عون يفتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في بيروت وسلسلة خطوات لباسيل تتعلق بالوزارة والمغتربين
جبلنا ماغازين - بيروت
اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن أكثر من يعرف معنى الوطن هو من عرف معنى الغربة، ودعا المغتربين اللبنانيين الذين يشكلون امتداد لبنان في العالم، خصوصا وأن بينهم من صوته مسموع في دول القرار، إلى أن يكونوا قوة ضغط حضارية، تعمل ضمن القوانين والأنظمة، لإجبار المجتمع الدولي على إعادة النظر في مواقفه المتعلقة بالنازحين. وقال "إن أكثر ما يثير قلقنا وريبتنا أن المجتمع الدولي يربط عودة النازحين بالتوصل الى حل سياسي. وتجارب قضايا الشعوب المهجرة في العالم، وانتظار الحلول السياسية لا تطمئن أبدا".
كلام الرئيس عون جاء في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطاقة الاغترابية الذي أطلقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بنسخته الخامسة في بيروت بحضور مئات الشخصيات الاغترابية الآتية من مختلف أنحاء العالم، وبمشاركة عدد من الوزراء والنواب الحاليين والمنتخبين وفعليات سياسية وديبلوماسية وروحية وأمنية واقتصادية.
باسيل
والقى الوزير باسيل كلمة في الافتتاح أعلن فيها عن توقيعه اليوم لمشروع قانون يغير اسم "وزارة الخارجية والمغتربين" إلى "وزارة الخارجية والمنتشرين والتعاون الدولي"، وإذ أمل في أن يأتي اليوم الذي ننشئ فيه "وزارة العائدين" التي تعنى بتأمين كل مستلزمات العودة وضرورات التحفيز لها في اللغة والعمل والسكن والمجتمع والدولة، تحدث عن سلسلة خطوات "نوعية مقبلة" أوردها كالآتي:
- "أولا، كون عملية استعادة الجنسية هي قيد التطوير ونحن نتقدم من هذا المؤتمر للحكومة بمشروع قانون لتسهيل العملية وتوسيع هامش المستفيدين".
- "ثانيا، كون عملية انتخاب المنتشرين هي موضوع مطالبة دائمة منا لزيادة عدد النواب الممثلين لكم في الخارج من 6 الى 12 الى 18 نائبا، ولمنحكم البطاقة الممغنطة لتكون بطاقتكم اللبنانية الموحدة ولتمكنكم أيضا من الاقتراع اينما كنتم".
- "ثالثا، كون عملية تحفيزكم على الاستثمار بدأت بصدور تعميم مصرف لبنان باعطاء المنتشرين الفعليين قروض سكن وعمل بفوائد وآجال خاصة، منخفضة وطويلة، فإننا اليوم نتقدم بمشروع قانون يعطي المنتشرين حوافز مالية واقتصادية واجرائية مع منحهم بطاقة ممغنطة خاصة بهم".
- "رابعا، كون عملية اعادة تنظيم الانتشار قد بدأت ومن خلال رفضنا لممارسة اي احتكار له وأي وصاية من الوزارة عليه، فإننا نعلن أيضا تقديمنا لمشروع قانون "المجلس الوطني للانتشار" الذي يلغي المادة 12 الشهيرة من قانون وزارة الخارجية، ويعطي للانتشار صحة تمثيله عبر مجلس عالمي منتخب، وللدولة واجب رعايتها، دون وصايتها، عبر المجلس الأعلى للانتشار برئاسة رئيس الجمهورية".
وتابع: "صدق البعض في لبنان أن بعدكم عنه هو جفاء، ولم يصدقوا أنكم ستعودون بهويتكم الى جنسيتكم ويجب ان تزداد اعدادكم، وبأنكم ستعودون بأصواتكم الى صناديقكم، ويجب أن تكونوا نصف مليون مقترع في الدورة المقبلة، لتزيلوا الجفاء عن ديمقراطيتنا وتعيدوا الحياة الى هوية انتشاركم. ومن هنا نودعكم لنعود ونلقاكم في مؤتمرنا الرابع عشر في ايلول في كندا".
الاعور
وبعد عرض شريط مصور عن ابرز اللبنانيين الذين لمعوا في بلاد الاغتراب ووصلت شهرتهم الى العالم، القى مساعد رئيس مجلس النواب الاردني، الامين العام لحزب العون الوطني النائب فيصل الأعور الذي قال: "ان العالم يبحث عن الطاقات في الارض ولكنكم تعملون على اشرف استثمار، وهو الاستثمار في الانسان، ولن تكسر دولة غايتها الإنسان".
وهنأ الأعور الرئيس عون على انجاز الانتخابات النيابية الذي وصفه بالإنجاز الديموقراطي التاريخي الذي يضع على صفحات المجد قوة هذا الوطن العظيم.
فرح
ثم تحدث لاعب الروكبي الاسترالي، اللبناني الاصل، روبي فرح فقال: "كوني ترعرت في استراليا، كان من السهل على الانسان الموجود في الجهة الاخرى من العالم نسيان جذور أجداده، وبغض النظر عن مكان الولادة والنشأة فإن ثمة رابطا قويا وشعورا بالفخر يمتلكني كوني لبنانيا".
