جعجع يرشح عون للرئاسة: “إعلان النوايا” نواة للبرنامج الرئاسي.. وفرنجية مستمر في ترشحه
جبلنا ماغازين – بيروت
في خطوة لم تشكل مفاجأة لأحد وإن أحدثت وقعاً مدوياً في الوسط السياسي كما في أوساط مجمل اللبنانيين، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من معراب ترشيحه رئيسَ تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
كلمة جعجع
وجاء في كلمة جعجع في مؤتمر صحافي
حاشد وإلى جانبه عون في أول زيارة له إلى معراب في حضور المسؤولين في
"القوات" و"التيار الوطني الحر": "طال الشغور في سدة
رئاسة الجمهورية، واستحكم الفراغ، فضرب شلل شبه تام المؤسسات الدستورية كافة،
ومسّت ارتداداته السيادة الوطنية وكادت تقضي على وجود الدولة بالذات، في وقت تعيش
المنطقة أكثر أيامها سوءاً وتفجّراً وتعقيداً فبتنا نعيش وضعاً أمنياً هشّاً في
لبنان، وأزمة لاجئين خانقة، ووضعاً اقتصادياً متدهوراً وضياعاً شاملاً على
المستويات كافة. وعلى الرغم من كل المحاولات لم نفلح بإنهاء حال الفراغ القائمة
والمستمرة حتى إشعار آخر مع ما يعنيه هذا الفراغ من آثار وتداعيات على مستقبل
الوطن برمّته.
من هذا
المنطلق، أعلن، وبعد طول دراسة وتفكير ومناقشات ومداولات في الهيئة التنفيذية
للقوات اللبنانية، تبنّي القوات اللبنانية ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة
الجمهورية، في خطوة تحمل الأمل بالخروج ممّا نحن فيه الى وضعٍ أكثر أماناً واستقراراً
وحياةً طبيعيةً.
ما عزز
اقتناعنا بهذه الخطوة، هو التطور الإيجابي في العلاقة بين التيار الوطني الحر
والقوات اللبنانية، لا سيما من خلال ورقة إعلان النوايا التي وقعت في حزيران من
العام 2015 وما تضمنته مقدمة الورقة من حرص على تنقية الذاكرة والتطلع نحو مستقبل
يسوده التعاون السياسي و التنافس الشريف. وما تضمّنته الورقة ككل من مجموعة نقاط
رئيسية أتوقف اليوم عند أبرزها وهي:
اولا:
تأكيد الإيمان بلبنان وطناً نهائياً سيداً حراً وبالعيش المشترك وبالمبادىء
التأسيسية الواردة في مقدمة الدستور.
ثانيا:
الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف، واحترام أحكام الدستور من دون
انتقائية وبعيداً من الإعتبارات السياسية والتفسيرات الخاطئة.
ثالثا:
اعتماد المبادىء السيادية في مقاربة المواضيع المرتبطة بالقضايا الإقليمية
والدولية.
رابعا:
تعزيز مؤسسات الدولة وثقافة الاحتكام إلى القانون وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف
أياً كانت الهواجس والاحتقانات.
خامسا:
دعم الجيش معنوياً ومادياً وتمكينه وسائر القوى الأمنية الشرعية من التعامل مع
مختلف الحالات الأمنية على الأراضي اللبنانية كافة بهدف بسط سلطة الدولة وحدها على
كامل الأراضي اللبنانية.
سادسا:
ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي،
وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول، ولا سيما العربية منها.
هذا الأمر
يحصن الوضع الداخلي اللبناني سياسياً وأمنياً، ويساعد على استقرار الأوضاع، وكذلك
اعتبار إسرائيل دولة عدوة، والتمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ورفض
التوطين واعتماد حل الدولتين ومبادرة بيروت 2002.
سابعا:
ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية في الاتجاهين، وعدم السماح باستعمال
لبنان مقراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين.
ثامنا: احترام
قرارات الشرعية الدولية كافة والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول
العربية.
تاسعا:
العمل على تنفيذ القرارات التي تم التوافق عليها في طاولة الحوار الوطني.
عاشرا:
ضرورة إقرار قانون جديد للإنتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل، بما يحفظ
قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة.
بناء على
ما تقدم من نقاط تشكّل نواة مهمة لبرنامج رئاسي، وانطلاقاً من هذا الإطار السياسي
الواضح الذي دفعنا الى تبنّي هذا الترشيح، أدعو القوى الحليفة في 14 آذار وثورة
الأرز، إلى تبني ترشيح عون لا سيما وان الإطار المذكور يترجم في نواح عدة عناوين
مهمة من مشروع 14 آذار ويتلاءم معها على خلفية الواقعية السياسية واعتماد أفضل
الخيارات المتاحة.
