في الذكرى الـ15 لمصالحة الجبل الراعي وجنبلاط يدشنان الكنيسة المارونية في المختارة
يدشن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يوم السبت المقبل في 6 آب، كنيسة سيدة الدر للموارنة في المختارة، "كهدية من الدروز للمسيحيين بمناسبة مرور 15 عاماً على مصالحة الجبل التاريخية والاستثنائية في تاريخ العلاقات الدرزية – المارونية في جبل لبنان التي جرت في قصر المختارة بين النائب جنبلاط والبطريرك الماروني نصرالله صفير في 3 آب 2001، لتؤكد مجدداً أهمية هذه المصالحة، بعد المآسي التي حصلت بين أبناء الطائفتين لتطوي صفحة سوداء أليمة مرّ بها الجبل بين الدروز والمسيحيين وخصوصاً ابّان أحداث الجبل وما تخللها من مجازر وتهجير".
وبحسب ما ذكرت جريدة "الأنباء"، فإن جنبلاط "يعتزم تحويل مناسبة تدشين الكنيسة الى يوم وطني، وسيضفي على المناسبة جواً وطنياً على غرار المناسبات والمحطات التي شهدها قصر المختارة في مراحل مختلفة وستحمل أبعاداً سياسية ورسائل في أكثر من اتجاه، وإن كان الفراغ الرئاسي وذكرى المصالحة كفيلين بأن يشكلا القاسم المشترك بين جنبلاط وبطريرك الموارنة في كلمتيهما، عدا ما اعتبر البعض التدشين بتولي جنبلاط ترميمها هدية من الدروز الى المسيحيين. كما ويأخذ الاحتفال بذكرى المصالحة بعداً أهلياً واجتماعياً يتصل بتوفير إمكانات أكبر لعودة المسيحيين إلى قراهم وتأكيد العيش المشترك بين أبناء القرى المختلطة طائفياً، بعدما خُتم ملف العودة في الشوف بمصالحة بريح".
وسيتخلل اليوم الوطني تدشين الكنيسة الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ثم زيارة لقصر المختارة حيث الاستقبال الكبير للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الذي سيلقي وجنبلاط كلمتين في المناسبة تشددان على أهمية المصالحة، ويلي ذلك غداء على شرفه، بحضور شخصيات وازنة من القيادات الروحية والسياسية والامنية.
تاريخ كنيسة سيدة الدرّ
يعود تاريخ إنشاء الكنيسة الى العام 1820 من قبل الشيخ بشير جنبلاط، وفق لوحة منحوتة فوق بابها، وهي عبارة عن بناء مستطيل الشكل بعلوّ نحو 8 أمتار، ما زالت حتى اليوم تحافظ على شكلها الأساسي، باستثناء إضافة قبّة الجرس وسقف خفيف من الباطون منتصف القرن الماضي.
وقال المهندس المتخصص في الحفاظ على المواقع الاثرية زاهر الغصيني: «ان ما يميّز هذا البناء أبواب المدخل القليلة الإرتفاع 170 سنتمتراً، ممّا يدلّ على الخشوع وضرورة أحناء الرأس عند الدخول، نصل بعدها إلى قاعة واسعة بارتفاع 7 أمتار للاستدلال على الهيبة«.
أضاف: "جرى ترميم هذه الكنيسة، خلال العامين 2014 – 2015 بتكليف ودعم من النائب وليد جنبلاط، وفق القوانين والمعايير العلميّة العالميّة الدقيقة، من حيث الحفاظ على الشكل والحجم الخارجي وأصالته، بالإضافة الى استخدام مواد طبيعيّة أصلية كالحجر والكلس العربي (وعدم استعمال الإسمنت) في عملية الترميم. وتمّ تدعيم الزاوية الغربية من البناء، وترميم كامل الواجهات الخارجية والأسطح، ومن الداخل، وترميم العقود والورقة الموجودة باستخدام الكلس الطبيعي والحفاظ على تفاصيلها وألوانها الأصليّة. وكذلك تم ترميم المذبح وتبليط أرضيّة الكنيسة من الخارج، وتجهيز الساحات الخارجية وتبليطها وتكملة وتجهيز بيت الأنطش جانب الكنيسة، لتعود كما كانت عليه منذ 197 عاماً".