Follow us

image

الحريري يعلن تأييده ترشيح عون للرئاسة والأخير يؤكد من بيت الوسط: لست هنا للكيدية

جبلنا ماغازين – بيروت

في مؤتمر صحافي عقده اليوم في بيت الوسط، أعلن الرئيس سعد الحريري عن تأييده ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، معتبراً أن "العماد عون وفق القواعد التي التقينا عليها مرشّح ليكون رئيساً لكل اللبنانيين، وحارساً لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم وخيارات الإجماع بينهم، لا خيارات الإنقسام، سواء جاءت من حليف له أو خصم إختار مواجهته".

وقال الحريري في المؤتمر الصحافي الذي نقلته الشاشات اللبنانية مباشرة على الهواء: "إننا في لحظة دقيقة ومفصليّة، تفرض علينا مواجهة الأمور بكل واقعية وصراحة والتحرّك المبادر لإنقاذ بلدنا ومستقبلنا عوضا عن الاستسلام لمخاطر الجمود والفراغ والمكوث في أسر الماضي".

ومما جاء في كلمة الحريري:

"قبل سنتين ونصف إنتهى عهد فخامة الرئيس ميشال سليمان ودخل لبنان في الفراغ الرئاسي.

ومنذ تلك اللحظة، وفي الحقيقة منذ ما قبلها، كنّا نحذّر من مخاطر هذا الفراغ ونقوم بكل ما يمكننا لحماية لبنان من هذه المخاطر. وكانت أوّل خطوة حمائيّة تشكيل حكومة دولة الرئيس تمام سلام، لتفادي الفراغ الكامل في السلطة التنفيذية، أي غياب الرئيس والحكومة في آن معا. بعد ذلك لم نترك محاولة إلا وقمنا بها لانتخاب رئيس للجمهورية.

بدأنا بالعمل لوصول مرشّح 14 آذار الدكتور سمير جعجع، وهو الأمر الذي لم يتحقّق. إنتقلنا بعدها لطرح أسماء توافقية للرئاسة إلا أنّ ذلك لم يجد تجاوبا من أحد عند الحلفاء والخصوم سواء. كنّا قد قمنا بحوار أوّل مع العماد ميشال عون، طلبت فيه أن يتّفق مع الدكتور سمير جعجع، لكنّني لم أنجح في دفعهما إلى لقاء الحد الأدنى.

وبعد عام ونصف العام من الفراغ، وبعد حصر المتاح بالمرشحين الأربعة الذين تعاهدوا في بكركي، إنتقلنا لتأييد ترشيح الوزير سليمان بك فرنجية، على أمل أن يؤدّي ذلك بحلفائه المقاطعين إلى حضور جلسة الانتخاب. وبقينا عاما كاملا على هذا الموقف، ولكن أيضا، للأسف، من دون نتيجة.

وفي هذه الأثناء، فإنّ كلّ اللبنانيين، وكل من كان لا يرى ما عنيناه منذ اللحظة الأولى بمخاطر الفراغ الرئاسي، باتوا اليوم يرون بأم العين ما يعنيه فعليا هذا الفراغ. كل اللبنانيين باتوا شهودا على كيف شُلّ مجلس الوزراء وكيف بات التشريع في مجلس النواب إستثناء، وكيف بدأ انهيار الدولة ومؤسساتها، فباتت عاجزة عن تأمين حتّى أبسط الخدمات الأساسية. ولم يعد إثنان يختلفان على حقيقة الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية التي تنخر لبنان وقطاعه الخاص وحالات الإفلاس وتسريح العاملين بالآلاف والفساد المستشري في المؤسسات. والأخطر من ذلك كله، بات الجميع شاهدا على عودة اللغة القديمة الجديدة وتعابيرها القاتلة للهويّة الوطنية والمنافية للعيش المشترك والسلم الأهلي والاستقرار: لغة “ما عاد بدنا نعيش سوا، وما بقا ينعاش معن”!.

