لا لبنانيين بين ضحايا هجوم نيس الإرهابي وإعلامي لبناني ناجٍ من الحادثة يكتب عن معاناته
أفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن "البحث عن هوية ضحايا اعتداء نيس ما زال جاريا"، وأكدت أن "التحقيقات حتى اللحظة لم تشِر إلى سقوط لبنانيين بين الضحايا".
وكان الإرهاب الداعشي حط رحاله أمس في مدينة نيس الفرنسية حيث دهست شاحنة حشوداً من المواطنين الفرنسيين والسياح كانوا يشاهدون الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، وترافقت عملية الدهس بالشاحنة إطلاق السائق الرصاص عشوائياً على المتجمهرين الأبرياء، فسقط منهم 84 قتيلاً وأصيب أكثر من من 100، منهم 18 جريحاً حالتهم "حرجة للغاية"، وأفاد وزير الداخلية الفرنسي أن عدد القتلى مرشح للارتفاع.
وقالت مصادر أمنية إنه تم العثور على أوراق هوية لفرنسي من أصل تونسي بالشاحنة.
وأكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقالت النيابة الفرنسية إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين.
إعلامي لبنان ينجو من الهجوم: أتيت من بلد كان ممكناً أن يقتلي إلى بلد كان أن يقتلني
الإعلامي اللبناني في قناة MTV ومقدّم فقرة Connected جيري غزال الذي صودف وجوده في مكان العملية الإرهابية في نيس حيث كان يشاهد كالمئات من الناس إطلاق الألعاب النارية، نجا بأعجوبة من الهجوم وكان بين المصابين، مستلقيا على الارض، خوفا من ان تصيبه رصاصات سائق الشاحنة الارهابي. وكتب تجربته على صفحته على "الفايسبوك" وجاء فيها:
“صرلي كل الليل برجع بسمع صوت الطلقات، صوت صريخ الناس، صوت خيي عم بيصرّخ ت اركض واتخبّا، صوتي عم عيّط للعدرا، صرلي كل الليل برجع بشم ريحة الارض اللي كنّا نايمين عليها، ريحة الناس اللي كانو نايمين حدنا ت ما ينصابو، صرلو المشهد كل الليل بِعيد براسي، تفاصيل مرعبة، تعابير وجوه مرعوبة، بلحظة كان فيي اخسر كل شي متل ما اكتر من 80 شخص من يللي كانو حدّي خسرو وخسّرو. بتفكرو هيك اشيا ما بتصير الّا عالأخبار وبالأفلام، بس لمّا تلاقو حالكن عم تتخبّو ت ما حدا يقوّصكن، ت ما تموتو، بتستوعبو هالعالم قدّيش في يكون بشع اوقات، وقديش في يكون مجرم وظالم. صرلي كل الليل بسأل حالي ليش، ليش انا، ليش هنّي، ليش جيت من بلد معقول يقتلني، لبلد لولا القدرة الاهية، كان قتلني وصيّرني جتّة عالارض مغطيينا بشرشف ابيض، وخلص كل شي. صرلي كل الليل بتخايل الاحتمالات اللي ما صارت، صرلي كل الليل بعيد دقيقة كنّا ناطرين اذا رح نعيش بعدا ولّا لاء وما كانت تعرف تخلص. الحياة شو رخيصة، بتقضّيا عم تحلم وتعمّر، ت بلحظة كلّو ينهار قدّام عيونك بموتة ولا ارخص. يا رب في ناس بريئة كانت رايحة تفرح مع ناس بتحبّن، متل ما انا رحت، سمعتن عم بيصَرخو يا قبل ما يموتو، يا حتّى ما يموتو. شو هالعالم يا الله؟ كيف تاركو هيك؟ انا انكتبلي عمر جديد، وراح قدّام عيوني اعمار كتيرة، ما لازم شك بحكمتك يا رب، ما لازم اسأل ليش، بس اليوم بالذات ما عبالي غير انني افهم”.
كما نشر: “شي ما بيتصدّق لمّا تلاقي حالك ملقوح عالأرض انت وخيّك، عم بتصلّو ما تطالكن رصاصة. شي ما بيتصدّق انك تفل من لبنان، ت تلاقي حالك عم بتصلّي للعدرا ما يقَوصوك بفرنسا. شي ما بيتصدّق انّك تنبّش على شي تتخبّا وراه ت ما يصيبك حدا عم بيدعّس بسيّارتو العالم ونازل فيون قواص. الحمدلله، بعدنا عايشين، او يمكن اظبط قول، ما متنا، بس غيرنا ماتو. الله يرحمن، والله يرحمنا”.
*المصادر: وكالات – جبلنا ماغازين – موقع القوات اللبنانية