Follow us

image

الطاقة الاغترابية: مؤتمر فرعي في نيويورك جمع على مدى يومين نخبة من لبنانيّي أميركا وكندا

جبلنا ماغازين – نيويورك

في تظاهرة اغترابية هي الأولى من نوعها خارج لبنان، انعقد على مدى يومي 16 و17 أيلول في نيويورك مؤتمر فرعي للطاقة الاغترابية لأميركا الشمالية بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومدير عام المغتربين هيثم جمعة ومشاركة وزير التربية الياس بو صعب والوزير السابق نقولا صحناوي وقناصل لبنان في الولايات المتحدة وكندا والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن السيدة كارلا جزار، وشخصيات اغترابية فاعلة ومميزة في البلدين من رجال سياسة وأعمال وفكر وإعلام وأطباء ومهندسين وتربويين وحقوقيين، إضافة إلى مشاركة ممثلين عن جمعية “تاسك فورس فور ليبانون”، ومؤسسة “لايف” التي تهدف الى مساعدة لبنان في دعم المشاريع التربوية والمصرفية، ومؤسسة “سي.سي. أف” التي تُعنى بأمراض السرطان لدى الأطفال .كما شاركت المؤسسة المارونية للانتشار والمؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم ممثلتين برئيسيهما السيد نعمة فرام ومديرة المؤسسة في أميركا السيدة ندى سالم أبي سمرا. وحضر أيضاً المطرانان غريغوري منصور وعبدالله زيدان ووفود من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وعدد من أبناء الجالية اللبنانية في أميركا الشمالية، ومؤسسة دعم المسيحيين في الشرق ممثلة برئيسها السيد توفيق بعقليني.

وتميز المؤتمر بمستوى عال من التنظيم والتحضير المسبق وخاصة لجهة الجلسات التي تخللته ونوعية المشاركين فيها وإفساح المجال أمام الإجابة على تساؤلات الحضور في كافة المواضيع التي طرحت فيها.

الافتتاح وكلمة باسيل

الوزير باسيل قال في الكلمة الافتتاحية “إنّ اجتماعنا اليوم هو فعل إيمان بلبنان وبرسالتنا وإصرارنا على أنّ هذا البلد الذي ليس من سبب علمي أو منطقي أو تكويني يجعله واقفاً أمام كلّ ما يحصل من حوله، ولا يزال واقفاً بسبب القدرة الفردية لكلّ لبناني. آمل أن يفتح هذا المؤتمر المجال لتحويل القدرة الفردية الى جماعية لننتصر فيها لرسالة لبنان التي هي رسالة قبول الآخر في الوقت الذي نجد كيف يُحذف هذا الآخر جسدياً وفكرياً.

ودعا وزير الخارجية اللبنانيين المنتشرين الى أن يقفوا الى جانب وطنهم لبنان الذي أصبح ملجأ لملايين النازحين ويرزح تحت عبء كبير ممّا يُهدّد بانهيار نظامه المالي، الاقتصادي، التربوي، الإجتماعي، الأمني، السياسي والديموغرافي. وقال: إذا ما وقع لبنان لا سمح الله، لن يبقى مكان تحت الشمس بمنأى عن الكراهية والإلغاء .

أضاف باسيل: بروح التعاون الحقيقي، في هذه المنطقة من العالم، وبناء على تأثيرنا في المجتمعات والحضارات، يجب علينا أن نتوحّد لنصنع حلفاً ما بين رجال الأعمال والجامعات والمؤسسات، ونعمل في تناغم لخلق بيئة من الإمكانات والفرص حيث تسمح لكم بالنمو في لبنان والولايات المتحدة وكندا .وأدعو كلّ فرد منكم ليكون جندياً للقضية اللبنانية لتعزيز إنتمائنا وتنوّعنا الحضاري كمثال فريد حول العالم.

مداخلات المشاركين

بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ الأميركي فالكندي. وقدّم الممثل الشهير بيتر غانم الجلسة الافتتاحية. ثمّ ألقى القنصل العام في نيويورك مجدي رمضان كلمة لخّص خلالها مواضيع جلسات ما قبل الظهر وبعده، شاكراً الداعمين للمؤتمر إذ لولاهم لم يُعقد. وأوضح أنّ أهمّ ما فيه هو عدم تدخّل السياسة فيه، إذ يطرح قضايا مشتركة تهمّ كلّ لبناني، لا سيما موضوع النفط و تنويع موارد دعم الإقتصاد وتنشيط المؤسسات التربوية، فضلاً عن تسويق المنتجات اللبنانية في شمال الولايات المتحدة الأميركية .

