عذراً فخامة الرئيس...! ~بقلم الدكتور موريس غنطوس
The articles published by Jabalna Magazine on "Sawtna - our voice" section do not necessarily reflect the same political opinion of the site administration
صوتنا – جبلنا ماغازين
كتب الدكتور موريس غنطوس، المقيم في المملكة العربية السعودية، ما يلي:
"عذراً منك فخامة الرئيس...
تستغربون الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي يتضمن بعضها الشتم، وإن كنا معكم نستنكره...
فتضعون أجهزة الدولة في مواجهة مغردين دفع بهم "رغد العيش ويسر الحال" إلى حالات من الملل، فوجدوا بوسائل التواصل طريقة لسدّ فراغهم...
ألا تعرف فخامتك - وانت سيد قصر "الشعب" - ما يعانيه هذا الشعب؟
ألا تتابع أخبار الرعية التي أنت مسؤول عنها؟
ألم يخبرك المحيطون بك أن نسبة الانتحار من قِبل من ضاقت بهم سبل العيش، والتي لم يعرفها لبنان قط، في ازدياد وبوتيرة يومية؟
ألم يبلغوك أن الطائرات التي أقلتك ومرافقيك برحلاتكم الاخيرة لا يعرفها معظم اللبنانيين إلا وسيلةً للهجرة؟
ألا يُعلِمك المحيطون بك عن وضع البلد البيئي والسياحي والأمني والاقتصادي والاجتماعي؟
فخامة الرئيس...
هل تعلم كم يدفع رب الأسرة بدل أقساط مدرسية أو فاتورة ماء أو كهرباء أو استشفاء؟
ماذا الذي أنجز حتى الآن؟؟ ضمان شيخوخة؟ أو برنامج طبابة؟
أين الكهرباء ونحن في الألفية الثالثة؟
أين الماء ونحن نتغنى بأنهارنا؟
ما فائدة السدود التي أقمتموها غير الضرر البيئي؟
ما فائدة الأمن فى مواجهة لصوص السرقة وعصابات الخطف والسلب، حين يقتصر دور هذا الأمن على قمع الحريات؟
ما فائدة عهد قوي أو غيره لأهل لم يتمكنوا من تسديد فواتيرهم؟
ما فائدة منصب وزاري بالزائد إذا كان الشعب يتناقص يومياً، وإذا كان شعبك يهاجر، أو إذا كان شعبك غير قادر على تأسيس منزل وأسرة؟
أين الوظائف... إلا للمحظيّين أو المقربين من فولان وعلتان؟
وأين وأين وأين؟
هل تشعرون مع رب أسرة يتقاضى الحد الأدنى وهو يحاول تأمين الغذاء والكساء والدواء والتدفئة والمواصلات والكتب والفواتير على أنواعها وما أكثرها؟
هل تسير سيارات فخامتك على طرقاتنا لتعرف أحوالها؟
هل تعاني ما يعانيه شعبك من زحمة سير خانقة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع؟
هل تخاف على مستقبل اولادك كما نخاف على مستقبل اولادنا؟؟
هل تستشعر خطر حرب قادمة تأكل الأخضر واليابس كما نستشعر؟
لا يا فخامة الرئيس. وضع البلاد والعباد ليس بخير! واذا استمر الوضع على ما هو عليه، لن يبقى شعب لتحكموه. بل ستقبعون على كراسي كبيرة في صالات فسيحة فارهة، إنما فارغة! وستندهون ولن يجيبكم أحد... وستخطبون ولن تجدوا مصفقين؛ حتى المأجورين منهم سيرحلون!
لم نعد نحتاج للخطابات، ولم نعد نحتاج للمواعظ...
نحتاج منكم أن تسمعوا،
نحتاج منكم أن تبصروا
لعلكم تسمعون صرخات شعبكم
ولعلكم تشاهدون أوضاعه المزرية
فربما تحاولون فعل شيئا قبل فوات الأوان... إن لم يكن قد فات فعلاً!
نعلم أنك لم تستلم زمام الأمور والبلد بألف خير. ونعلم جيداً أن الأوضاع لم تكن أفضل حالاً قبل عهدكم.
ولكن كان أملنا بكم كبيراً وكان أملنا بالتغيير معكم للأفضل، لا للأسوأ...
كان أملنا بمزيد من الإنجازات وليس باستمرار الإخفاقات...
كان وعدكم لنا بالشفافية، ولكن ازدادت الضبابية...
انتظرنا دولة مؤسسات، ففوجئنا باستمرار مزرعة المحاصصات والسمسرات والمحسوبيات...
أعلم أن كلامي سيكون دون صدى، وأعلم انه لن يعجب البعض، وأعلم أني قد أنال كيلاً من الشتائم.
ولكن صدّق أن كلامي هو لسان حال السواد الأعظم من الناس الذين صمدوا طوال أيام الحرب وفي أصعب الظروف، ولكنهم اليوم بدأوا يفقدون إيمانهم بهذا الوطن شيئًا فشيئًا...
ولعل كلمة "سواد" فيها خير تعبير عن الوضع الحالي،
والسلام..."
*الدكتور موريس غنطوس – طبيب أسنان لبناني مقيم في الدمام، المملكة العربية السعودية