رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: اقتراع المغتربين تاريخي ويجب أن يطوّر
جبلنا ماغازين – تورنتو
صدر عن الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الياس كساب بيان جاء فيه: "يتوجه المغتربون، ولأول مرة في تاريخ لبنان، للمشاركة في الانتخابات اللبنانية، وذلك في المراكز المحددة لهم من قبل السفارات والقنصليات اللبنانية. إنّنا ننظر لهذه المشاركة بإيجابية، خاصّةً وأنها تعطي، ومن حيث المبدأ، حقاً للمغتربين لطالما طالبوا به، وحلموا بتحقيقه، كي يشعروا أنهم يساهمون في صنع حاضر لبنان وفي رسم مستقبله، فلقد أُعطوا - وللمرة الأولى - حقّاً دستوريّاً، فهم لم يُقصروا في الواجبات".
وإذ تمنى النجاح لهذه التجربة، قال: "إننا نسجل علامةً إيجابيةً للعهد في هذا المجال، ونعتبرها بدايةً سليمةً في الممارسة الديمقراطية اللبنانية ونتمنى أن نستفيد منها وأن ندرس نتائجها سويّةً، كدولة وكإنتشار".
وأشار كساب إلى أنه "لا بد لنا من تسجيل بعض الملاحظات، وذلك ليس من سبيل انتقاد أحد أو الطعن بالنوايا الحسنة لكل من ساهم في إعطاء المغتربين حقهم في الانتخاب، والذي كان ولما يزل مطلب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لعقود". مضيفاً: "نحن نتمنى، في الانتخابات القادمة، أن يعطى كل حاملي الجنسية اللبنانية حقهم في الانتخاب دون إلزامهم بالتسجيل، لأن حاملي الجنسية اللبنانية هم سواسية أمام القانون، فهم يحملون حقّاً دستوريّاً كفله لهم الدستور اللبناني، ولا يمكن أن نخالفه. أما التسجيل، فيجب أن يبقى محصوراً فقط بالمتحدرين الذين استعادوا جنسيتهم، والذين ليسوا مسجلين على لوائح الشطب الأساسية في لبنان".
وأضاف البيان: "هناك من يقول إنّ صعوباتٍ كثيرةً تقف أمام تحقيق ذلك، خاصّةً اللوجستية منها، وعليه نحن نقول:
-إنّ مكننة وزارة الداخلية والبلديات، خاصةً الأحوال الشخصية، ومكننة وزارة الخارجية والمغتربين، كفيلةٌ بتسهيل اقتراع المغتربين حاملي الجنسية بسرعة فائقة، وبدقة، أسوةً بالدول الأخرى التي لديها جاليات كبيرة في الخارج مثل لبنان. ونحن نعرف أنّ جهوداً جديّةً قد بدأت على هذا الصعيد، ونحن نترقب هذا التطور، ونتطلع إلى انتقال الإدارة من المرحلة العثمانية إلى مواكبة التكنولوجيا الحديثة، وهذا ليس بمستحيل، خاصّةً وأن الاختصاصيين اللبنانيين في هذا المجال كُثرٌ، فهم يساهمون في تطوير برامج تقنية هائلة في شركاتٍ كبرى في دولٍ عديدة، وما على لبنان إلا الاستفادة من خبرات أبنائه هذه.
-تطوير البعثات الرسمية إلى الخارج، والانتقال من همّ المحاصصة إلى همة الاختصاص، وفتح قنصليات في المدن الكبرى في الخارج، لا تكون أداةً لتوزيع المناصب على المحاسيب، بل تطويراً للإدارة بما يتلاءم مع المهمات الجديدة، والتي ستتأتى بعد هذه الانتخابات، وهي مهمات منوطة بتطور الأداء الديمقراطي. فالسفارة، أو القنصلية، لن تعودا بعد اليوم مركزاً للتشريفات، ولنسج العلاقات مع الجالية، أو السلطات المحلية فحسب، بل مكاناً يمارس فيه المغتربون حقهم في الاختيار، ودورهم في المحاسبة، وفي تقرير مصير الوطن.
-الاعتماد على منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية العالمية، والتي تعنى بشؤون الانتخابات ومراقبتها، وبالدفاع عن ممارسة ديمقراطية راقية. إنّ التعاون مع هذه المنظمات كفيل بتقديم التسهيلات اللوجستية للمغتربين أينما حلوا. ونحن، كجامعة لبنانية ثقافية في العالم، وكعضوٍ في مجموعة المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة، ومن خلال علاقاتنا بالمنظمات ذات الصِّلة، خاصّةً في دول الإقامة، نستطيع أن نقدم المساعدة على هذا الصعيد، أسوةً بما قدمته المنظمات هذه للجاليات العراقية في الخارج أبان اقتراعهم الأول بعد الحرب.
-نحن نعرف، ولقد لمسنا على الأرض، أن التسجيلات التي حصلت - على قلتها - أتت بجهد من الأحزاب اللبنانية التي ركزت على مناصريها، وهم في الغالبية من المهاجرين الجدد. ونحن، إذ نطالب بإلغاء التسجيل، ولكي يصبح حق الاقتراع بديهيّاً، فلفتح المجال أمام رأيٍ مدنيٍّ حر وجديد، قادرٍ على إحداث نقلةٍ نوعيةٍ من قبل المغتربين الذين تمرسوا على الديمقراطية في بلاد الاغتراب. ونحن، نخشى ما نخشاه، أن يلاقي ذلك معارضةً من قبل الممسكين على مفاصل الحياة السياسية اللبنانية، والقابضين على مراكز القوى بعصبياتٍ لا يمكن أن تجد لها أرضاً خصبةً في الخارج.
-نحن كنّا وسنبقى ضد إعطاء المغتربين نواباً في الاغتراب، مهما كان العدد كبيراً أو صغيراً، فنحن لا نريد أن ينتقل الصراع الحزبي، خاصّةً وأنه ليس بمثالي، ومرتبط بالصراعات الإقليمية، إلى الجاليات في الخارج، فيكفي هذه الجاليات معاناة ومهانة في المطارات وفي دول الإقامة، من جراء انعكاس الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان والجوار عليها، ناهيك بالتوزيع الطائفي على نواب الاغتراب، وهذا نقيض ما يمارس اللبنانيون في الخارج.
-نحن سنراقب عن كثب تجربة انتخاب المغتربين الجديدة. سنعدد الإيجابيات وسنقف على السلبيات بعد الاقتراع. هذا الترقب، بقدر ما سيكون شيّقاً ومهمّاً، بقدر ما نتمنى أن يكون ناجحاً. وسنستمع عن كثب، وقد بدأنا بالفعل، حيث بدأت الشكوى من أن اللوائح مكتوبة باللغة العربية، في مدن لا يقرأ فيها المغتربون، خاصّةً الشباب منهم، اللغة العربية.
-لن نألو جهداً كجامعة أن نقدم العون، وعسى هذا الانتخاب التاريخي يكون فاتحة أمل جديد للبنان في تجديد ديمقراطيته".