Follow us

image

السفير معلوف يروي لـ”جبلنا ماغازين”: هكذا أعطيَت الفيزا للأم تيريزا لزيارة لبنان إبان الحرب

خاص جبلنا ماغازين – واشنطن

في قداس أقيم اليوم في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان وأمام حضور تخطى عدده المئة ألف، أعلن الحبر الأعظم، البابا فرنسيس الأول، قداسة الراهبة "الأم تيريزا" التي توفيت في العام 97 بعد عشرات السنين التي أمضتها في مساعدة الفقراء والمرضى والمشردين.

القديسة الأم تيريزا عملت بشكل خاص بين الفقراء في أحياء مدينة "كولكاتا" الهندية، ولكن حدود أعمالها الإنسانية تخطت تلك المدينة، فجالت العالمَ بحثاً عن المعذبين. حتّى إنّها زارت بيروت عام 1982 وسط احتدامِ الحرب على خطوط التماس الشرقية والغربية. وتمكنت حينها من التوصل إلى اتفاق على وقفَ إطلاقِ النار لفترة، لتمرَّ برفقة الصليب الأحمر على 37 ولداً مسلِماً من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانوا عالقين في مستشفى الأمراض النفسية، في مخيّم صبرا للّاجئين، بعد أن تمّ تدميره، ونقلَتهم إلى جمعيةٍ كانت قد أسّستها في ما كان يعرف بـ"المنطقة الشرقية".

السفير المتقاعد مسعود معلوف، المقيم حالياً في واشنطن، والذي سبق له أن التقى الأم تيريزا قبيل زيارتها التاريخية إلى بيروت أثناء الحرب، لا بل هو من وقع على جواز سفرها الهندي ومنحها بذلك الفيزا لزيارة لبنان، أعرب في اتصال مع "جبلنا ماغازين" عن سعادة كبيرة تغمره اليوم وهو يرى كيف يكافئ الرب من ضحى بحياته لمساعدة الآخرين بصرف النظر عن الدين والسياسة والهوية.

أضاف: لقد ساعدني الحظ في أن التقي بها ووضع توقيعي على جواز سفرها حين كنت مستشارا في السفارة اللبنانية لدى الفاتيكان في الثمانينات. فقد دخلتْ يوما السكرتيرة مكتبي وبيدها جواز سفر هندي وهي تقول لي ان في قاعة الانتظار راهبتان، احداهما هندية، تريدان تأشيرة دخول للسفر الى لبنان. عندما نظرت الى الجواز الهندي تبين لي ان الراهبة صاحبته ليست إلا "الأم تريزا"، فأخبرت السفير غازي الشدياق بالأمر واستقبلتهما وأدخلتهما مكتبه حيث أخبرتنا الام تريزا انها تنوي السفر الى لبنان (وكانت الحرب الأهلية على أشدها) لمساعدة الفقراء والمشردين في هذه الظروف الصعبة."

وقال السفير معلوف: "كانت تشع من الام تريزا هالة من النور والمحبة يصعب فهمها ووصفها وكانت كلها حياة وحيوية اثناء حديثها عن مساعدة الذين هم بحاجة لمساعدة... وبعد حوالي نصف ساعة من الحديث، سلمتها جواز سفرها ممهوراً بالتأشيرة ورافقتها مع السفير الى مدخل السفارة دون أن يشك أي منا بأن هذه المرأة القصيرة القامة والتي تظهر في عينيها إرادة لا تتزحزح بتغيير حياة الآلاف من البشر، ستصبح في الرابع من أيلول 2016 قديسة في جنة الله".

وأضاف السفير معلوف لـ"جبلنا ماغازين": رغبة الأم تيريزا بالذهاب في لبنان في عز ايام الحرب الأهلية كانت مبادرة شديدة الأهمية. ففي وقت كان اللبنانيون يهربون من البلد، ذهبت إلى هناك وخاطرت بحياتها رغم أن لا شيء يربطها بلبنان".

يذكر أن الأم تيريزا كانت حصلت في العام 1979على جائزةَ نوبل للسلام. ووصفها الأمين العام للأمم المتحدة خافيير دي كويلار عام 1985 بـ"المرأة الأقوى في العالم".