وفد الشبيبة المتحدرين من أصول لبنانية يحطّ في الديمان بعد يوم مميز أمضاه في طرابلس
جبلنا ماغازين – بيروت
إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان وفدا من الشبيبة في بلاد الإنتشار من أصل لبناني من حوالي 22 بلدا برئاسة رئيس الجامعة الثقافية في العالم أليخاندرو خوري والأمين العام طوني قديسي ورئيسة الشبيبة نسرين إسبر. كما شارك في اللقاء الرئيس السابق للجامعة ميشال الدويهي وأمين اللجنة الإقتصادية في الجامعة طوني منسى. وكان في إستقبالهم البطريرك الراعي والمطران طانيوس الخوري وأمين سر البطريركية المونسنيور نبيه الترس والقيم البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا.
بداية، تحدثت إسبر معربة عن فرح الشبيبة بزيارة وطنهم الأم لبنان مشيرة الى أهمية الزيارة التي قاموا بها الى طرابلس وعنايا. وقالت: "اليوم نحن في ضيافتكم يا صاحب الغبطة لنأخذ بركتكم وسنزور غابة الأرز وإهدن قبل مغادرتنا لبنان. وكلنا يعتبركم يا صاحب الغبطة رجل السلام والمحبة والشركة. شكرا لكم على إستقبالكم لنا في لبنان".
خوري
بدوره، أطلع خوري البطريرك الراعي على
موضوع الزيارة وأهدافها "والتي تؤكد حرص الجامعة على ربط لبنان المغترب
بلبنان الأم والمقيم"، شاكرا للراعي إستقباله لهم، ومثنيا على الدور الذي
لعبه الرئيسين السابقين أبني هذه المنطقة عيد الشدراوي وميشال الدويهي. وطلب بركة
الراعي "للشباب ولأهلهم في لبنان والإنتشار".
ثم قدمت رئيس الشبيبة ورئيس الجامعة مجسما من تصميم الشبيبة يحمل خريطة لبنان وأرزته.
الراعي
ثم ألقى البطريرك الماروني كلمة رحب فيها
بالوفد وبالمسؤولين عنه، شاكرا لهم "الإهتمام الذي يحملونه في قلبهم للبنان
وحبهم له". وتمنى لهم "النجاح الدائم في عملهم. كما شكر الرئيس الحالي
على "إهتمامه بلبنان وهمه الذي يحمله في قلبه".
وقال: "أنتم تعرفون قيمة لبنان في هذه
المنطقة العربية، لبنان هو قطعة جبلت بالعديد من الثقافات. هناك ميزتان يحملها
اللبنانيون في تاريخهم وجغرافيتهم، لبنان البحر والجبل.
فالبحر أمامه للتجارة والسفر وهكذا فعلوا
أجدادكم ذهبوا لم يعرفوا لغة ولا يملكون المال فبنوا أنفسهم بأنفسهم فاللبناني
يتميز بأنه يخلق علاقات مع الناس ويحب المغامرة والطموح. ومن ناحية، الجبل وراءه
فبنصف ساعة يصعد من الساحل الى الجبل فالميزة الثانية هي الصعود. اللبنانيون
إحتلوا مراكز عالية في كل المجالات فلديهم حب الإرتقاء والصعود.
فالرؤساء بينكم يعرفون أن اللبنانيين
يحلقون وميزتكم وفخركم أنكم من أصل لبناني. فاللبناني هو علاقات وتضامن وسلام
وتعاون وانفتاح على الثقافات الأخرى والصعود نحو قمة العطاء والعمل. باختصار
وبكلمتين: إنفتاح على العالم وإرتقاء الى الأعلى".
أضاف: "إن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين استطاعوا أن يبنوا دولة مختلفة عن كل دول العالم. لبنان هو البلد الوحيد الذي ليس فيه لا الإنجيل ولا القرآن مصدر للتشريع. فالسلطة العليا في لبنان يشارك فيها المسيحيون والمسلمون بينما في كل العالم العربي النظام هو ديني. في لبنان هناك فصل بين الدين والدولة لذلك يسمى أرض الحوار بين الديانات والثقافات، والنتيجة هناك إحترام كل الحريات العامة وحريات الإنسان وهذا هو لبنان".
