صدى تجاذبات بيروت يدوّي في أبيدجان التي تستعد لاستضافة مؤتمر الطاقة الاغترابية
خاص جبلنا ماغازين
الصورة في الأعلى وصلت إلى موقع "جبلنا ماغازين" من مصدرها الأصلي، وهو صاحب إحدى المؤسسات الخاصة في العاصمة العاجية أبيدجان، الذي أوضح أنه "صنع هذه اللافتات وحمّلها لمجموعة من العاملين لديه من السكان المحليين ليتناقلها مع أصدقائه من الفريق المؤيد لحركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي" - كما أفاد موقعنا في اتصال هاتفي - مؤكداً أنه "لم يقصد بها صبّ الزيت على النار في ظل ما يحكى عن مقاطعة هذا الفريق لمؤتمر الطاقة الاغترابية الذي من المقرر أن تستضيفه أبيدجان في 2 و3 شباط المقبل، بل مجرد تحية أردنا أن نوجهها للرئيس بري، الذي تعتبره جاليتنا رمزاً للاعتدال وحامياً للدستور".
إلا أن المشهد السائد في أبيدجان ومختلف عواصم الدول الإفريقية المعنية بمؤتمر الطاقة الاغترابية لم يكن بحاجة إلى هذه الصورة لكي يتظهّر. فالمشهد منذ أيام – وبالفعل - قاتم ومحزن، يعكس صورة الجو السائد في بيروت لما وراء البحار ويهدد الجالية بانقسامات غير مجدية.
فالاشتباك السياسي بين بعبدا وعين التينة والذي ألقى بظلاله على علاقة الأخيرة بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بسبب "مرسوم أقدمية ضباط دورة عام 1994" طال مؤتمر الطاقة الاغترابية المخصص لأفريقيا (ساحل العاج)، حيث تناقلت وسائل إعلامية ان الرئيس بري أوعز إلى مناصريه من المغتربين بمقاطعة المؤتمر، الأمر الذي عادت فنفته أوساط الرئيس بري في بيروت.
رغم هذا النفي، قال أحد أركان الجالية في ساحل العاج طالباً عدم الكشف عن اسمه لـ"جبلنا ماغازين" رداً على سؤال عن نية مقاطعة المؤتمر: "أكيد كلنا سنقاطع دعماً لموقف الرئيس بري والمدير العام للمغتربين (المنتهية ولايته) هيثم جمعة، فنحن نعتبر الرئيس بري قامة وطنية لا يجوز القفز فوقها وتجاهل مواقفها، كما أن الجالية تدين بالكثير للسيد هيثم جمعة".
نجيب زهر: لتأجيل المؤتمر وتخفيف الاحتقان
في هذا الوقت، صدر اليوم عن رئيس مكتب الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر بياناً اليوم جاء فيه: حرصاً منا على وحدة الجالية وحذراً من التداعيات السلبية وحفاظاً على التعايش والوحدة والأواصر التاريخية للجالية اللبنانية في الاغتراب الإفريقي وخاصة ساحل العاج، وحرصاً منا على العلاقة مع الدولة والشعب العاجي المضيف والشقيق في ساحل العاج، التي تضم أكبر الجاليات اللبنانية في أفريقيا، نناشد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والوزير المختص جبران باسيل، تأجيل مؤتمر الطاقة الاغترابية ريثما يصار إلى تهيئة الظروف المناسبة وتخفيف الاحتقان الذي لمسناه من أبناء الجاليات في افريقيا وحرصاً منا على نجاح المؤتمر ومشاركة جميع الجاليات في الاغتراب".
نجيب الخوري: لتحييد الاغتراب عن السياسيين
إلى ذلك، وفي اتصال مع "جبلنا ماغازين" من بيروت، قال رئيس مجلس الأمناء في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نجيب الخوري، وهو من أبرز رجال الأعمال في الكونغو: "أنصح الوزير باسيل بعدم الدخول في هذه اللعبة وأن يكون أكبر من ذلك. فليلغِ المؤتمر ويكتفِ بزيارة المسؤولين السياسيين في أبيدجان والدول التي من المقرر أن تشملها جولته. فإذا كانت الدولة اللبنانية تريد أن تكرم هؤلاء المغتربين والجالية لا تريد ذلك، فليُلغَ التكريم". واعتبر الخوري أن "من شأن إقامة المؤتمر في ظل هذه الأجواء أن يزيد الشرخ ويعمق المشاكل، فالسياسيون مختلفون اليوم ولكنهم سيتصالحون غداً، أما إذا حصل شرخ ضمن الجالية فمن الصعب علاجه".
أضاف الخوري: "غير مقبول وضع الاغتراب في موقف كهذا. وعندما نطالب بتحييد الجامعة الثقافية وتحييد الاغتراب عن السياسيين فهذا لكي لا نصل إلى جو مثل هذا الجو الذي نعيشه الآن".
الاستعدادات متواصلة لعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية
رغم ما يجري، يمضي القائم بالأعمال اللبناني في أبيدجان السفير خليل محمد في تحضيراته للمؤتمر مؤكداً أن "الدعوات وجهت قبل أسابيع لحوالي 700 شخصية لبنانية في ساحل العاج وعدد من الدول الأفريقية ولكلّ ملء الحرية في تلبية الدعوة من عدمها". وأضاف لـ"جبلنا ماغازين": "ما يحكى في الإعلام لم يؤثر على تحضيراتنا التي شارفت على نهايتها، ونحن نعمل لإقامة المؤتمر بأفضل صورة ممكنة".
بدوره، أفاد القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في العاصمة الغينية كوناكري الدكتور فرح فرح أن الوفد الغيني الذي سيشارك في مؤتمر الطاقة مؤلف من 15 شخصية، كما أن الاستعدادات جارية من قبل السفارة والجالية في غينيا لاستقبال الوزير باسيل في زيارته المقررة لكوناكري في 4 شباط المقبل وفقاً للبرنامج المعدّ سابقاً.