أدعو جميع
الأفرقاء والأحزاب والشخصيات المستقلة إلى الالتفاف حول ترشيح عون، علّنا نخرج من
حالة العداء والاحتقان والانقسام التي نحن فيها الى حالة أكثر وفاقاً وتعاوناً
عنوانها الوحيد المصلحة اللبنانية العليا ولا شيء سواها".
العماد عون
من جهته قال العماد عون: "أود
أن ابدأ كلمتي بشكر القوات اللبنانية التي اخذت القرار لدعمي في الانتخابات
الرئاسية اللبنانية طبعا بتوجيه من رئيسها الدكتور سمير جعجع.
كل ما اتى
على ذكره الدكتور جعجع لا شك انه في ضميرنا وكتابنا ونحن سنعمل عليه ولن ننسى ما
قاتلنا من اجله في سبيل سيادة هذا الوطن واستمراره لذلك سنسعى دائما لنجعل منه
وطنا نموذجيا لنا ولأبنائنا واحفادنا.
ان تكلمنا
على الماضي علينا الخروج منه لنستطيع بناء المستقبل ويجب الا ننساه لكي لا يتكرر، فإذن
الورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها، ولندع كل ذلك في ذاكرتنا فقط.
نتمنى ان
تتم عملية الانتخاب بخير، وحينها سنكون غطاء لجميع اللبنانيين ولن نتعامل بكيدية
مع احد، ونحن في صلب الخصومة السياسية لم نكن كيديين فكيف بالاحرى ونحن في ممارسة
المسؤولية؟ نحن دافعنا دوما وابدا عن التعددية والتنوع في الوطن وعلى العيش
المشترك ولم نفكر يوما في التمييز بخاصة اني كنت قائدا للجيش واستشهد معي المسلم
والمسيحي في سبيل الدفاع عن الوطن واستمراريته وطنا لكل اللبنانيين.
من هنا
اقول في هذا اليوم التاريخي، وكلّي أمل، ان نستطيع بتضامننا ان نحقق ما نتكلم
عليه، سواء ما قاله الدكتور جعجع وما اقوله الان واتمنى لجميع اللبنانيين الخير
بعد هذا التفاهم".
وبعد إلقاء الكلمتين، قص عون وجعجع قالب حلوى وشرب الحضور نخب المناسبة.
ومساءً، أجرى جعجع اتصالا هاتفيا برئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، وناقش الطرفان ملف رئاسة الجمهورية في ضوء ترشيح جعجع لعون. فيما علم أن الجميل سيعلن موقف حزب الكتائب الأربعاء في ضوء سلسلة إتصالات ولقاءات بدأت أمس وستستمر اليوم من خلال ورشة لقاءات تبدأ قبل الظهر بإجتماع مشترك للكتلة الوزراية والنيابية للحزب يليه لقاء للكوادر الحزبية ويتوّج مساء بإجتماع للمكتب السياسي.
وفي هذه الأثناء، زار رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية بكركي مساءً والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي .وقال بعد اللقاء في تغريدة على موقعه على "تويتر": "أنا مستمر في ترشحي للرئاسة".
أما عن موقف كتلة المستقبل النيابية، فمن المتوقع أن يأتي ردها الأولي على ترشيح العماد عون اليوم من خلال البيان الذي ستصدره الكتلة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي زار بكركي أمس وقال من هناك إن انتخاب الرئيس يعني جميع اللبنانيين، لا المسيحيين وحدهم. وأفادت معلومات ليلاً ان وفداً من كتلة "المستقبل" توجه الى الرياض للقاء الرئيس الحريري والبحث في تطورات الملف الرئاسي كما في تداعيات تخلية ميشال سماحة بعدما كانت اتصالات اجريت بين الرئيس بري والرئيس الحريري في الشأن الأخير.
وفي ما يتعلق بموقف النائب وليد جنبلاط، فأوضحت مصادر لـ"النهار" ان مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي و"اللقاء الديموقراطي" سيجتمعان لاتخاذ القرار المناسب.
ومن جهتها، رأت أوساط "حزب الله" في هذا التطور خلط اوراق على الساحة وربما عودة الى المربع الأول. ورجحت ان تعلن كتلة "الوفاء للمقاومة" موقفاً من التطورات يوم الخميس.