واذ عدد ابرز محطات حياته كلاعب روكبي، اعتبر ان أكثرها فخرا كانت قيادته لفريق لبنان الرسمي عام 2017 في مباريات كأس العالم في الروكبي.
وكانت كلمات لكل من: رجل الاعمال الجنوب افريقي، اللبناني الاصل، تشاد رومنز واللبنانية العاجية سوزان قباني التي شاركت الحضور قصة نجاحها في معمل تصنيع الكاكاو التي انشأته مع والدها والذي تحول الى معمل شوكولا.
عون
واختتمت جلسة الافتتاح بكلمة بكلمة الرئيس عون التي توجه فيها الى اللبنانيين القادمين من كل أنحاء العالم بالقول: "إن لبنان مقبل على مرحلة جديدة يؤمل منها الكثير، فالانتخابات النيابية التي جرت منذ أيام انتجت مجلسا نيابيا جديدا، تمثلت فيه كل القوى السياسية وفقا لأحجامها، وذلك بفضل القانون الانتخابي الجديد الذي اعتمد النسبية لأول مرة في تاريخ لبنان، والذي منحكم أيضا حق الاقتراع من حيث أنتم موجودون؛ فصار لكل لبناني، أينما كان، صوته الفاعل والمؤثر في مجريات السياسة في وطنه. ويبقى، أن يستعمل هو هذا الصوت، فلا يخنقه ويسكته بعد اليوم كما حصل مع القسم الأكبر من مواطنينا في الانتخابات الأخيرة".
وتابع: "إن صحة التمثيل التي يعطيها القانون النسبي ستؤمن استقرارا سياسيا يحتاجه لبنان لمواجهة التحديات التي تنتظره على كل الأصعدة، فالاختلاف في الرأي والموقف من بعض القضايا، وتعارض المقاربات للحلول في بعض المشاكل، سيكون مسرحهما الندوة البرلمانية حيث تتمثل كل الآراء والقوى السياسية التي ستتحمل جميعها مسؤولية العمل معا لمجابهة تلك التحديات، وأيضا لاستكمال مسيرة النهوض بالوطن. فلبنان يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى إلى المزيد من التضامن بين أبنائه، وإلى تغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى، فردية كانت أو حزبية أو طائفية".
ورأى ان "أول التحديات، لا بل المخاطر التي تواجهنا هي الوضع الإقليمي والدولي الضاغط؛ فلبنان يعاني من تبعات حرب لا قرار له فيها، والأعباء التي يتحملها جراءها تفوق بكثير قدرته على التحمل. فهو قد تعاطى مع أزمة النزوح السوري من مبدأ علاقات الأخوة والتضامن الإنساني، ولكن النزوح تحول الى مشكلة ضاغطة تتهدده من كافة النواحي، خصوصا بعد أن ازداد عدد القاطنين فيه في فترة وجيزة قرابة ال 50% من سكانه، وهو ثقل تعجز الدول الكبرى عن تحمله، فكيف بلبنان البلد الصغير المساحة والمحدود الموارد والذي يعاني اصلا من كثافة سكانية وضائقة اقتصادية وبطالة، والمعروف عنه أنه بلد هجرة وليس بلد استيطان، وانتم خير شهود على ذلك".
ودعا الرئيس عون من جهة أخرى المنتشرين إلى العمل على إقناع الدول التي يتواجدون فيها بدعم ترشيح لبنان في الأمم المتحدة، ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق؛ فلبنان بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو نموذج عيش الوحدة ضمن التعددية والتنوع، استطاع أن يحفظ وحدته على الرغم من الجوار المتفجر حوله. وهو، وإن يكن قد تأثر بالغليان الحاصل في المنطقة، فارتفعت فيه حرارة المواقف والتصاريح، إلا أنها ظلت كلها تحت سقف الوحدة الوطنية، ما أمن له الحماية، ومنع انتقال الشرارة اليه".
وتابع: "تحد آخر يواجهه لبنان، هو الوضع الاقتصادي، وسينصب اهتمامنا في المرحلة المقبلة على الورشة الاقتصادية، وكلي ثقة بأننا سننجح في هذه المهمة، خصوصا إذا ما تكاتفت كل القوى السياسية بصدق لمواجهة الأزمة، لأنها، لا شك، تتحسس دقة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تحاصر مجتمعنا.. ودوركم هنا أيضا محوري، يا أبناءنا في الانتشار، فأنتم تختزنون إمكانات وطاقات بشرية وعلمية واقتصادية استثنائية. وأضاف: "إن العمل على الخطة الاقتصادية سينتهي قريبا، وهي ستضع تصورا لمعالجة المشاكل القائمة، وتحدد مكامن القوة في الاقتصاد، وتحدد أيضا القطاعات المنتجة التي يمكن الاستثمار فيها".
وفي الختام، سلم الرئيس عون والوزير باسيل والى جانبه مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا عساكر كلا من الاعور ورومنز وفرح وقباني وسام المغترب اللبناني.