وأشار الى أنّ الإنتشار قادر على المساعدة في إحداث تغيير في لبنان من خلال إنجاز إصلاحات إقتصادية بنيوية وضرورية.

أبراهام
وكانت مداخلة لوزير الطاقة السابق في الولايات المتحدة من أصل لبناني سبنسر أبراهام ذكر فيها أنّ والديه هاجرا من لبنان الى أميركا وتربّى في عائلة أكسبته الثقافة اللبنانية من جهة، واندمجت بالمجتمع الأميركي من جهة أخرى. وقال: “كلّنا متعلّقون بلبنان، كما بالولايات المتحدة الأميركية. يريد اللبنانيون العمل مع الولايات المتحدة وينتظرون منها أن تتفهّم الأوضاع والإحتياجات اللبنانية. نعمل في واشنطن لاتخاذ قرارات أميركية من هذا النوع، وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تتفهّم لبنان وتدعمه على جميع الأصعدة، لا سيما لجهة العبء الذي يتحمّله جرّاء أزمة النازحين. إنّ لبنان يحتاج الى مساعدة المجتمع الدولي، ونتمنّى من الجميع المساهمة في إعطاء المزيد من المقترحات والدعم في هذا المجال.”

باوندس

وألقى ممثل وزارة الخارجية الأميركية تيموثي باوندس كلمة تحدّث فيها عن التحديات التي تواجه لبنان، وعلى رأسها استضافة هذا العدد الهائل من النازحين السوريين، متسائلاً عن كيفية العمل على تعزيز المشاريع على صعيد المدارس والجامعات والمنظمات غير الحكومية. وقال إنّ المتحدّرين من أصل لبناني لديهم سمعة حسنة إذ يُساهمون في نمو الأعمال والمشاريع حيث هم.” 

وأضاف: “إنّ كلّ من يزور لبنان يشعر بالطاقة الإيجابية التي يتمتّع بها الشعب اللبناني، وهذا ما يلمسه المسؤولون الأميركيون لدى زيارتهم للبنان، مشدّداً على أنّ الشعب اللبناني يستحقّ الأفضل.”

وإذ شكر السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد على جهودها في تقوية العلاقات بين البلدين، أشار الى أنّه على الولايات المتحدة مواصلة دعم لبنان. وتحدّث عن مساهمة بلاده المالية السنوية، داعياً الحضور الى الاستثمار في لبنان لتطوير العلاقات بين البلدين والشعبين.”

أبو لطيف

وتحدّث النائب الفدرالي في البرلمان الكندي من اصل لبناني زياد أبو لطيف عن الجذور القوية للبنانيين، مشيراً الى أنّ اللبنانيين حيث يكونون يقومون بمشاركة إيجابية ويندمجون في المجتمعات لكنهم لا ينسون جذورهم. وقال: “نحن ناجحون أينما أقمنا وفي كلّ عمل نقوم به. اللبنانيون ماهرون في اصطياد الفرص وخلق المشاريع وإقامة الأعمال من فنون وطبّ ورياضة وغير ذلك. نحن وطن وعائلة، نساعد بعضنا البعض أينما ذهبنا، لأنّنا أقوياء في الوحدة، ولعلّ هذا ما دفعكم اليوم للمشاركة في هذا المؤتمر.”

ريغان

ثمّ تمّت تلاوة الرسالة الرسمية من رئيس البرلمان الكندي جيف ريغان التي جاء فيها: “إنّ الجالية في كندا قوية، والعلاقات بين البلدين تزداد قوة مع مرور الوقت ولا سيما لانحراط اللبنانيين الفاعل في المجتمع الكندي كقيمة إضافية.”

ودعا ريغان في رسالته لعقد مؤتمر الطاقة الإغترابية لشمال أميركا العام المقبل في كندا .

