انطلاق مؤتمر الطاقة الاغترابية في بيروت. باسيل: نعزز لبنانيتنا بالجنسية والأرض واللغة
جبلنا ماغازين – بيروت
بحضور حوالي 1100 مغترب لبناني أتوا من 73 بلداً، انطلقت في بيروت أعمال مؤتمر "الطاقة الإغترابية اللبنانية" الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين للسنة الثانية على التوالي، في فندق هيلتون بيروت- حبتور غراند أوتيل في سن الفيل.
شارك في الافتتاح إلى جانب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الوزراء الياس بو صعب، سجعان قزي، ميشال فرعون، روني عريجي، وائل بو فاعور، وحضره عدد من النواب السفراء والديبلوماسيين وممثلون عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والأمن العام والدرك، ووفد من الرابطة المارونية، والمؤسسة المارونية للإنتشار برئاسة الوزير السابق ميشال إدة، ووزراء ونواب سابقين، وحشد سياسي وإعلامي وإقتصادي وديني وأمني.
قرداحي
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة إفتتاحية للإعلامي جورج قرداحي قال فيها: "إنه يوم تاريخي لا يصح أن نسميه مؤتمرا، إنه لم للشمل، إنه طاقة حب من صنف بشري واحد ووطن حتى لو فرقت بين أبنائه المحيطات والبحار". وهنأ الوزير باسيل على "مبادرته وجهوده التي هدمت الهوة القائمة بين لبنان المقيم والمغترب، بسبب سياسات الاهمال والنسيان تجاه أهلنا في الاغتراب".
باسيل
ثم ألقى باسيل كلمة جاء فيها: "نلتقي لنعيش لبنانيتنا على أرض لبنان، وهي ما أحب أن أسميه اللبنانية Lebanity، كلمة واحدة تختزل كل ما نحن عليه من حضارات وثقافات وطوائف وأراض. فلبنانيتنا حافظ عليها بعضنا في لاوعيه، أو في قلبه، أو في عقله، أو في ذاكرته، أو في لغته أو في هويته أو في أرضه. إلا أننا احتفظنا كلنا بلبنانيتنا في دمائنا، وفي جذورنا، وفي أنسنتنا، لذلك، لبنانيتنا لا يمكن أن نفقدها أو يفقدنا إياها أو ينكرها علينا أحد لأنها بالدم والنسغ والجينات، إنما علينا أن نعززها بالجنسية والأرض واللغة، باستعادة الجنسية واقتناء الأرض واكتساب اللغة".
وأضاف باسيل: "لبنانيتكم هذه لا
تتعارض مع أميركيتكم، أو إفريقيتكم، أو أوروبيتكم، أو آسيويتكم، أو أوستراليتكم،
أو شرقكم أو غربكم. لهذا نلتقي اليوم في هذا المؤتمر مصممين أن نضيف فصلا إلى قصة
النجاح اللبنانية، مقصرين عن إحصاء كل الناجحين اللبنانيين في العالم حيث يصعب
ذلك، معتذرين عن عدم دعوتهم كلهم حيث لا يمكن ذلك، واعدين بعدم التوقف يوما عن
نبشهم من غياهب النسيان والبحث عنهم بين طبقات الحضارات والركض وراءهم في أقاصي
العالم حيث يمكن ذلك".
وحدد باسيل في كلمته أهداف المؤتمر قائلاً:
- "نحن هنا نعود إلى الجذور لأنه مهما ارتفعنا وأزْهرنا نبقى جزءا من الجذع نموت من دونه، لذلك نزرع أرزا في غابة المغترب لنزيد من جذورنا.
- نحن هنا نحتفظ بالعاطفة المكثفة فينا لأننا مشرقيون، ومن دون مشرقيتنا تشح العاطفة، لذلك نعود لنتزود بها طاقة عبر مشروع أنا ANA السياحي المخصص للاغتراب مع وزارة السياحة.
- نحن هنا نولد الطاقة الإيجابية Positive Energy، نضخها في بلدان انتشارنا ونفيض بها على لبنان، لذلك نساهم في مشروع الطاقة للبنان Energy for Lebanon.
- نحن هنا نستعيد اللغة العربية لنستعيد بعدا إنسانيا جديدا لذلك ننشئ المدرسة اللبنانية للاغتراب LDS مع وزارة التربية ونعلم اللغة في بعثات لبنان.
