سلمى حايك في لقاء تلفزيوني: وجدتُ لبنان أجمل مما كنت أتصور
غادرت النجمة العالمية اللبنانية الأصل سلمى حايك بلد أجداها لبنان منهية زيارة وصفتها بالحلم أطلقت خلالها فيلمها الذي قدمته لروح جبران خليل جبران: النبي. وقبل المغادرة أطلت حايك على شاشة الأل بي سي في برنامج كلام الناس مع الإعلامي مرسيل غانم.
عن زيارتها للبنان قالت إنها كانت تدعو وتقول: "أرجوك يا ربّ دعني أصل الى هذه الأرض السحريّة التي حلمت أن أزورها منذ زمن طويل" ولفتت إلى أنها كانت على وشك زيارته أربع مرات في السابق "ولكن في كلّ مرّة كنت أنوي زيارة لبنان، كانت تحصل معي أمور تضطرّني لإلغاء الزيارة في الدقيقة الأخيرة"، كما قالت. مضيفة أنها رأت لبنان من الطائرة لدى وصولها في الليل، ووجدته أجمل مما كانت تتصوّر".
حايك، التي زارت مخيّماً للنازحين مع اليونيسيف، تحدّثت عن النازحين السوريّين بالقول: "أشعر بالفخر أن الشعب اللبناني في وقت المحن شرّع أبوابه لمن كان يُعتبر عدوّه من قبل، لا أعرف مستوى الكرم هذا في أي مكان آخر في العالم. هناك قول مأثور في المكسيك، إن كان لديك صديق لبناني فأنت لديك صديق طوال حياتك".
وتحدّثت سلمى عن الجالية اللبنانية في المكسيك وفي العالم، "هي كبيرة جدّاً وموحّدة جدّاً"، وأسفت حايك لعدم تكلّمها اللغة العربيّة، "جدّي وجدّتي لبنانيّان، حتى أمي وهي من إسبانيا، تطهو الطعام اللبناني مثل جدّتي اللبنانيّة وهي حاولت أن تدخل المنافسة مع عمّاتي على طهو مختلف أنواع الطعام اللبناني".
عن أصولها اللبنانيّة، قالت حايك إنها تعلم أنها من منطقة بعبدات اللبنانيّة ولكنّها تخشى من لفظ الإسم خطأ.
وفي سياق الحلقة، قدّم غانم أوراقاً ثبوتيّة تمّ إصدارها خصيصاً لسلمى من وزارة الداخليّة، كناية عن إخراج قيد فردي وآخر عائلي، تمّ الحصول عليهما في 18 نيسان 2015 ، كما أعدّ البرنامج تقريراً عن جذورها وقريتها ومنزل جدّها، وقد تأثّرت سلمى كثيراً لدى رؤيتها المشاهد المصوّرة.
وعن فيلم "النبي"، قالت حايك:"هو رسالة حبّ ووفاء لبلدي، وهو ليس للبنانيّين فقط، فأنا اعتقدت منذ 4 سنوات عندما بدأنا هذه المغامرة الرائعة أنّ من المهمّ تذكير العالم بأنه كان هناك رجل لبناني وحّد العالم بأسره بفلسفة، وجمع كلّ الأديان لعدّة أجيال في جميع أنحاء العالم، أردت أن يتذكّر الناس بوضوح هذا الرجل اللبناني وفلسفته التي هي نوع من الطبّ لألم الروح وأوجاعها، هذا الفيلم هو أيضاً للشباب والأطفال الذين يعتقدون اليوم أن رابط العالم هو الإنترنت، من المهمّ ألاّ يتوقّفوا عن تعلّم التواصل مع البشر الأخرين بعمق، هذا الفيلم ليتذكّر الإنسان الأشياء الجميلة في داخله، وهو مرآة لكلّ شخص يشاهده".
وأضافت سلمى قائلة: "اكتشفت الكتاب من
جدّي عندما كنت في السادسة، كان يضعه بجانب سريره، ثمّ في عمر ال18 أو 19 رأيت
الكتاب مجدّداً فقرأته، كان وكأنه يعلّمني أشياء عن الحياة، لذا لم يكن من الصعب
اتخاذ القرار بتصوير الفيلم، كان عليّ إيجاد من يرغب في تصويره، فالناس يخافون مما
هو جديد، لأننا كنا نقترح شيئاً لم يتمّ فعله من قبل، استعملنا أنواعاً مختلفة من
التحريك، لا يمكن تسمية ذلك تحريكاً فقط إنه فنّ، فيلم فن وموسيقى وشعر، لم يتمّ
تصوير فيلم مثله من قبل، عن فلسفة عبر رسوم متحرّكة مع 9 مخرجين، مع أشخاص من
لبنان آمنوا بالمشروع". كما طالبت اللبنانيّين بدعم هذا الفيلم الذي أنتجته
وصوّرته عائلة من الأصدقاء المحبّين لهذا الفيلسوف الرائع مقابل الحدّ الأدنى من
المال، وقالت: "كلنا عملنا مقابل القليل، الفيلم هو تكريم لهذا الكاتب
الإستثنائي، أردت تصوير هذا الفيلم من أجل لبنان".
أما عن بداياتها الفنيّة، فكشفت حايك أنه
طُلب منها تغيير إسمها لكي تتمكّن من الوصول الى النجوميّة، "عندما بدأت
حياتي المهنيّة في المكسيك قيل لي يمكنك أن تصبحي نجمة ولكن علينا تغيير إسمك الذي
يصعب لفظه في المكسيك واعتبروا انه لن يتذكّر أحد هذا الإسم، فجلست وكان هناك صمت
لدقيقة وقلت لا تقلقوا سأحرص على أن يتذكّروه وأن يتعلّموا لفظ هذا الإسم في
المكسيك والعالم".
ولدى سؤالها عن التطرّف والإرهاب الّذين تمرّ بهما المنطقة، قالت حايك: "أحترم كلّ الديانات، في كلّ ديانة أشياء رائعة، كلّها تدعو للحبّ والسلام، لكن في تفسير الدين يذهب البعض الى التطرّف في معتقداتهم، وفي التطرّف نبدأ في فصل الناس عن بعضهم البعض، عوضاً عن العمل معاً في محاولة لحبّ الجميع واحترامهم".
وعن انخراطها في العمل الإنساني وسبب تعاطفها مع النازحين، أجابت: "منذ بدأ النزاع في سوريا، كنت قلقة على الناس الذين يخسرون بلادهم، بالنسبة لي لا يتعلق الأمر بالدين ولا بالسياسة الأمر يتعلّق بالناس، قلبي مع الناس الذين اضطروا الى الهروب، وقلبي أيضاً مع الدول التي تناضل وسط الوضع الإقتصادي السيء وكان عليها استقبال النازحين، أردت الذهاب الى مخيّمات النازحين لأنها طريقتي في مساعدة اللبنانيين أيضاً، كنت أتابع وكنا نساعد منذ سنوات".
ودعت حايك بشنّ حرب ضدّ الحقد عبر السلام والمسامحة، واعتبرت أن العالم يحتاج الى أنظمة سياسيّة جديدة، الى أفكار جديدة، الى أمثال غاندي.
(المصادر: ليبانون فايلز – جبلنا ماغازين)