صفير

وكانت مداخلة لرئيس مجلس إدارة بنك بيروت سليم صفير لفت فيها إلى أنه "كل عام تُخرّج جامعاتنا أكثر من 40.000 شاب وشابة، الا أن لبنان في المقابل لا يؤمّن 40.000 فرصة عمل جديدة. وبالتالي فإن الكثير من شبابنا اللامع والمميز يغادر لبنان بحثاً عن عمل في الخارج والكثيرون منهم لا يعودون إلى الوطن. لهذا السبب عليكم بالتحرك، لأنكم أنتم - أهلنا الأعزاء في الانتشار - تمثلون قدرة الدفع الاقتصادي والاجتماعي التي يحتاجها بلدنا". وأضاف: “أدعوكم الى الاستثمار في معرفتكم وخبرتكم واحترافكم والتشارك به .وثمة أسباب عديدة تدفعكم للاستثمار في لبنان أهمها: الكلفة التنافسية الاستثنائية، الحوافز المالية والضريبية المترافقة مع أدنى معدلات الضرائب، وإمكانية الاستفادة من مواهب اللبنانيين المميزة ومثابرتهم وقدراتهم التي لا يمكن العثور على مثيلها في أي مكان آخر في العالم .

الجلسات

بعد الجلسة الإفتتاحية، عُقدت جلستان قبل الظهر، تناولت الأولى منهما موضوع الشركات الناشئة، ناقش خلالها المشاركون أفضل الطرق لتوسيع الفرص التي وفّرها تعميم مصرف لبنان رقم 331 والذي يمنح التمويل لها، وكيف نجعل لبنان مركزاً لهذه الشركات في المنطقة .

وجرى البحث في الجلسة الثانية بموضوع النفط والغاز في لبنان وكيفية تلبية احتياجات لبنان من الطاقة بشكل متوازن بين الغاز من جهة ومصادر الطاقة المتجدّدة .

وبعد الظهر عقدت الجلسة الثالثة وتناول المشاركون خلالها موضوع الشراكة ما بين مؤسسات التعليم العالي في لبنان وأميركا الشمالية بهدف أن يصبح لبنان مركزاً معتبراً للجامعات الحديثة، كما للمستشفيات وجراحة التجميل وغيرها في المنطقة .

وكان لوزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الذي شارك في المؤتمر مداخلة شدّد خلالها على كيفية دعم برامج تبادل الطلّاب إذ يتابعون دراستهم بين لبنان وجامعات أميركا الشمالية، من دون أن تؤدّي دراستهم في الخارج بالضرورة الى الإستقرار حيث هم ، وعدم العودة الى لبنان .

أمّا الجلسة الرابعة فتمّ خلالها مناقشة موضوع تعزيز الترابط ما بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، وكيفية تلبية حاجات المغتربين بما فيها مشاركتهم في الحياة السياسية لا سيما في التصويت في الإنتخابات .

تكريم

وفي نهاية اليوم الأول من المؤتمر كرّم الوزير باسيل خلال حفل عشاء أقامه للمشاركين في المؤتمر ثلاث مؤسسات إغترابية هي: جمعية “تاسك فورس أوف ليبانون”، ومؤسسة “لايف” التي تهدف الى مساعدة لبنان في دعم المشاريع التربوية والمصرفية، ومؤسسة “سي.سي. أف” التي تُعنى بأمراض السرطان لدى الأطفال .

جلسات اليوم الثاني

وفي يومه الثاني، ناقش المؤتمر في جلسته الخامسة موضوع الإستثمار والتنويع والنمو الإقتصادي، فضلاً عن الخدمات المالية والمصرفية. وشدّد المشاركون خلالها على أنّ لبنان بحاجة الى زيادة تعليم وتدريب الجيل الجديد على المهارات المهنية والتوازن بين التعليم المهني والعالي.

أمّا الجلسة السادسة والأخيرة فتناولت مسألة العلامة التجارية اللبنانية: “إشترِ لبناني” والمطبخ اللبناني. تحدّث المشاركون فيها عن موضوع المضاربة التي تتعرّض لها المنتجات اللبنانية من قبل بعض منتجات دول المنطقة. ودعوا الى ضرورة الترويج لاستخدام المنتجات اللبنانية من قبل اللبنانيين المنتشرين في أميركا الشمالية.

الجلسة الختامية

في الجلسة الختامية للمؤتمر، ألقى الوزير باسيل كلمة اعتبر فيها أنّه “يمكننا البناء على القطاع الخاص وعلى التعهّد القوي الذي أبداه المصرفيون والعاملون في القطاع المالي وقطاع الاستثمار". وقال: "هناك مبادرات مالية بإمكانها مساعدة لبنان للتغلّب على الأمراض المزمنة التي يعاني منها، ومنها النزوح السوري الكثيف على أرضنا والذي يؤثّر على اقتصادنا. إنّ المشاركين في جلسات الحوار قد وضعوا الإطار لمشاريع عدّة وأفكاراً تهدف الى جذب وجمع الطاقات المختلفة الموجودة في لبنان منها الموارد البشرية والطبيعية. أمّا بالنسبة للقطاع العام والحكومات فلا يمكن أن يكون لدينا دور كقطاع عام في المجهود الجماعي إلاّ إذا احترم القطاع العام مبدأين هما: الشفافية والمحاسبة.

