Follow us

image

النادي اللبناني في المكسيك يكرّم ذكرى “أنطونيو طرابلسي” عرّاب الثقافة اللبنانية في أميركا اللاتينية

جبلنا ماغازين – مكسيكو

ينظم النادي اللبناني في المكسيك يوم الثاني من آب المقبل احتفالاً تكريمياً لذكرى الناشط الاغترابي وأحد كبار المثقفين المكسيكيين من أصول لبنانية، المخرج والكاتب وعاشق لبنان "أنطونيو طرابلسي كايم" الذي رحل في آذار الماضي بعد أقل من سنتين على استعادته وعائلته الجنسية اللبنانية، وبعدما نشر كتباً عن لبنان بالإسبانية أبرزها "أنا لبنان" "Yo Soy Libano الذي لاقى رواجاً كبيراً في المكسيك والدول المتحدثة بالإسبانية.

وفي هذا الكتاب الذي أهدى الراحل نسخة منه لـ"جبلنا ماغازين"، أعطى أنطونيو طرابلسي لمحة عامة مدعّمة بالصور عن كل المراحل التاريخية التي مرّ بها لبنان مروراً بالفينيقيين ونشأة الكنيسة المارونية والتاريخ المعاصر، كما يعرّف على معظم الحضارات التي تركت بصماتها الأثرية وقلاعها وحصونها على أرض لبنان. وأعد جزءاً ثانياً من الكتاب ركز فيه على مواضيع الهجرة والعادات والتقاليد وتاريخ الموسيقى والأدب والعبارات الشعبية اللبنانية.

ويشكل الكتاب (أو المجلّد) مادة هامة لمتحدثي اللغة الإسبانية من لبنانيي المكسيك ومجمل دول أميركا اللاتينية الذين لطالما أعاقهم حاجز اللغة عن معرفة كل شي عن بلد الأجداد.

ويدين الانتشار اللبناني عموماً لأنطونيو طرابلسي لنضاله الثقافي على مدى 60 عاماً انكب خلالها على التعريف بلبنان وثقافته ومؤلفات جبران خليل جبران في المكسيك ودول أميركا اللاتينية، وكان عاشقاً متيماً لجبران وبلد الأرز وكل حبة تراب من أرض أجداده التي زارها لأول مرة بالغاً في العام 1971.

وكانت لـ"جبلنا ماغازين" علاقة صداقة عميقة مع الراحل الذي لطالما كان على استعداد للتعاون في كل ما يخدم الانتشار وقضايا لبنان والثقافة اللبنانية، فشكل جسراً بين الوطن الأم وأحفاده المتحدثين بالإسبانية، حتى أطلق عليه موقعنا لقب "عراب الثقافة اللبنانية في أميركا اللاتينية".

نبذة أعدها "جبلنا ماغازين" عن الراحل الكبير

أنطونيو طرابلسي من مواليد المكسيك. والده مهاجر من بلدة كفرحونة الجزينية، ووالدته من عيتنيت.

زار لبنان للمرة الأولى عام 1971، ثم توالت زياراته بعد ذلك حتى أصبح يعرف كل الزوايا وكل الأماكن المثيرة للاهتمام في كل محافظات لبنان.

منذ العام 1964 وحتى وفاته، برز كناشط في إطار الجالية اللبنانية في المكسيك. هو صديق رجل الأعمال اللبناني الأصل - الأغنى في العالم - كارلوس سليم ومحل ثقته، وهوعضو مؤسس لأكبر صرح لبناني في الاغتراب، وهو "المركز اللبناني" في مكسيكو سيتي ومسؤول عن المركز الثقافي المكسيكي اللبناني.

ألف عدداً من الكتب والأعمال الفنية للمسرح والسينما، وقام بأبحاث تناولت بمعظمها موضوع لبنان.

في أيلول من العام 2016، استعاد أنطونيو طرابلسي جنسيته اللبنانية وقامت سفارة لبنان في المكسيك حينها بتكريمه في احتفال شارك فيه عدد من الشخصيات الاغترابية وعائلته وأصدقائه.

قبل حصوله على الجنسية اللبنانية بسنتين، سألته رئيسة تحرير "جبلنا ماغازين" فاديا سمعان عمّا يعنيه له لبنان - هو المولود والمقيم في المكسيك والذي لا يحمل الجنسية اللبنانية - أجابها: "لبنان هو جذوري، هو التراث الثقافي ووطن الأجداد... لطالما حلمت باستعادة الجنسية اللبنانية، وذهبت لأجل ذلك مرات عدة إلى سفارة لبنان في المكسيك بلا جدوى". وأضاف: "لن أسعى إلى الجنسية بعد الآن. فالمهم بالنسبة لي أن دمي 100 % لبناني".

وفي النهاية، لم يرحل أنطونيو طرابلسي إلا بعدما حصل على الجنسية اللبنانية بكل جدارة واستحقاق. ومشكور كل من ساهم في تحقيق حلم كاد أن يتلاشى يوماً لهذا اللبناني الأصيل والإنسان الرائع.