كما بات السؤال ينتشر، أو يُنشر، علنا وسرّا، حول فشل النظام، فشل الطائف، وضرورة فرط النظام وإعادة تركيبه، بينما تتسابق العراضات الميليشياوية على شاشات الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي.

أيها اللبنانيون،

نعم، إنّ الصراحة تفرض عليّ أن أقول: إنّ الوضع اليوم أخطر وأصعب بكثير ممّا قد يكون ظاهرا للكثير منكم. لأنّه في الحالتين، مثل هذه اللغة وهذه الطّروحات من شأنها أن تؤدّي إلى حرب أهلية. حتّى لو بقينا على رفضنا للصراعات الأهلية، سيجد هذا الوحش من يزايد علينا، علينا جميعا، ويتبنّاه. أينفع التذكير أنّه في كل مرة وقع فيها لبنان في فراغ رئاسي ولم يبادر فيه أحد للتسوية، إنتهت الأمور بالخراب والمآسي، وبتسويات مجبولة بالموت والدم والدموع؟

أيها اللبنانيون واللبنانيات،

إذا اتّفقنا أنّ استمرار الفراغ ليس خيارا، وأنّ الدخول في صدام أهلي ليس خيارا، وأنّ الخيار الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، فالحقيقة والواقعية والصراحة تفرض عليّ أن أقول لكم إنّ الخيارات اليوم ليست كثيرة.

خيارنا الأول، مرشّحنا الأول الدكتور سمير جعجع أو فخامة الرئيس أمين الجميّل أو اي ممثل لـ 14 آذار… لم يأت برئيس.

خيارنا الثاني، مرشّح توافقي، وسطي، أيضا لم يأت برئيس.خيارنا الثالث: الوزير الصديق، لأنّه فعلا بات صديقا وسيبقى صديقا بإذن الله، سليمان بك فرنجية، أيضا لم يأت برئيس، فلا نصاب ولا أي محاولة حقيقية جرت من أي طرف غيرنا لانتخابه.

بقي خيار واحد: العماد ميشال عون. هكذا بوضوح وبصراحة. خصوصا  منذ ما تبنّى حلفاؤنا في القوات اللبنانية ترشيحه. لكنّ الأهم أنّنا نحن والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا أخيرا إلى مكان مشترك، إسمه الدولة والنظام.هو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا، ولا نحن نريد لهما ذلك.  واتفقنا بصراحة أنّ أحدا لن يطرح أي تعديل على النظام قبل إجماع وطني من كل اللبنانيين على هذا الطرح.

وهذا كلام ينطلق من إجماعنا الذي كتبناه في دستورنا، دستور الطائف، على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربيّ الهوية والإنتماء، وأنّ كلّ اللبنانيين يرفضون التجزئة والتقسيم والتوطين. وفي حوارنا أيضا وصلنا إلى اتفاق لإعادة إطلاق عجلة الدولة والمؤسسات ولإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد والخدمات الأساسية وفرص العمل، وفرصة الحياة الطبيعية للبنان واللبنانيين واللبنانيات.

وأخيرا، وليس آخرا، وصلنا لإتفاق على تحييد دولتنا، الدولة اللبنانية، بالكامل عن الأزمة في سوريا.هذه أزمة نريد حماية بلدنا منها، وعزل دولتنا عنها، حتى إذا ما انتهت الأزمة واتّفق السوريون على نظامهم وبلدهم ودولتهم، نعود إلى علاقات طبيعية معها.

أيها اللبنانيون واللبنانيات،

بناء على نقاط الإتفاق التي وصلنا إليها، أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية الناس، لكنّه مرة جديدة قرار يستند إلى إتفاق بأن نحافظ معا على النظام ونقوّي الدولة ونعيد إطلاق الإقتصاد ونحيد أنفسنا عن الأزمة السورية.

هذا اتفاق يسمح لي أن أعلن تفاؤلي، بأنّنا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، سنتمكّن من إعادة شبك أيدينا معا لنقوم بإنجازات يفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا، ونعود لنجعل من لبنان نموذجا للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم.

