مقال مؤثر للطبيب اللبناني المهاجر زين مدلج: هذا ما فعلته بنا الطبقة السياسية الفاسدة المجرمة
جبلنا ماغازين – صوتنا
عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يتداول مغتربون لبنانيون منذ أمس (الخميس) مقالاً مؤثراً باللهجة اللبنانية العامية نشره الدكتور زين مدلج، المختص في علاج الأورام السرطانية والمقيم منذ سنوات في مدينة ميلان الإيطالية. وفيه، يدوّن الطبيب الشاب مشاعره كمهاجر انسلخ عن أهله وابتعد عن وطنه، ويعكس في هذا المقال كل ما يحس به لدى كل زيارة إلى لبنان.
"جبلنا ماغازين" تواصل مع الدكتور مدلج وأستأذنه نشر المقال. وهذا ما جاء فيه:
"أول ما تطلع بالطيارة هجرة وبيك يقلك "أوعا ترجع خليك هونيك"، وأمك تشمك وتبكي كأنو آخر مرة بتشوفك، اعرف انك اصبحت غريب، حتى عن اهلك.
بتقطع الايام، الاسابيع، الاشهر، السنين، اخبار اهلك بتصير تخف عنك، كرمال ما تعتل هم، او يتقلوا عليك، هني هيك بقولولك.
بتنزل فرصة ع لبنان بتلاقي ملامح بيك تغيرت، الـWhatsApp ما بيخليك تشوف كل شي، وامك تجاعيد وجها بلشوا يبينوا ويزيدوا اكتر واكتر...
بتفوت، بتاخد حمامك بالشامبو اللي كنت تستعمله انت وزغير. بتضهر لتقعد مع اهلك، فجأة بيك وامك بغيروا الموضوع يلي عم يحكوا فيه. بتسأل، بيقولولك مافي شي. هون اعرف انو حتى ببيتك اللي ربيت فيه كمان صرت غريب.
بتسهر معاهم، بتبوسهم، بتشمهم وبتفوت تنام. بتوعى تاني يوم بتلاقي امك محضرتلك القهوة وبيك ناطرك كرمال يشربها معك. بتشرب القهوة معن بس كمان ما بيخبروك شي، لا شو عايزين، ولا اذا موجوعين؛ بالعكس بيصيروا يسالوك اذا انت مرتاح واذا عايز شي وشو بدك نعملك. هون بتصير تحس حالك ببيت اهلك ضيف تقيل...
بتخلص العطلة، بيوصلوك ع المطار... بين الدمعة يلي على الخد وسؤالهم اذا كنت مرتاح ومبسوط ما بتعود شايف شي. بيك بيرجع يعيد "أوعا تفكر ترجع"، وإمك بتشمك كأنو آخر مرة...
بتقعد بالطيارة مش عارف رايح ع بيتك أو فالل من بيتك. مش عارف أهلك مناح أو لا... بتوصل مطرح منك رايح مسلوخ شقفتين...
هيدا المغترب اللبناني! هيدي حياة شعب انضحك عليه، انسرق وتهجر من بلده وعم ينحرق قلبه كل يوم بسبب هيدي الطبقة الفاشلة الفاسدة المجرمة!"
*الدكتور زين مدلج – ميلان (إيطاليا)