أضاف أن "القيادات التي جلبت المشاكل لا يمكنها أن تكون تلك التي ستحلّها. نحن نتعهّد بتحويل هذا النداء لوقائع، هذا سبب وجود صراعنا لحماية المؤسسات ولجعلها مرؤوسة من قبل الممثلين الشرعيين للشعب الذين يحظوا بشعبية تؤمّن لهم المقوّمات للقيام بدور القيادة. ولكن هذه الأسس الثلاثة لا يمكن أن تعمل إلا إذا ربطناها برابط مشترك وهو رابط “اللبنانية” الذي يسمح لنا استكمال استراتيجيتنا ورؤيتنا للمستقبل ويسوّق لهويتنا. بهذا الإطار، انخرطت وزارة الخارجية بشكل كامل في المناقشات من أجل اعتماد قانون إنتخاب حديث ومجدّد يسمح للجاليات بأن تتمثّل وأن تنتخب، ويسمح للبنانيين بأن يتمثّلوا بمن لديه الشعبية لدى المجتمع اللبناني. 

وأضاف باسيل أن: “الأمر الثاني الذي تفخر وزارة الخارجية به هو الإنجاز التاريخي الذي حقّقته بإقرار قانون استعادة الجنسية، ونحن اليوم نسعى الى إعادة الجنسية الى مستحقّيها، والى أحفاد اللبنانيين، في الوقت الذي نواجه فيه الضغوطات لمنح الجنسية لمن لجأ ونزح الى أراضينا. هذه الضغوطات تهدّد التركيبة الفريدة اللبنانية والمجتمع اللبناني حيث أنّ اندماج هذا العدد الهائل من النازحين قد يؤدّي الى تشرذم الهوية اللبنانية. ونحن هنا نؤكّد أنّنا لن نرضخ للضغوطات مهما كانت ومهما تصرّف البعض عنّا في الداخل بتبعية للخارج بدلاً من التصرّف كقائد ومرشد وملهم يعمل لمصلحة دولته”.

وأشار الوزير باسيل الى أنّ وزارة الخارجية ستتابع وتسرّع الخطوات التي قامت بها بهدف الربط بين الجاليات ووطنهم، وقال: “لعلّ النجاح الذي سجّلته مؤتمرات الطاقة الاغترابية الثلاثة التي عُقدت في لبنان، والنجاح الأول للطاقة الإغترابية المناطقية الإقليمية الذي عُقد في نيويورك والذي سيتبعه مؤتمر آخر في جوهانسبورغ، وآخر في ساو باولو، والمؤتمر الإقليمي الثاني الذي سيُعقد في العام المقبل في لوس أنجلوس، هي دليل لسعي وزارة الخارجية الى رأب الصدع بين الجاليات وبلدهم الأم”.

وأضاف: "البارحة سمعنا تصفيقاً في الصالة لدى مطالبة أحد الحاضرين بمنح الجنسية لأولاد المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي، وأنا أصفّق معه أيضاً، وأقول إنّ هذا حقّ، لأنّ المرأة لا تختلف عن الرجل. ولكن لأنّ دستورنا هكذا، وتركيبتنا هكذا، ولبناننا هكذا، لا أعطي الجنسية الى 400 ألف فلسطيني. علينا معرفة أنّه للحفاظ على لبنان لا بدّ من إستثناءات. نستطيع القول إنّه يمكننا إعطاءها - إلاّ لحاملي الجنسيتين الفلسطينية والسورية -، ذلك لأنّ بلدنا سيصبح فارغاً عندها من اللبنانيين. إذا ظنّ أحد أنّنا فرحين بالإختلاف مع رؤساء ووزراء وسفراء ومع كلّ المجتمع الدولي كوننا مصرّين على أنّه لا يمكن إدماج النازحين السوريين في لبنان، وهم يصرّون على إدماجهم فيه. هذا خلاف جوهري عميق يُهدّد كلّ لبنانيتنا ووطننا، ونحن هنا اليوم في نيويورك هذه معركتنا الأساسية. إذا أردنا أن نتخفّى ونتلطّى، فلماذا نجتمع، ولماذا نناديكم من كلّ دول العالم. نحن بكلّ بساطة نأتي إليكم، وسنخسر الأرض التي تجمعنا، لن نخسر هويتنا ولا رابط الدمّ، ولكن موعد ومكان لقاءنا الذي هو أرضنا ومنبع رسالتنا ولبنانيتنا سنخسرها، ولا أحد منكم يعتقد أنّه يمكننا المحافظة على لبنانيتنا عندما نخسر لبنان الأرض ولبنان الوطن.