العماد ميشال عون، وفق القواعد التي التقينا عليها مرشّح ليكون رئيسا لكل اللبنانيين، وحارسا لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم وخيارات الإجماع بينهم، لا خيارات الإنقسام، سواء جاءت من حليف له أو خصم إختار مواجهته. وسيحرص، كما سنفعل نحن، على الانفتاح على كل القوى السياسية القادرة على دعم مسيرة بناء الدولة بالمزيد من اسباب نجاحها.

أيها اللبنانيون واللبنانيات،

ما نحن بصدده اليوم هو تسوية سياسية بكل معنى الكلمة. لكنّني لن أختبئ خلف إصبعي، فأنا أعلم أنّ الكثير منكم غير مقتنع بما أقوم به، وبعضكم خائف من مخاطره عليّ، شخصيا وسياسيا، ويشكك، بناء على تجارب الماضي، بنوايا حزب الله الحقيقية بعد إعلاني هذا، ويقول لي: هذه ليست تسوية، هذه تضحية بشخصك، بشعبيّتك، وربما بأصوات ناخبين لك في الانتخابات النيابية المقبلة.

لكل هؤلاء اقول:

نعم انها مخاطرة سياسية كبرى، لكنني مستعدّ ان اخاطر بنفسي وبشعبيّتي وبمستقبلي السياسي ألف مرّة لإحميكم جميعا، ولست مستعدّا لاخاطر مرة واحدة بأي واحد منكم لإحمي نفسي أو شعبيّتي أو مستقبلي السياسي".

اضغط هنا للاطلاع على النص الكامل لكلمة الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط

زيارة عون لبيت الوسط

إثر إعلان تأييد ترشيحه من قبل الحريري، زار العماد عون بيت الوسط وأعلن من هناك أننا أتينا اليوم عند الرئيس سعد الحريري لشكره على دعم ترشيحنا لسدة الرئاسة، ونحن تعاهدنا سويا من أجل انجاز المهمة وإخراج لبنان من أزمته”.

وقال: “لا اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، بل هناك اتفاق واحد على إدارة شؤون البلاد، لقد توصلنا إلى الحل لأننا كنا نلتقي على مبدأ أن هناك مشكلة في لبنان، وبدأنا بالتحاور، فعبر الحوار لا أحد يخسر، ولبنان يربح لأن النتيجة للجميع. وكان هناك مواضيع نريد الكلام عنها، كالميثاقية فهي ليست للمسيحيين فقط، وإنما هي عهد بين جميع المسلمين والمسيحيين بالعيش المشترك على قاعدة المساواة ولذا لا ثنائية في الميثاقية”.

وأضاف: “من يحاول إلغاء طائفة والسيطرة عليها يلغي لبنان الرسالة الذي يجب أن نحافظ عليه، وهذا ما تفاهمنا عليه”.

وتابع: “نؤكد أن من يعارضون اليوم ينطلقون في موقفهم من معتقدات مسبقة، وغداً سيعودون فنحن لسنا هنا من أجل الكيدية. أنا مشرقي والمشرقية تراكم للحضارة المسيحية والاسلامية، ولبنان هو جوهرة العالم. هل يمكنكم أن تتصوروا ما يجري في العالم ونحن لا نزال نحافظ على استقلالنا”.

عين التينة

ثم انتقل عون إلى عين التينة حيث عقد لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقال على الأثر للصحافيين: "من الواجب اطلاع الرئيس بري على تطورات الملف الرئاسي، وتفاهمنا حول الموضوع، وشربنا فنجان شاي والجو كان جيداً ولقد  تبادلنا الآراء حول الوضع القائم وحول بعض الإيضاحات لاننا نعيش جواً من الشائعات التي لا "تركب على قوس قزح". واضاف: "نطلب دعم الرئيس بري ولكن لكل شخص حرية الاختيار".