- نحن هنا نستعيد الهوية الثقافية فنتفاخر بعيشها ونتلذذ بكل جوانبها، لذلك نستهلك مثلا المنتج اللبناني ونشتري لبناني من قلب لبنان Buy Lebanese from the heart of Lebanon.
- نحن هنا نستعيد الهوية الموروثة فنتسجل ونعيد الجنسية لأولادنا، لذلك نطالب ونضغط معا لإقرار قانون استعادة الجنسية ولبدْء عملية الـ e-registration ومكننة خدمات الوزارة وصولا للـ e-voting.
- نحن هنا نؤكد النجاح ونكتب قصصه Lebanese Success Stories ونرويها ونستنسخها، لذلك نطورها ونعممها وننشرها في العالم وننقلها إلى لبنان.
- نحن هنا نعيد التواصل فنرتبط ببعضنا في الخارج والداخل ونربط بعضنا بنجاحاتنا، لذلك نشترِك في Lebanon Connect لنكون شبكة للبنانيين في كل حي وبلدة وبلد وقارة.
- نحن هنا نزرع بذور المشاريع الاغترابية الاستراتيجية كالمجلس الوطنيِ للاغتراب، والصندوق اللبناني الاغترابي LDF واللوبي اللبناني، لذلك نؤسس لها، أقله، بالفكرة والآلية، مدركِين صعوباتها وعلى رأسها تعجيز عملنا الجماعي وتنميط عملنا المؤسساتي، إن هذا سيؤكد، إن حصل، على عالمية لبنان فنعيش لبنانيتنا جماعة بعدما نجحنا في عيشها أفرادا.
-
نحن هنا نحيي اللبنانية في كل واحد منا،
أكان مقيما أو منتشرا، لذلك:
أ- الأطباء وأهل القطاع يمكنهم إنشاء رابطة
لبنانية عالمية فيها التبادلية العلمية، وفيها تفعيل للسياحة الطبية.
ب- المصارف اللبنانية يمكنها تأكيد نجاح
نظامها باجتذاب أموال لبنانيي الخارج وبقدرتها على دخول أنظمة مالية جديدة، ورفع
منسوب الاستقلالية المالية للبنان.
ج- المتعهدون والمهندسون بإمكانهم التعرف
على الفرص في لبنان بانتظار حصولها والاستعانة بأعمالهم في الخارج، بشركات الداخل
المنتظرة، وتعزيز القدرة الاستثمارية الذاتية.
د- المنتجون الغذائيون ورواد المائدة
اللبنانية يمكنهم دخول العالم المفتوح أمامهم والمتعطش للتعرف على منتجات أرضنا
التي نتشبث بها أكثر بزيادة إنتاجها.
ه - الإعلاميون والمعلنون والموسيقيون
والسينمائيون بإمكانهم، من خلال أعمالهم المشتركة المأمولة، ليس فقط تصحيح الصورة
إنما نقل أحلى صورة عن لبنان.
و - أهل الفن والموضة والصاغة بإمكانهم
باسم لبنان القيام بمعارض وعروضات ونشاطات عالمية مشتركة واستنهاض الإبداع
اللبناني في الداخل.
ز - الأكاديميون ودور النشر والطباعة
يمكنهم خلق برامج التوأمة ونشر المؤسسات العلمية اللبنانية في الخارج نشرا لميزة
لبنان في العلم والثقافة.
ح - الصناعيون والتجار وأصحاب الفرانشيز
يمكنهم اكتشاف نواقص العالم واختراق أسواق جديدة بفضل سعة الانتشار والميزات
البنيوية للبنانيين.
ط - العاملون في الطاقة والنفط والغاز
بإمكانهم العمل معا لتوسيع قدرات لبنان والتأسيس للمشروع الوطني الطاقوي.
ي - العاملون في الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات بإمكانهم العمل معا لجعل لبنان قاعدة عمليات تكنولوجية بالإستفادة من
طاقاته البشرية.
