Follow us

image

كَنَبة الاغتراب وغصّة الأمل... ~بقلم: هناء حمزة

صوتنا - جبلنا ماغازين

بقلم: هناء حمزة - إعلامية لبنانية مقيمة في دبي

كتبت صديقتي الجنوبية وزميلتي في المهنة ورفيقة "كنبة الاغتراب" لبنى فواز: "نحن اليوم "حزب الكنبة". ليس بإرادتنا ولا تقاعساً. فنحن نركض من أشغالنا، من مسؤولياتنا لنتسمر أمام التلفزيون. قلوبنا هناك في ساحات التظاهر، لكننا نجلس على الكنبة نضحك معكم ونبكي معكم ونتفاعل مع كل كلمة ومع كل همسة. وبعد ان غبطنا الزملاء التونسيين والسودانيين وقبلهم المصريين والجزائريين، نذهب إلى وظائفنا اليوم رافعي الرأس... لسنا أقلَ وطنيةً منهم. لسنا متخاذلين امام الفساد....".

حال لبنى حالي وحال كل مغترب. كما جمعتكم الثورة جمعتنا الكنبة حتى بتنا نغرق فيها ونحلم. نتبادل الاخبار فنبكي. نتبادل النكات فنضحك. ويجمعنا الواتس أب التطبيق الذي أشعل فتيل بركان الانفجار فكان اخر حبة رمان في الرمانة المليانة...

ننام وعيوننا مفتوحة. نضحك وقولبنا مخطوفة. لا نأمن للنوم ولا نستسلم لضحك النكت الظريفة...

أرواحنا معلقة وحياتنا ثقيلة. ولسنا وحدنا. صديق وزميل عراقي مقيم في لندن كتب: "يوهموننا أن رحيل الطبقة السياسية تعني الفوضى في البلاد بينما الفوضى الحقيقية ببقاء هذه العصابة متحكمة برقاب الناس"..

الكنبة تجمعنا... عرباً مبعثرين في دول العالم! لبنى على حق. غبطنا الزملاء التونسيين والسودانيين وقبلهم المصريين والجزائرين... وها بالعراقيين ينضمون إلى قافلة الثوار وينضم العراقيون في شتات العالم الى حزب الكنبة...

تضحك زميلة عراقية وتقول "ثورتنا لا يمكن أن تكون كثورتكم. أنتم كسرتم كل قواعد الثورات وبحجم قهركم جاءت ثورتكم وعلى الطريقة اللبنانية"... نضحك معاً وأدعو لها أن لا تأتي ثورتهم على الطريقة العراقية مجبولة بالدماء.

أجمل ما حققته الثورة اللبنانية أنها كسرت الصورة النمطية للثورة ورسمت ابتسامة فتاة أنيقة بدلاً من تجهّم شاب مقنع... أغرق في كنبتي حتى يأتي الصباح وتأتي ابنتي لين توقظ حلمي "ماما حطوا صورتي على حساب beiruting على الإنستغرام"... أجلس وأسال عن السبب وفي ظني أن لين تعيش في عالم بعيد عن الكنبة... وإذ بصورة لين ترتدي تتوسطها أرزة لبنان وتحمل ورقة كتبت عليها بالإنكليزية "وجودنا خارج لبنان لا يعني أننا نسينا الوطن.. سنعود"!

آخ يا لين... بحجم غضب الثوار في لبنان حجم حنيني الى هذه العودة!

أكبت كلماتي فلا اريد للين أن تسمع حنيني الذي أراه في عيونها.. ماما شو عرفك شو عم يصير بلبنان؟ تغرق في ضحك لا ينتهي وترسل إليّ كمية من الفيديوهات والنكات والأخبار والصور التي أرسلها أصدقاء لها في العالم تفوق الكمية التي في هاتفي...

لابنتي لين كنبتها، ولي ولصديقتي لبنى كنبتنا، ولصديقي العراقي كنبته، ولنا معا غصة أمل...

*هناء حمزة – صحافية لبنانية مقيمة في دبي