكم نحن لم ننسَكم".
أما فارس، فأكد في كلمته على دور أجدادنا الذين هاجروا وتحملوا مشقات السفر ومتاعب الهجرة لافتاً إلى أن أجدادنا ذهبوا إلى المجهول وغامروا وخاطروا بحياتهم في سبيل تأمين حياة أفضل لأولادهم. مستذكراً الضحايا اللبنانيين في حادثة التيتانيك وغيرهم ممن ماتوا براً وجواً.
في الختام قدم قهوجي للبطريرك الراعي والقنصل فارس درعين تكريميين عربون شكر ووفاء.