أيّام لبنان في باريس أقيمت بنكهة شبابية لافتة واختتمت بانتخاب ملكة وملك جمال لبنان في فرنسا
كاتيا سعد – جبلنا ماغازين (باريس)
استقبلت العاصمة الفرنسية باريس للعام الرابع على التوالي، "أيّام لبنان في باريس" في 18 و19 و20 أيّار 2018. هذا الحدث الذي بات تقليداً سنوياً، هو من تنظيم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم؛ وبالتعاون مع 50 جمعية لبنانية – فرنسية، وبرعاية سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان. الجديد في هذه الدورة، هو إعطاء الحيّز الأكبر لمشاركة الشباب في مختلف نشاطات هذه الفعالية؛ بالإضافة إلى انتخاب ملك جمال لبنان – فرنسا إلى جانب انتخاب ملكة جمال لبنان - فرنسا الذي انطلق منذ عام 2008.
على مساحة 1000 متر مربّع في قاعة "بلان مانتو" Blanc Manteaux التي تقدّمها بلدية الدائرة الرابعة في باريس، تنقُلك خطواتك في الصالة الرئيسية بين مجموعة أجنحة تحكي كل واحدة منها قصة مختلفة من قصص لبنان في المجال الثقافي، الأدبي، السياحي، وحتى النبيذ كان له حصّة في هذا الحدث. وهذا ما يساهم في "إعطاء الصداقة اللبنانية – الفرنسية، التي نفتخر بها، حقّها" على حدّ قول موسى غانم، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية – فرع فرنسا ورئيس لجنة تنظيم "أيّام لبنان في باريس 2018" وعضو مجلس بلدية "بوتو" Puteaux في ضواحي باريس، وهو أحد الأهداف الثلاثة لهذا الحدث. ويستكمل موسى الأهداف الأخرى لإقامة هذه الأيّام: أولاً، إعطاء الوجه الصحيح للبنان بعيداً عن الصورة السيئة التي تصلنا غالباً عبر وسائل الإعلام، وثانياً فَسْح المجال لإعطاء الشعلة للأجيال الآتية، كي لا يذوب الجيل اللبناني في الحاضر والمستقبل بالمجتمع الفرنسي وينسى الهوية اللبنانية.
على غرار موسى غانم، اعتبر أريل ويل، رئيس بلدية الدائرة الرابعة في باريس، بأنّ هذا الحدث "احتفال بالصداقة الفرنسية – اللبنانية التي تجمع بين البلدين منذ سنوات". وأضاف بأنّ "لبنان على صورة الدائرة الرابعة، هو أرض التناقضات الخصبة والخلافات السعيدة". وأثنى الياس كساب، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، مُمَثَّلاً بـ روجيه هاني، على جهود المشاركين في "أيّام لبنان في باريس 2018" في إبراز صورة لامعة للبنان وثقافته. وأضاف "أعضاء الجمعية اللبنانية الثقافية في العالم، مناضلون حقيقيون من أجل ازدهار اقتصاد لبنان، والحفاظ على سيادته وحماية ثقافته في الاغتراب". وعبّر السفير رامي عدوان عن أهمية هذا التنظيم في تسليط الضوء أكثر فأكثر على لبنان وغِناه وإمكانيّاته ؛ ونوّه بأن التركيز هذا العام على الدور القيادي للشباب اللبناني ولبرنامجهم الذي "يساهم في إظهار الجهد الجماعي لبناء دولة حديثة، عادلة ومتساوية".