ق - أصحاب الفنادق والمطاعم والنقل
والسياحة يمكنهم الإفادة من الغنى والخلْق اللبناني ووصل لبنان خدماتيا ونقلا جويا
وبحريا حيث هو غير موصول أو موجود، وخاصة في أميركا اللاتينية فهل يعقل أن لا تصل
الـ
MEA إلى أكثر من 10 مليون
لبناني في عيدها السبعين؟
ل - السياسيون وأعضاء المنظمات الدولية
والمدنية والاغترابية يمكنهم التشبيك لإيصال رسالة واحدة عن لبنان، داعمة له
ولحاجاته، ونحن أمام أول اختبار مماثل في هذا المؤتمر."
موعد المؤتمر المقبل
وختم باسيل قائلاً "إن ما نقوم به هو أكبر من قدرة شخص أو جمعية أو وزارة أو حتى دولة مثل دولتنا، لكننا بدأنا الإنجاز في مؤتمر العام الماضي وفي جولاتنا الاغترابية وسننجز أكثر هذه السنة في لقاءات قطاعية وقارية وفي إطلاق مشاريع اغترابية نقيمها ونتابعها في مؤتمرنا السنويِ الثالث في 5 و 6 و7 آيار 2016."
وأضاف: "أيها المنتشرون اللبنانيون، مساحة لبنان، بفضلكم، ليست فقط 10452 كلم2، بل هي مساحة كل العالم، وهذا ما ألهمنا في اختيار شعار وزارة الخارجية والمغتربين "حدودنا العالم".
الجلسة الافتتاحية
وبعد ان جرى عرض شريط مصور عن فعاليات المؤتمر الإغترابي الأول في العام الماضي، كانت كلمات لسبعة متحدثين مغتربين حققوا نجاحات باهرة في الخارج.
باراك
استهل الرئيس التنفيذي لشركة "كولوني كابيتل" مقرها لوس انجلس في كاليفورنيا ورئيس شركة "ميرامكس" العالمية للأفلام ولديه أصول مالية حول العالم بقيمة 60 مليار دولار، كلمته بالحديث عن المشاعر التي اختلجته عندما حطت الطائرة على أرض الوطن، وروى ذكريات والده المليئة بالآلام وكيف هاجر وعائلته من لبنان في الحرب العالمية الاولى على متن باخرة عندما كان في الحادية عشرة من عمره بحثا عن العيش في الولايات المتحدة، وخوفا من ان يجبره الحكم العثماني على الالتحاق بجيشه في الرابعة عشرة.
وقال: "ورثت من الأب اللبناني سلسلة جينية، وعشت تحت وطأة فكرة كيفية الحفاظ على هذه الجينات وجعلها بحال أفضل، وكيف يمكن تحسينها وتوريثها للأجيال المقبلة. ان ما ينقص اللبنانيين المنتشرين في بلدان العالم من مختلف الطوائف، هو العقد (السلسلة)، علينا أخذ الزمرد والياقوت وصنع هذا العقد من الجينات اللبنانية، فنبهر العالم بأعمال الخير والمحبة".
طالب
وقال الباحث والأستاذ المتخصص بهندسة المخاطر في جامعة نيويورك للهندسة وكاتب 40 بحثا في الفيزياء والإحصاء والفلسفة الدكتور نسيم نقولا طالب: "تركت البلد منذ 40 عاما، لست خبيرا بالنجاح لكنني أدرك انه عندما ينظر اليك من هو في الخامسة عشرة وأنت في الأربعين أو الخمسين أو الستين أو الثمانين ولا يشعر بالعار والخزي، تكون إنسانا ناجحا. كما هو التزام ببلدك ومنشئك".
وتحدث عن أعماله الغريبة وابتكاراته وآخرها وضع نظرية جديدة أسماها "معاداة الهشاشة ومقاومتها"، عن كيفية التعاطي مع الفوضى، مشيرا الى أن هذا الأمر تعلمه في لبنان ما يعني أن "اللبنانيين يحسنون إدارتها".
لويس
ومن جنوب أفريقيا، قال الوزير السابق الذي لمع نجمه في عهد الرئيس نيلسون مانديلا والذي ساهم في مسودات الدساتير هناك الدكتور مايكل لويس: "أريد أن أكرم جدي وجدتي اللبنانيين لأنهما علماني الثقافة اللبنانية وكيفية الصلاة والاتكال على الله في حياتي، كذلك زوجتي الأفريقية التي أصبحت لبنانية أكثر مني. يمكننا أن نغير لكن ذلك يحتاج الى قادة ملهمين مثل مانديلا يؤمن بما يدعو اليه وليس بدافع اللهفة وراء السلطة، ولا سبيل لتحقيق المصالحة في لبنان إلا من خلال المسامحة، كما على رجال السياسة أن يصغوا اكثر ويتحدثوا أقل، وعلى اللبنانيين أن يركزوا على ما يجمعهم ويوحدهم لا أن ينظروا الى ما يقسمهم".