وتابع الراعي: "لبنان اليوم في أزمة سياسية كبيرة مرتبطة بأزمات الشرق الأوسط. للأسف هناك نزاع دموي بين البلدان السنية والشيعية، وبين المعتدلين والمتشددين، وهذا يؤثر علينا لأننا في لبنان لدينا سنة وشيعة. هذه الأزمة السياسية أوصلتنا الى عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وأربعة أشهر. وعلينا أن نصبر ونعمل مع سفراء دول المنطقة وخصوصا مع سفيري السعودية وإيران وسفراء الدول العظمى: أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، هذه الدول الداعمة للبنان، ونعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كي نصل الى إنتخاب رئيس للجمهورية لأن الأزمة السياسية ولدت أزمة إقتصادية، فالفقر يزيد هنا في لبنان وهناك هجرة كبيرة، فسنويا يتخرج مئات الطلاب وليس هناك فرص للعمل. فاللبنانيون في عالم الإنتشار يستطيعون مساعدة لبنان كي لا يهاجر منه أبناؤه. يجب أن يقولوا للبنانيين أن يبقوا في أرضهم. فأشكركم وأشكر أهلكم الذين يساعدون اللبنانيين على كل شيء على بناء الكنائس والأندية والجمعيات".
وختم: "نحن نحبكم كثيرا ونتمنى لكم طيب الإقامة في لبنان وسلامنا الى عائلاتكم وأهلكم".
وكانت إستضافت بلدية طرابلس أمس وفي إطار حفل بعنوان "يوم السلام في طرابلس" وفد شبيبة الانتشار الذي يضم 200 شاب وشابة من 22 دولة أميركية وأوروبية من دول الإغتراب اللبناني، وتقدم الوفد كل من رئيس الجامعة وأمينها العام ورئيس اللجنة الإقتصادية فيها ورئيسة فرع الشبيبة، إلى جانب رئيسة مكتب السياحة في طرابلس رشا أبو عليوي.
بدأ الحفل من دوار السلام جنوبي المدينة، بمشاركة رئيس غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس البلدية عامر الطيب الرافعي، وعضو مجلس بلدية طرابلس ليلى شحود وهبة مراد. وأكد الرافعي "أهمية وجود الوفد في مدينة السلام طرابلس".
نهرا
ثم توجه الجميع الى سراي طرابلس، وكان في
إستقبالهم محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا الذي قال: "لا تتصوروا مدى سروري
لزيارتكم التي تعبر عن أصالتكم ومحبتكم للبنان، وقد رغبنا أن يكون إستقبالكم بشكل
رسمي للتعبير عن مدى إهتمامنا بمبادرتكم وحضوركم الى المدن والبلدات اللبنانية
عامة وطرابلس خاصة والتي لها نكهة مميزة كونها العاصمة الثانية للبنان وتعرف
بمدينة "العلم والعلماء" ومدينة العيش المشترك والسلام، فالرسالة التي
تحملونها في نشر مفهوم السلام في المدينة، إنما هي تعبر عن نبض وثقافة المدينة".
وقال: "نحن نفتخر بكم وأنتم جيل
المستقبل الواعد وصورة لبنان التي تحملونها الى كل اصقاع العالم، واللبنانيون
ينظرون اليكم نظرة أمل ومحبة، ونأمل أن تكونوا صلة الوصل بين اللبناني المقيم
واللبناني المغترب"، داعيا "المسؤولين الى السعي الجدي من أجل مساعدة
اللبنانيين المتجذرين من أصول لبنانية للحصول على الجنسية ليظلوا على تواصل مع أرض
آبائهم وأجدادهم".
وأكد نهرا على أن "مجلس النواب ومجلس
الوزراء لديهما هذا التطلع ويعملان من أجل تحقيقه"، متمنيا أن "يبقى
لبنان في ذهنكم أنتم وأهلكم، وطرابلس اليوم سعيدة بكم وبحضوركم".
مركز رشيد كرامي
بعدها إنتقل الوفد الى مركز "رشيد
كرامي الثقافي البلدي" حيث تسلم الرافعي هدية تذكارية من صنع الشباب المتحدر
وهي عبارة عن أرزة لبنانية وخريطة لبنان كتب عليها عبارة "نحن نحب
لبنان"، وقدم الرافعي ايضا، مجسما لرئيسة لجنة الشباب، ثم ألقى كلمة قال فيها
"طرابلس تعرف بمدينة العلم والعلماء، تختزن الكثير من الأماكن الأثرية،
وتشتهر بأسواقها القديمة، وهي حقيقة الأمر ثاني أكبر المدن المملوكية بعد القاهرة،
ولعل أبرز معالم المدينة معرض رشيد كرامي الدولي والذي يعتبر تحفة معمارية فريدة
في منطقة الشرق الأوسط".
