وتبقين ست الدنيا... يا بيروت! -باسم عربيد
جبلنا ماغازين – صوتنا
بقلم: باسم عربيد (هانوفر - ألمانيا)
تدحرجت شمس بيروت، فأصبح لبنان يتيماً مشوّهاً أسود بلا بيروت...
لم يعد البحر يغسلُ قدميكِ لانكِ اصبحتِ مبتورة القدمين. جرس بابك لم تعد تقرعه موسيقى الفرح، نبض قلبك وحيويته أغرى الموت فأتى ليأخذكِ من عشاقكِ، من فرح أطفالكِ، من قبلات شبابكِ، من جوف نسائكِ الحوامل... من ثغرِ بحركِ الباسم!
يا بيروت، يا جميلتي، يا حبيبتي... التي منذ الطفولة "تعمشق" حبك على قلبي.. سحرُ شخصيتك الباهرة نحتت الحبّ في سنين عمري.. وحريتك باختيار كل ثوبٍ ترتدينه كان يدغدغ مشاعري وأحاسيسي.
اليوم يا حبيبتي مزق الجهلُ ثوبَكِ، وشوه الحسدُ جسدَك، وشرّدكِ الموت عن عطر الياسمين وأصبحتْ عيناكِ عاريتين تدمعان حزناً.
اعذريهم يا بيروت - يا حبيبتي - فهم قد جردهم الله من نعمة الحب، جوهر الحياة!
هؤلاء يا حبيبتي فكرهم من ورق أسود يشبه نفسيتهم، وقلبهم من نار سوف تحرقهم.
كُنتِ حلمي يا جميلتي، وستبقين حلمي يا صغيرتي، وسيبقى ثغرك يبتسم ولو من تحت الركام... لأنكِ بِنتُ الحياة، لانكِ أنثى الحب والعطاء، لانكِ سيدة الإنسانية، لانك ست الدنيا يا بيروت!
*باسم عربيد