سالم
وكان للمرجع في الطب والباحث والمتخصص في معالجة أمراض السرطان ورئيس مركز سالم للأورام ومدير مركز طب الأورام في هيوستن البروفسور فيليب سالم كلمة قال فيها: "لبنان أكبر بكثير من لبنان المساحة الجغرافية بل هو حضارة مترامية بعضها في الشرق وبعضها الآخر في العالم، وتكمن عظمة هذه الحضارة في رسالة المحبة لجميع الشعوب".
أضاف: "أدعو اللبنانيين الى بناء لبنان جديد بعد ان ساهموا في بناء أوطان العالم. هناك 16 مليون لبناني في الخارج، أنتم منابع النفط الحقيقية التي يمتلكها لبنان. كيف يمكن تفعيل هذه الطاقة التي اهملت في الماضي، في إنماء لبنان".
واقترح نقاطا عدة منها: "إنشاء وزارة خاصة ومستقلة للانتشار اللبناني، إعطاء الجنسية اللبنانية لكل من يستحقها، اشراك المغتربين بالعملية السياسية في لبنان، توحيد الجامعة الثقافية في العالم، الحفاظ على اللغة والتراث بهدف التواصل مع الوطن".
وقال: "أذكركم أنكم تنتمون الى شعب له كبرياؤه، ورغم الـ 40 سنة التي مرت عليه من الحروب، ليس هناك من متسول لبناني واحد لا في دمشق أو عمان أو باريس أو لندن، وليس هناك أي لاجىء لبناني واحد يعيش في خيمة أو يقتات من حسنات الأمم المتحدة".
إيزار
وشدد النائب الفيدرالي عن ساو باولو ريكاردو إيزار (عازار) ورئيس الدفاع عن المستهلك الذي أتى على رأس وفد برازيلي ضم نحو 80 شخصية اغترابية سياسية بارزة، على أن "المشهد اليوم يؤكد أن لبنان يواصل نضاله نحو السلام والأمن، وهو متشبث بهذا النضال". وقال: "أنا سعيد بالعودة الى البلد الذي انتمي اليه، وأهنىء الوزير باسيل على إحياء هذا المؤتمر".
وأشار الى أن حلم والده كان "غرس شغف بلاده في قلوبنا، وقد تحقق حلمه".
باقي
وقالت الوزيرة وسفيرة الإكوادور في الولايات المتحدة والديبلوماسية والمفاوضة المثابرة للسلام والناشطة في الحركات الإنسانية إيفون باقي: "ما ينقص لبنان هو "الفرص، لهذا ينجح اللبنانيون في الخارج وليس في لبنان. يسألونني عما يميز بلدي، فأقول إن فرادة لبنان تأتي من اللبنانيين كونهم قدوة للعالم، غير أن علينا القضاء على الطائفية الموجودة في هذا البلد واستئصالها من جذورها. يقال لي إن هذا الأمر غير معقول، لكنني اقول: بلى معقول لكي يعود لبنان درة للشرق، كما يجب تعزيز التسامح وقبول الآخر وتخطي كل الإنقسامات. نحن بحاجة ايضا الى وضع قوانين جديدة".
حرب
واختتم عضو البرلمان الكندي وصاحب الخبرة الواسعة في مجال بناء القدرات وتحديث أنظمة الدول ماك حرب الجلسة الإفتتاحية بكلمة قال فيها: "على اللبنانيين تعزيزالروابط فيما بينهم وبفضل جهود الوزير باسيل بدأ مد هذه الجسور والشراكة بين لبنان المغترب ولبنان المقيم".
أضاف: "ان الكراهية لا يمكن أن تجد مكانا لها في لبنان الذي طالما كان الوطن الذي دافع عن التسويات السلمية والمحبة ووحدة كل اللبنانيين والاستقلال. المؤتمر اليوم هو خطوة نأمل ان تحمل المزيد من الشراكة والتعاون بيننا، فلبنان هو وطننا دائما".