حسانة أرناؤوط - ستوكهولم، السويد
يغادر لبنان الآلاف من شبابه شهرياً طلباً للهجرة وسعياً وراء فرص عمل. فعدم الإستقرار السياسي والأمني المزمنين عاملان أضّرا بالإقتصاد. والشكوى هي وحدها ما يوحّد اللبنانيين اليوم.
سويسرا الشرق في مطلع الستينات تفتقر إلى أدنى مقومات العيش والخدمات! الفساد مستشرٍ في الدوائر الرسمية والخاصة، والمحسوبيات تقليد مُتبع معروف لدى الجميع. نظام ضريبة الدخل يُطبق في لبنان كما في الدول المُتقدمة، في المقابل فقر الخدمات المقدمة من الدولة إلى المواطن أثقلت كاهل ذوي الدخل المحدود من المواطنين، بينما رغدِ الحياة مقيم في قصور وبيوت الزعماء والسياسيين.
لقد عاش المواطن اللبناني حروباً طويلة وخيبات مريرة أفقدتهُ الثقة بالغد وبالوطن. أحدثَت الطائفية السياسية ندوباً على جسد الأرض والفرد اللبناني فشوهتهُ. والغريب بقاء الطائفية الزاد الفكري والعملي لكثير من أبناء الوطن الواحد. الشكوى لا صوتُ يعلو فوق صوتها على أرض الواقع, وقليلُون هم من يعملون لوحدةِ لبنان. أما عجلة التغيير فهي متوقفة وقد أكلها صدأ الوعود الرنانة بعيداً عن شرف التنفيذ. أُطفئت ثورة الأرز في مهدها, وقسمت الساحات. النتيجة حلول فترة زمنية مظلمة على الساحة اللبنانية هي أسوأ من السوء على كافة الصعُد. مجدداً لسان الشباب اللبناني السفرإلى الخارج على أملَ الخروج من الواقع المرير.
بالمقابل هناك لبنانيون برازيليون ولبنانيون
أمريكيون ولبنانيون حاملون لجنسيات أخرى يبحثون عن جذورهم عبر زياراتهم لوطن
الأجداد... إنها لمفارقة!
كان الشعب اللبناني رسول الحرية والديمقراطية إلى محيطهِ العربي ميزة .. هل إنتهت
صلاحيتها؟ من المُسلم بهِ أن اللبناني
إنسان خلاّق مبدع ساهم ويساهم في تقدم الإنسانية أينما وجِد . الفائز في بلاد
الشتات, تهزمه حواجز وهمية شيدها المراهنون بالوطن والمواطن في سبيل مصالحهم
الخاصة.
وماذا بعد؟ هل كُتبَ على لبنان لعب دور الأم البديلة؟ ونحنُ يا سادة ننتجُ الأبناء لنهبهم إلى الإغتراب؟ .. يا له من قدر أسود!
حسانة ارناؤوط
ستوكهولم، السويد