عملية “فجر الجرود” في يومها الثاني: 3 شهداء للجيش وتحية من لبنان إلى ضحايا الإرهاب في برشلونة
جبلنا ماغازين – بيروت
صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي:
“واصلت وحدات الجيش لليوم الثاني على التوالي من عملية فجر الجرود، هجومها ضدّ ما تبقى من مراكز تنظيم "داعش" الإرهابي في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، على محوري: سهلات خربة داود و ضهور وادي التينة، وتمكّنت من السيطرة على مناطق: مرتفع ضليل أم الجماعة (1605) - ضهور وادي التينة (1551) – قراني مقيال فرح (1575) - جبل وادي الخشن – قرنة حقاب الحمام – قراني العقاب (1563)، ما جعلها تسيطر بالنار على أقسام واسعة من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية – السورية، وبذلك بلغت المساحة التي حررها الجيش بتاريخ اليوم حوالى 30 كلم2، وبالتالي بلغت المساحة المحرّرة منذ بدء معركة فجر الجرود وعمليات تضييق الطوق نحو 80 كلم2 من أصل 120 كلم2.
وقد أستشهد خلال العمليات العسكرية ثلاثة عسكريين من الجيش وأصيب عسكري رابع بجروح بليغة نتيجة إنفجار لغم أرضي بآلية عسكرية، كما أصيب عسكريان بجروح غير خطرة أثناء الاشتباكات. فيما أسفرت هذه العمليات عن مقتل نحو 15 إرهابياً وتدمير 12 مركزاً تابعاً لهم تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة، كما تمكّنت قوّة من الجيش من تفجير سيارة ودرّاجة نارية مفخختين تقلّان انتحاريين على طريق وادي حورتة ومراح الدوار في جرود رأس بعلبك، في أثناء محاولتهم استهداف عناصر الجيش، من دون وقوع أيّ إصابات في صفوف العسكريين."
تحية من جيش لبنان إلى ضحايا الإرهاب في برشلونة
في غضون ذلك، ورغم الخطورة التي تهدد حياتهم في معركة "فجر الجرود" في راس بعلبك والقاع، أراد جنود الجيش اللبناني إهداء تحرير احدى التلال من عناصر "داعش" الارهابي إلى الضحايا الذين سقطوا مؤخراً في الهجوم الإرهابي الذي استهدف أبرياء في مدينة برشلونة الإسبانية وإلى ضحايا الارهاب في العالم بأسره. فنشر عبر حسابة على تويتر صورة تظهر جنديين يرفعان علمي لبنان وأسبانيا على إحدى التلال المحررة، منقلت الصورة صدى معركة الجرود إلى العالم بأسره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها إلى أهم وسائل الإعلام العالمية.
الرئيس عون
وتفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجرحى العسكريين الذين أصيبوا في المعركة ضد داعش واطلع على أوضاعهم واطمأن على صحتهم، واستمع منهم الى ظروف اصابتهم .
واعرب الرئيس عون عن تمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، محييا تضحياتهم ومقدراً استشهاد رفاق لهم في سبيل تحرير الاراضي اللبنانية الحدودية من الإرهابيين .
بدورهم عبّر العسكريون الجرحى عن امتنانهم للزيارة التفقدية التي قام بها رئيس الجمهورية، متمنين لو انهم ما زالوا الى جانب رفاقهم في ارض المعركة. فرد الرئيس عون قائلاً لهم : "انتم قمتم بواجبكم لكن أصبتم، ورفاقكم يكملون الآن المهمة ". وحيا الرئيس عون المعنويات العالية التي لمسها لدى العسكريين الجرحى وقال لهم: "كل عسكري يذهب الى الجبهة يضع احتمالات النصر كما الاستشهاد لأنه مؤمن بأن ما يقوم به هو مهمة وطنية سامية. وهذه الروح العالية والإيمان القوي والوفاء للقسم، كلها عوامل تصنع الانتصارات، وما فعلتموه مع رفاقكم خير دليل على ذلك ."
وأضاف: "لم تفاجئني معنوياتكم حين تمنيتم ان تشفوا سريعا لتعودوا الى الجبهة، فهذا هو جيشنا وهؤلاء هم أبطالنا ."
وشكر ذوو العسكريين الجرحى الرئيس عون على تفقده جرحاهم مؤكدين استمرار التزام اولادهم الدفاع عن لبنان.
مساعي اللواء ابراهيم
إلى ذلك، كشفَت مصادر واسعة الاطّلاع قبَيل منتصف ليل أمس، أنّ الاتّصالات الجارية بين بيروت وبعض العواصم الإقليمية عبر مراجع أمنية، والتي يمثّل فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لبنان، تناوَلت إمكانَ التوصّل إلى وقفٍ للنار بين “داعش” والجيش اللبناني.
وقالت هذه المصادر لصحيفة “الجمهورية”، إنّ الردَّ اللبناني كان واضحاً وصريحاً عندما أكّد أنّه لا يرفض وقفاً للنار في المطلق، ولكنّ مفتاح الباب إلى مِثل هذه المفاوضات واحد، وهو يَكمن في إعطاء معلومات دقيقة عن مصير العسكريّين اللبنانيين المخطوفين لدى “داعش”، بعدما تبيَّنَ أنّ إفادات أسرى “داعش” السبت حول وجودِهم في مكانٍ ما مِن جرود عرسال لم تكن صحيحة.
وكان اللواء ابراهيم قد اكد أن “لا وجود في الأساس لمغارة في عرسال ، لتكونَ مغارةً خالية”، مشيراً إلى أنّ “مهمّة الأمن العام في عرسال سارية إلى الآن”، ومشدّداً على “قدسية الملف”، داعياً إلى “إبقائه بعيداً عن الإعلام و”السكوبات” الصحافية".