حزب الله يتهم إسرائيل باغتيال سمير القنطار بغارة في سوريا ودمشق تشير إلى جماعات إرهابية
أُفيد ليل أمس عن مقتل القيادي في حزب الله، الأسير المحرر من سجون الاحتلال سمير القنطار، في غارة إسرائيلية استهدفت مدينة جرمانة في ريف دمشق. واللافت حتى الساعة أن لا تأكيد رسمياً من الجانبين السوري والإسرائيلي بأن القذائف التي استهدفت مكان إقامة القنطار في سوريا مصدرها غارة إسرائيلية. فيما أُعلن أنه ستكون لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كلمة مساء الإثنين يتناول فيها عملية الاغتيال.
وكان حزب الله أصدر بيانًا أكد فيه مقتل سمير القنطار وقال: عند الساعة العاشرة والربع من مساء السبت أغارت الطائرات الإسرائياية على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين.
من جهته، قال التلفزيون السوري الحكومي إن عدداً من الأشخاص قتلوا فيما أصيب آخرون، نتيجة سقوط قذائف صاروخية على ضاحية جرمانا في ريف العاصمة السورية دمشق.
ولم يحدد التلفزيون السوري عدد القتلى والجرحى نتيجة القذائف التي سقطت في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، محملاً "جماعات إرهابية" دون أن يحددها مسؤولية الهجوم.
من جانبها، رحبت إسرائيل باغتيال القنطار من دون أن تصدر حتى الساعة تأكيداً رسمياً تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجوم. وفيما رفض متحدثون عسكريون التعليق على مقتل سمير القنطار، اكتفى وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يؤاف غالانت بالقول إنه “أمر جيد أن أشخاصاً مثل القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا.”
أما عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب “المعسكر الصهيوني” إيال بن رؤوفين فقال إن “إسرائيل تستعد لرد فعل حزب الله بعد اغتيال سمير القنطار”، مشيراً إلى أنه “على الأرجح أن رد فعل كهذا إذا حدث سيكون مدروساً وليس من أجل إشعال المنطقة بحرب شاملة”.
وأضاف رؤوفين الذي شغل سابقاً منصب قائد “الجبهة الشمالية” للجيش الإسرائيلي إن “المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والاستخبارات وسلاح الجو وآخرين يستحقون كل المديح بعد تصفية القنطار في هذه العملية العسكرية الشائكة والمعقدة”.
زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ قال بدوره إن “هذه عدالة تاريخية، القنطار كان إرهابياً، لم يترك يوماً طريق الإرهاب والقتل”، ممعتبراً أن “المنطقة أكثر أماناً بدونه”.
أما رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان أنكر أن تكون اسرائيل من نفذ العملية وقال “ليس لدينا فكرة من اغتال سمير القنطار، ولكن علينا أن نحيي من قام بهذه المهمة، لأنهم يستحقون تحية من كل شعب إسرائيل”. وأضاف إن”القنطار ومنذ سبع سنوات بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية لم يهدأ للحظة، وعمل الكثير ضد دولة إسرائيل”.
يذكر أن القنطار، وهو درزي من مواليد عام 1962، سجن في إسرائيل لدوره في هجوم وقع عام 1979، أسفر عن سقوط أربعة قتلى، وأطلق سراحه عام 2008 مع أربعة من مقاتلي “حزب الله” في مقابل جثتي جنديين إسرائيليين كان حزب الله قد أسرهما في جنوب لبنان صيف العام 2006.
ومنذ الإفراج عنه، ندر ظهور القنطار علانية، بينما أشارت تقارير إلى أنه أصبح قياديا في حزب الله، الذي أرسل مئات من أعضائه للقتال إلى جانب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، بدعم من إيران.
ولم يشر “حزب الله” إلى الدور الذي كان يلعبه القنطار في القتال في سوريا.
وفي ايلول الماضي أدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسم القنطار على اللائحة السوداء للإرهابيين الدوليين، لدوره في “مساعدة إيران وسوريا على إقامة بنية تحتية إرهابية في هضبة الجولان”، معتبرة إياه أحد أبرز الناطقين باسم “حزب الله”.