Follow us

image

بالفيديو – محاضرة لشرف الدين في باريس عن سبل اجتذاب المغتربين للمساهمة في بناء لبنان

جبلنا ماغازين – باريس

حاضر نائب الرئيس الأول لمصرف لبنان الأستاذ رائد شرف الدين، بعنوان "الانتشار اللبناني: حل مدني للمسارات المتطرفة"، في إحدى قاعات "أوتيل رونيسانس" في باريس، بدعوة من جمعية رجال الأعمال الفرنسيين من أصل لبناني "هالفا"، برعاية القائم بأعمال السفارة اللبنانية في فرنسا غدي خوري وحضوره، سفير لبنان في الاونيسكو الدكتور خليل كرم، مطران فرنسا للموارنة مارون ناصر الجميل، ولفيف من الديبلوماسيين ورجال الأعمال ومديري فروع مصارف لبنانية عديدة ورؤساء جمعيات ومنظمات قطاعية عديدة.

وبعد عرض التحديات والنشاطات من رئيس جمعية رجال الأعمال العضو في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الاستاذ انطوان منسى، وتعريف بالمحاضر من نائب رئيس الجمعية نيكولا فيعاني، دعا شرف الدين في محاضرته عن "الإقصاء والاستبداد والخيارات القصوى"، إلى "وضع معايير معينة ومناقشتها من أجل التوصل إلى تعريف موحد للمغترب اللبناني والاعتراف به مواطنا له حقوق وعليه التزامات"، مشددا "على ضرورة أن يعمل الرواد والقادة والمنظمات الاغترابية والمشرع اللبناني على اجتذاب مليونين أو ثلاثة من اللبنانيين المهاجرين للاسهام في إعادة بناء لبنان لأنه قارب النجاة، ليس لفكرة لبنان وحسب، بل لفكرة قبول الاختلاف والتنوع، تعزيز التلاقي والحوار، ثم المشاركة الفاعلة في تشييد الحضارة الإنسانية".

وتطرق شرف الدين إلى جملة المخاطر "المتأتية عن التنميط والتبسيط وجهل ما يدور في عقل الآخر، وذلك رغم الحركة الكثيفة للمعلومات وتنشيط وسائل التواصل والاتصالات". ثم عرض "التباس نظرة الغرب إلى الشرق وبالعكس"، متوقفا عند "تفاقم الضغوطات الاقتصادية والسياسية على المجاميع البشرية وما تنتجه من فوائض في طاقات الشباب. أمام ظاهرة التكتلات العملاقة التي تضغط بثقلها وضخامتها على الدول، تنوء الأخيرة وتتفسخ سلطتها على مجتمعاتها المحلية وتضعف سيادتها بالمفهوم الكلاسيكي، مما يؤدي إلى تلاشي الإحساس بالكرامة عند مواطنيها. ولمواجهة الإحساس باليأس والكبت، تلجأ الدول والمجتمعات إلى تصدير الطاقات الفائضة إلى المجتمعات الأخرى، والتي تفشل غالبا في احتواء موجات النازحين أو المهاجرين. فيقع هؤلاء فريسة الإقصاء والتهميش"، مستشهدا على ذلك في أن "البيئات المنتجة للمتطرفين موجودة في مدن الشرق كما الغرب".

وحول الظروف المولدة للتطرف واليأس، عرض شرف الدين مفهومه للمجتمع المدني ومفهوم المواطنية "الذي يستند إلى ركنيين أساسيين هما الهوية والحقوق، علما أن هذين المكونين يتباعدان باضطراد حسبما تثبته الوقائع المعاصرة"، طارحا "إشكالية تداول السلطة في البلاد العربية"، التي رأي فيها "معضلة عويصة في التاريخ والممارسة". وميز ثلاثة ظواهر تلخص التحديات الراهنة، وهي "تفشي الصراع العنفي في الساحات الإسلامية، انهيار انظمة الاستبداد بغياب بديل جاهز يحمل مشروعا وبنية، وتبخر فوائض النفط دون بوادر تنمية حقيقية. وانسداد الأفق هذا، دفع بالناس إلى المساجد بحثا عن الخلاص والعدالة".

وحول التعريف المتداول لمفهوم "الدياسبورا" (الشتات)، "الذي طرأ عليه تطور جوهري عبر الزمن فخرج من دائرة المأساة والقسرية ليشمل معظم الهجرات التي مصدرها بلد معين، والتي يعتقد أفرادها برمزية البلد المنشأ والرغبة في العودة إليه والإحساس بالغربة في البلد المضيف"، توقف شرف الدين "عند حالة المهاجرين اللبنانيين: انتشارهم، تأثيرهم، وإسهامهم ومميزاتهم لناحية الانتشار الواسع؛ انعدام غيتوات التركز، الانفتاح على البيئة المضيفة؛ تنوع في الخلفيات الاجتماعية والمهنية والعقائدية؛ غلبة خصائص شخصية محددة مثل الرغبة في النجاح والمثابرة وروح المغامرة والابتكار".

وتناول شرف الدين بعض الإشكاليات "المتعلقة بالهوية، الدور، المواطنة وتعريف المهاجر"، عارضا الأرقام بتفسير "التفاوت في طرحها تبعا للمعيار، فكل هجرة هي تطوير للهوية باتجاه التمازج الدينامي بين الثقافات. أي هي تطوير نابذ للمكونات المغرقة في محليتها وخصوصيتها. صحيح أن المهاجر اللبناني يقع في دوامة الحنين إلى ماضيه Nostalgia إلا أنها نوستالجيا محكومة بالتلاشي عموما، وضعيفة الشدة عند المهاجرين الشباب في حين أنها تنعدم نهائيا مع الجيل الثاني ومن يليه".

ثم استعرض نقاط القوة في الهجرة اللبنانية وما توفره الظروف القائمة من فرص. واستشهد بتجارب بعض النماذج المهاجرة، ثم قام بعرض سريع للآثار.

واعرب عن تفاؤله مع "المناضلين في تأسيس منظمات مجتمع مدني بهدف للوصول إلى حكم الشراكة أي إلى الديموقراطية لمواجهة القوى العاتية البلا جنسية ولا عنوان، ولحل مشاكل الفقر والبطالة والاستبداد. ما يعنينا بالدرجة الأولى هو المجتمع المدني الافتراضي "VIRTUAL" الذي يسهم المغتربون اللبنانيون في تشكله. أي أولئك الأفراد التواقون إلى العدالة والحرية والابتكار".

ورأى أن "المجتمع المدني هو الضمانة بوجه الخيارات القصوى، وأن الاعتماد التبادلي Interdependence والشبكات العابرة للحدود القومية هو الرد المناسب على التقوقع وعلى إنكار حق الآخرين بالوجود
".