توصيات

وأصدر المشاركون في المؤتمر توصيات عدّة لخّصها القنصل العام في نيويورك مجدي رمضان على النحو الآتي:

"في الجلسة الأولى قرّر المشاركون تشجيع الشباب اللبناني على المجازفة في الدخول الى عالم الشركات الناشئة، وأسدوا النصيحة باستخدام التكنولوجيا لحلّ المشاكل في لبنان.

الجلسة الثانية صدر عنها اقتراح تنظيم مسابقة بين الشركات التي تحبّ الإستكشاف في لبنان ودعوها لتقديم العروض شرط إقامة بنى تحتية في لبنان. كما تمّ اقتراح إنشاء فريق من المستثمرين اللبنانيين من المنتشرين والمقيمين للإشراف على عملية العروض هذه للمحافظة على الشفافية لدى دراستها. ورأوا بأنّه بما أنّ مصادر الطاقة المتجدّدة ذات كلفة مرتفعة، فإنّه يجب على الحكومة دعمها في المرحلة الأولى.

في الجلسة الثالثة تمّ اقتراح إنشاء صندوق مالي أميركي لدعم الأبحاث في الجامعات في لبنان. كما جرى اقتراح تبادل الزيارات بين الأساتذة والأكاديميين بين لبنان وأميركا الشمالية لنقل العلم والمعرفة.

أمّا الجلسة الرابعة فشدّد فيها المشاركون على ضرورة وجود أرقام واضحة حول أعداد المنتشرين وأماكن تواجدهم وتنوّع حاجاتهم للتمكّن من وضع سياسات تلبّي هذه الإحتياجات، فضلاً عن إصلاح بعض القوانين التي تعيق قيام الإغتراب باستثمارت في لبنان. وركّزوا على أهمية دور الجالية بتأسيس لوبي للضغط على الحكومة الأميركية لصالح لبنان كدعم الجيش والمؤسسات التربوية والإجتماعية وسوى ذلك.

وصدر عن الجلسة الخامسة توصيات تقضي بضرورة تحسين مناخ الإستثمار في لبنان عبر إصلاحات بنيوية. ورأى المشاركون فيها أنّه لا يجب الإعتماد على التحويلات المالية من المغتربين من أجل تحقيق التنمية الإقتصادية في لبنان. ولفتوا الى ضرورة تنويع الموارد الإقتصادية فيه لا سيما وأنّ ثمّة عدم استقرار في دول الجوار يؤثّر سلباً على البلد.

أمّا الجلسة السادسة والأخيرة فحثّ فيها المداخلون على أن يكون أصحاب المنتجات اللبنانية أكثر إصراراً وصلابة في الترويج لمنتجاتهم في الخارج. وتمنّوا على صانعي النبيذ والفنّانين والمشاهير ابتكار ماركة تجارية لتسويق المنتجات اللبنانية في أميركا الشمالية. فضلاً عن تشجيع مصنّعي النبيذ اللبناني لتسويقه في مختلف المدن العالمية ولا سيما لندن، نيويورك، باريس، هونغ كونغ وسواها.

واتفق المشاركون على تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات.

حفل استقبال

ومساء، أقام القنصل رمضان حفل استقبال للوزير باسيل والوفد المرافق في مقرّ إقامته في نيويورك دعا اليه المشاركين في المؤتمر وعدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية. ألقى خلاه الوزير باسيل كلمة شدّد فيها على أنّ فكرة التسامح والتعايش ستنتصر لأنّه إذا لم تنتصر في لبنان، فنحن ذاهبون الى صراع أزمة بين الشعوب والديانات والمذاهب، وهو صراع الآلهة على الأرض الذي لا ينتهي. وقال إنّه مطمئن جدّاً على مستقبل لبنان، وإن كانت الأيام الحالية صعبة، لأنّ لبنان سينتصر في النهاية وهذا تاريخه.