عائلة “جود صافي” لا تزال تبكيه بعد 17 عاماً على سقوطه ضحية هجمات 11 أيلول الإرهابية
خاص جبلنا ماغازين
فاديا سمعان – نيويورك
يتذكر العالم اليوم الهجمات الإرهابية التي شهدتها نيويورك وواشنطن قبل 17 عاماً، صبيحة يوم 11 أيلول 2001 المشؤوم، حاصدةً آلاف الضحايا الأبرياء، وبشكل خاص في استهداف برجيْ مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك بطائرتيْ ركاب.
وفي هذا اليوم، تتذكر ثماني عائلات لبنانية أبناءها الذين كانوا في عداد ضحايا هذه الهجمات، وهم: بطرس الهاشم، وليد اسكندر، جود موسى، كاثرين غريّب، روبرت ديراني، مارك هندي، جاكلين صايغ، وجود صافي.
ابنة عم الضحية الشاب "جود صافي" المقيمة في نيويورك، مارلين صافي، تحدثت لـ"جبلنا ماغازين" بحرقة عن جود الذي كان في الـ24 من عمره "ومتل القمر" وكان المستقبل يبتسم له بعدما تسلم عملاً جديداً قبل ثلاثة أشهر كسمسار أسهم وسندات بشركة "كانتور فيتزجيرالد"، وهي من أكبر شركات التأمين المالي وتبادل الأسهم والسندات، ومقرها الرئيسي كان في الطوابق 101 إلى 105 من مركز التجارة العالمي، أي أعلى بحوالي 4 طبقات من حيث ارتطمت الطائرة.
ويذكر أن الشركة التي كان يعمل فيها جود قُتل كل موظفيها في الهجماتً، وعددهم 658 موظفاً. ومات مع جود صديقا طفولته (ويظهران معه في الصورة في الأسفل) وكانا يعملان معه في الشركة ذاتها.
وتقول مارلين: "كان جود معتاداً على الاتصال بوالدته كل صباح، ففعل ذلك صباح الهجمات، قبل ربع ساعة فقط من حصول الكارثة، وقال لها إنه يشعر بألم في معدته وسينزل ليشتري شراباً ساخناً... وكان هذا الاتصال الأخير بينهما. فلم تعرف والدته بعدها إذا كان جود في عداد الضحايا داخل البرج أم أنه كان هائماً في شوارع نيويورك ليعود سيراً على الأقدام إلى البيت ككثير من الناس في ذلك اليوم بعد توقف المواصلات".
وتضيف صافي: "ولكن جود لم يعد، وبقيت والدته تأمل في أن تراه مجدداً وظلت على مدى أكثر من شهر ترفض اعتباره ميتاً، إلى أن جاءها اتصال يؤكد لها أنهم وجدوا بعضاً من عظامه بعد فحوص الـDNA".
اسم جود صافي وُجد على لائحة من أربعة أسماء أصدرتها كنيسة "سيدة لبنان" المارونية في بروكلين - نيويورك عن الضحايا اللبنانيين. وإلى جانب صافي، وردت على اللائحة أسماء الضحايا كاترين غريّب ومارك هندي وجاكلين صايغ.
عائلة الضحية جود صافي لا تزال مقيمة في ضاحية بروكلين في نيويورك حيث أصبح الشارع يحمل اسم جود تكريماً لذكراه (الصورة مرفقة). والده يدعى إيلي ووالدته أحلام وله شقيق أكبر منه سناً يدعى جون. والوالد مهاجر من بلدة عينطورة الزوق في كسروان منذ أربعين عاماً.
تقول مارلين صافي: "بعد 17 عاماً على الكارثة، نتذكر جود الذي خطفه الإرهاب وهو في عمر مبكر... ونتذكر كيف أننا من بعدها وُصمنا بالإرهاب، فقط لأننا لبنانيون، في وقت كنا نعاني من فقدان أحد أبناء أسرتنا بهذا الهجوم الإرهابي".
وتضيف: "اليوم أصبحت حرقتي مضاعفة، حيث رحل أخي إيلي في العام 2014 بعد طول معاناة مع المرض، وهو كان متعلقاً بابن عمه كثيراً وكان طوال الوقت يستذكر جود ويقول إنه سيلحق به إلى حيث هو اليوم. أما والدة جود فهي لا تزال تعيش ذكراه يومياً ولا تستطيع أن تتحدث عن الموضوع".