وكيفما تَلفّتَ في الصالة وفي ورش العمل سواء الثقافية، الفنية والتربوية والـ coaching، منذ اليوم الأوّل لهذه الفعالية وعلى مدار الأيام الثلاثة، تلاحظ بأنّ لجيل الشباب الحيّز الأكبر بدءاً بمجموعة الأولاد التي أدّت النشيد الوطني الفرنسي واللبناني ؛ مروراً بأداء لين خوري (10 سنوات والمشتركة في The voice kids بنسخته الفرنسية الخامسة عام 2017) وأداء الراقصة الشابة يارا نونا بضعة رقصات (والتي تهتم سنوياً بتدريب المشتركين على الرقص) وصولاً إلى مشاركة الدكتور عدنان البكري، الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة أجرتها مجلة Bonjour Idée في باريس للابتكارات الجديدة عن مشروعه لتطوير الطبّ الإلكتروني، ومجموعة من ورش العمل لأصحاب الشركات الناشئة اللبنانية – الفرنسية. وهنا يعلّل موسى غانم قائلاً: "هدفنا الإبقاء على حبّ الشباب للبنان، خوفاً من تناقصه مع مرور السنوات عند اللبنانيين المقيمين في فرنسا، الإبقاء على العلاقة المتينة مع لبنان، الدفاع عنه مستقبلاً والنضال من أجله عن بُعد".
ومن الجمعيات الشبابية المشاركة، كان لنا حديث مع أنطوان صاروفيم، مهندس واستشاري تكنولوجيا معلومات في مجال وسائل الدفع الخاصة بالبنوك وقد أسّس، مع فيليب بو حنّا، "النادي الثقافي للشباب الفرنسي – اللبناني" (CCJFL Club Culturel de la Jeunesse Franco-Libanaise). واعتبر أنطوان بأنّ الهدف من مشاركتهم في هذا الحدث هو "إضافة بصمة جديدة إلى جيل الشباب، خاصة اللبنانيين الذين أتوا حديثاً إلى فرنسا". وعمّا يقدّم هذا الحدث للـ CCJFL، يقول: "هذا الحدث السنوي هو من أكبر الفعاليات وهذا أمر لا يُستهان به، الأمر الذي يساهم في تعريف الناس على مشروعنا ويستقطب وجوهاً جديدة".
ومع الشباب اختُتِمَت "أيّام لبنان في باريس 2018" بانتخاب كساندرا مهنّا (23 عاماً) ملكة جمال لبنان – فرنسا، وستشارك في انتخاب ملكة جمال لبنان – الاغتراب في آب 2018 في لبنان ؛ وفيكتوريا يزبك كوصيفة أولى وناتاشا طبّوش كوصيفة ثانية. وتُوّج جاد أبو فرح (21 عاماً) ملك جمال لبنان – فرنسا، ولأوّل مرة منذ 10 سنوات يُعاد انتخاب ملك جمال لبنان - فرنسا ؛ وأنطوان حايك كوصيف أوّل وماركو برتوللي كوصيف ثانٍ.
بهذا الاندفاع اللبناني - الفرنسي بشكل عام، والمجهود الشبابي بشكل خاص، اكتسبت هذه المبادرة قيمة معنوية إضافية، وباتت تمثّل "الواجهة الصحيحة للبنان في فرنسا بوجهه الثقافي والسياحي" كما ذكر أندريه فوّاز، صاحب شركة ArchiGestim إحدى رعاة هذا الحدث والمنسّق العام له، الذي شجّع على القيام بمثل هذه المبادرات البعيدة عن مشاكل لبنان الطائفية والسياسية.
فما الذي تقدّمه هذه الفعاليات للبنان؟ يقول موسى غانم: "ما نقدّمه هو معنوي أكثر ممّا هو مادي، من خلال القصص التي تترجم على الأرض خاصة في مجال توطيد العلاقات ما بين اللبنانيين المقيمين في فرنسا والجمعيات الفرنسية، وتنفيذ مشاريع مشتركة ما بين البلدين وأهمّها في المجال التربوي". وبهذا، تكون "أيّام لبنان في باريس" قد عكست الوجهة الثانية لعملة واحدة اسمها لبنان، وجاءت لتساهم بانخراط اللبناني المغترب في تثبيت هويته اللبنانية خارج بلده الأمّ.