Follow us

image

السفير لبّس يوضح لـ”جبلنا ماغازين” تفاصيل الجريمة التي استهدفت زوجَيْن لبنانيّين في فنزويلا

خاص جبلنا ماغازين – كاراكاس

أكد سفير لبنان في فنزويلا الياس لبس لـ"جبلنا ماغازين" أن السفارة تواكب عائلة الأسعد التي تعرضت لجريمة مروعة قبل أيام في العاصمة كاراكاس أودت بحياة السيدة هلا الأسعد (61 عاماً)، وهي على تواصل دائم مع زوج الضحية عبد الصمد الأسعد (84 عاماً) وولديهما معن وعمر، وعلى تنسيق في الوقت ذاته مع وزير الخارجية ومديرية المغتربين في بيروت.  

وعن تفاصيل الجريمة، قال السفير لبس: "من نفذ الجريمة هو عامل تصليحات فنزويلي كان يكلفه عبد الصمد الأسعد من وقت لآخر القيام ببعض الأعمال في منزله الواقع في منطقة لا فلوريدا في كاراكاس. فقبل يومٍ من الجريمة التقى عبد الصمد به وتحدث أمامه عن رغبة زوجته بالسفر إلى لبنان قريباً، فاقترح عليه العامل أن يأتي في اليوم التالي لإجراء بعض التصليحات الصغيرة في المنزل قبل أن يسافروا. ثم أتى في اليوم التالي برفقة أخيه واستبقاهما أصحاب البيت إلى مائدة الغداء. وبعد الانتهاء من الطعام، ذهبت المغدورة إلى المطبخ، فهاجم الرجلان زوجها وضرباه لمرات متتالية بآلة حادة وحاولا خنقه، فسقط أرضاً وتظاهر بأنه مات، فتركاه وتوجها إلى المطبخ حيث ضربا الزوجة بالآلة الحادة ذاتها وقتلت على الفور".

وأضاف السفير لبس: "بعد ذلك سرق المجرمان كل ما خف حمله وغلا ثمنه من مال وأدوات إلكترونية وهربا وتواريا عن الأنظار. ولكن كاميرا الجيران صورتهما بالجرم المشهود والبحث جار عنهما". ولفت لبس إلى أنه سيوجه غداً رسالة إلى الأجهزة الأمنية لحثها على متابعة الموضوع والقبض على الرجلين وسوقهما إلى العدالة بأسرع ما يمكن.

ولفت لبس إلى أنه التقى اليوم (الثلاثاء) بعبد الصمد الأسعد فور خروجه من المستشفى وبدا متعباً جداً وآثار الكدمات بادية على رأسه وفي عنقه ووجهه. وأوضح من جهة أخرى أن هناك عراقيل تؤخر ترحيل جثمان زوجته هلا الأسعد إلى لبنان بسبب قلة رحلات الطيران من فنزويلا إلى باقي دول العالم.

وختم بالإشارة الى أنه يجري تسجيل مئات الجرائم يومياً في فنزويلا، خصوصاً في الفترة الماضية مع تدهور الاوضاع الأمنية، حيث أصبح متعارفاً عليه بأنه من الأفضل لمن يتعرض لمحاولة سرقة أن يستجيب فوراً للسارقين لئلا يحكموا عليه بالموت السريع.

معن الأسعد: لبنان كان كل شيء بالنسبة لوالدتي

وبدوره روى ابن الضحية، معن الأسعد، الذي يقيم ويعمل في المكسيك منذ سنوات لـ"جبلنا ماغازين" تفاصيل الجريمة البشعة التي أودت قبل أيام بحياة والدته ودفعت بوالده المسنّ إلى المكوث في المستشفى.

وإذْ كان يتحدث بغصة واضحة في صوته عبر الهاتف، قال: "كنا أنا وأخي عمر، المقيم في تشيلي، وكذلك إخوتنا من أبي – وهم أيضاً غير مقيمين في فنزويلا - نحاول إقناع والدينا بالانتقال إلى أي بلد آخر بعدما أصبحت منطقة "لا فلوريدا" تعتبر من المناطق الخطرة للسكن في كاراكاس المضطربة سياسياً وأمنياً. ولكن يبدو أنه كتب لأمي أن تعود إلى بلدها المفضل لبنان - الذي كان يمثل كل شيء بالنسبة إليها - لكي تدفن في بلدتها عكار العتيقة بعد 30 سنة قضتها في الغربة". أما عن والده، فقال معن إنه يعيش في فنزويلا منذ 59 سنة وهو من بلدة حوشب في عكار.

هذا، ويواصل معن وشقيقه عمر، تحت وطأة الصدمة التي منيا بها وفي ظل الأوضاع الفوضوية السائدة في فنزويلا، محاولة إنهاء المعاملات الرسمية وإجراءات ترحيل جثمان والدتهما إلى لبنان بالتعاون مع السفارة اللبنانية في كاراكاس التي تقدم لهما كل الدعم المعنوي واللوجستي المطلوب، بل أكثر من ذلك، كما يقول معن، "يتعامل معنا السفير اللبناني وكأنه أحد أفراد العائلة".