أضاف: "تشتهر مدينة الميناء في طرابلس
بكورنيش بحري طويل، يقابله 7 جزر وهي محميات طبيعية يرتادها هواة الصيد والسباحة،
وطرابلس تعتبر مدينة التعايش الواحد، ولعلها المدينة الوحيدة التي لم يشارك
الابناء فيها في الحرب الأهلية اللبنانية "تنذكر ما تنعاد"، وهي تحتضن العديد
من الكنائس وأسماء مناطق وشوراع يغلب عليها الطابع الديني المسيحي مثل شارع
الكنائس، مار مارون، المطران، وغيرها.
دبوسي
من جهته، قال رئيس غرفة التجارة توفيق
دبوسي: "قمنا كآباء بكل ما في وسعنا من أجل تأمين أحسن الظروف لأبنائنا
ولأبناء هذا الوطن. واليوم، أنتم تقومون بعمل مهم من وراء زيارتكم هذه المدينة
لتؤكدوا إيمانكم بوطنكم . نحن وإياكم نؤمن بالسلام والعلم والمعرفة وبشراكتنا مع
الآخر وكل إنسان موجود على الكرة الأرضية. وأنتم تمثلوننا، ونحن فخورون بكم، ونحن
نمثلكم، وتعاوننا مع بعضنا البعض بين لبنان المقيم ولبنان المغترب يشكل حالا
إنسانية، إجتماعية وإقتصادية على مستوى الكون".
وتمنى "أن تؤسس هذه الزيارة لعلاقة
مستقبلية من شأنها رفع مستوى المدينة والوطن ككل"، وقال: "أهلا وسهلا
بكم أنتم نموذج عن التعايش والشراكة، وما قبل زيارتكم ليس كما بعده، وقبل أن تكون
لدينا حقوق وتسميات، نحن بشر وإخوة".
عليوي
وأكدت أبو عليوي "حرص وزارة السياحة
على إنجاح هذا الحدث بتوصية خاصة من وزير السياحة"، شاكرة ل"مدينة
طرابلس حفاوة الإستقبال"، وقالت: "هذا إن دل على شيء فإنه يدل على ان
طرابلس مدينة محبة للحياة".
شحود
من جهتها، تحدثت شحود عن "أهمية هذا
الحدث في مدينة طرابلس، التي تشهد اليوم عرسا وطنيا بإمتياز يؤكد المؤكد أن طرابلس
مدينة محبة للسلام".
اسبر
وشكرت إسبر باللغة الإسبانية بإسم كل
الشبيبة "مدينة طرابلس وبلديتها"، مؤكدة أنها "ستنقل محبة أبناء
المدينة للسلام الى كل اللبنانيين المنتشرين في دول العالم".
رسم جدارية السلام
وبعد حفل كوكتيل أقيم على شرف الشبيبة،
توجه الجميع سيرا على الأقدام إلى شارع التل، مرورا بالسوق العريضة وخان الصابون
فسوق الذهب، وصولا إلى قلعة طرابلس الأثرية، حيث أخذت الصور التذكارية. وبعدها،
انطلق الجميع إلى وسط شارع سوريا، حيث تم رسم جدارية السلام، التي ترمز الى تلاقي
أبناء باب التبانة وجبل محسن حول شعار الجيش. ووسط موسيقى أداها الكشاف المسلم
وجمعية كشاف الجراح، رقص أبناء التبانة والجبل والشباب الوافد على أنغام
"راجع يتعمر لبنان" و"لبنان رح يرجع"
الرافعي
وفي الختام، أمل الرافعي في كلمة ألقاها
بإسم أهالي التبانة والجبل وجميع أبناء المدينة أن ينقل الوفد الى أترابه ما شاهده
ولمسه في مدينة الحياة من محبة أبناء المدينة لبعضهم البعض وتعلقهم بأبناء الوطن
المقيمين والمغتربين. ثم أولم
رئيس غرفة التجارة على شرف الوفد في مطعم "قصر الحلو".
وهنا بعض الصور التي نشرها ناشطون في الجامعة اللبنانية الثقافية على الفايسبوك عن زيارة طرابلس: