غازي مصري - موسكو، روسيا
في دول العالم أجمع، القوانين والأعراف تحتّم على رئيس الدولة والوزير والنائب والمدير والموظف والشرطي والجندي والضابط وبوليس البلدية والأستاذ والمحامي ورجل الدين وكل من يتقاضى أجراً من خزينة الدولة، أن يكون في خدمة المواطن، دافع الضرائب ومحترم القانون والذي يقوم بواجباته أمام الدولة... إلاّ في لبنان، بلد الشواذ والمفارقات، حيث المواطن في خدمة النائب والوزير، وفي خدمة الموظف وخدمة البوليس والدركي والجندي والحاجب والحارس، وفي خدمة أي سلطة تأتيه من فوق...
وهكذا فإن اللبناني خادم الجميع إلا نفسه... حتى في السياسة يخدم الجميع ولو كانوا غرباء ولا يخدم وطنه...
في ربيع العمر عندما كنا نذهب برفقة الوجهاء لزيارة نائب أو وزير أو مسؤول حزبي، كنا ننتظر في الصالون ومظاهر الخوف على وجوهنا وكأننا سنقابل رسول الله...هكذا كبار الوجهاء علمونا أن ننظر إليهم!
إنها أشياء موروثة منذ زمن الجهل وما زلنا نعتمدها. انها عادات من زمن الفقر والأقطاع والأمية والمجاعة...
يا أيها اللبناني حان الوقت كي تعلم أن كل هؤلاء موظفون في دولتك ويتقاضون أجورهم ومخصصاتهم من جيبك... ويشربون ويأكلون ويبذخون في الإنفاق على أنفسهم من عرق جبينك... ويسوحون و"يفتلون" على حسابك و"يشحذون" المال على آلامك... ويملأون حصّالتهم البنكية غير عابئين بمطالبك وآمالك! وها أولادهم وأحفادهم يتكبرون عليك ويستهزؤون بفقرك وحاجتك وعلم أولادك ويفاخرون بإنجازات من حسابك وجيبك وتعبك وعرق جبينك، وهم يتمتعون في بلاد الأمان والخير والسهر والكيف، فيما أنت تقدم أولادك للشهادة في الدفاع عن سلطتهم بحجة الزود عن وطنك. وفي موسم الأنتخابات يعتبرون "إنك في الجيبة"... فهل هذا احترام ام احتقار ؟؟؟ إنهم يعتبرون المواطن فرداً من قطيع ...
فكم جيل سننتظر بعد حتى يصبح اللبناني مواطناً، لا عبداً تابعاً ولا صنماً ولا خادماً للجميع؟؟؟