Follow us

image

صوتنا- أنطوان بوعبود حرب: فليستقلْ الرؤساء الثلاثة للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

(المقالات الواردة في زواية "صوتنا" لا تعبر عن رأي موقعنا بل عن آراء ومواقف كتابها)

جبلنا ماغازين - صوتنا

تحت عنوان "الجامعة الثقافية والحوار الأصم"، كتب الدكتور أنطوان بوعبود حرب (من فرنسا) ما يلي:

"هل الحوار المعقود حالياً لتوحيد "الجامعة الثقافية" هو في نطاق الخطابات الرنانة كالعادة، والحركة المباركة فقط، أم هو بمثابة مراجعة ضميرية تهدف لتحقيق المبتغى واستعادة الصدى الذهبي من تاريخ الجامعة؟ 

منذ نَيَّف و عشرين سنة لم نتعب يوماً من جولات الحوار الضائعة. فالمقياس بالنسبة لنا هو الوضوح والضمير الحي والعودة الى الأصول والهوية الوطنية "للجامعة الثقافية" بما ينص عليه نظامها الأساسي.

الحوار الحقيقي اليوم يجب أن يعيد التألق إلى "الجامعة"، لا أن يسجّل خطوة إلى الأمام، تقابلها عشرات الخطوات إلى الوراء إرضاءً لمصالح طائفية وسياسية آنية. 

إن مشكلة الحوار باتت فضفاضة إلى الحد الذي يصعب فيه الحديث عن حل جوهري وتقني للجامعة. فلسوء الحظ، وبفعل الطموحات السياسية لبعض مسؤوليها وفتح أبواب التدخلات اللبنانية في شؤوونها، أصبحت هذه المؤسسة الاغترابية جزءًا لا يتجزأ من الصراعات الداخلية في لبنان، بحيث بات واضحاً أن خلافاتها المستعصية هي نتاج ارتباطاتها بالزعامات السياسية اللبنانية وسعي هؤلاء للسيطرة عليها، فأضحت حواراتها "طبخة بحص" إن لم نبعدها عن المادة 12 من قانون إنشاء مديرية المغتربين؛ لأننا، وقبل التنصل من فيروس الخلافات وأصل المشاكل والانقسامات، سنبقى كلما دخلنا حواراً جديداً، نؤول إلى تعقيدات جديدة تتغذى من مصل الطائفية والهيمنة السياسية. 

أرى أن الصمت هو أفضل الحلول في الزمن الحاضر. لأن حلبات الحوار المبتغاة، و لو بحسن النوايا، قد تجعل من توحيد الجامعة سلاحاً داخليا لاستكمال ما جرى في مؤتمر ابيجديان،  فيصبح الانتشار اللبناني البريء كبش محرقة وسلعة للتكابر وتضخيم الأحجام في صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل. كما أن هذه الدعوة للحوار تفتقر إلى إطار عام يحدد هوية الجامعة وكنه رسالتها الأساسية، أو وثيقة تضمن مبارزة في الأفكار لتحقيق الاهداف الوطنية.

لم ندخل يوماً في حوار عميق جوهري وعقلاني صريح مؤمن برسالة الجامعة الثقافية وتراثها! فجلسات الحوار كانت دائماً عبارة عن مساومات على المكاسب الطائفية وملء المراكز ولم ترتفع يوماً إلى مرتبة العمل الوطني والاغترابي واحترام القوانين نصاً وروحاً.

الحوار يكون ذات شأن عندما نفتش عن الحلول ونبحث بروح مثالية وأخلاقية عما يجمعنا ونبتعد عما يفرقنا.

يهمنا ان نتحاور على قاعدة  التضامن والتفاهم والعمل البنّاءالمشترك بمعناه الرسولي والثقافي، وليس التقاسم والمداورة الطائفية التي أدت الى خراب وموت الجامعة وأوصلتها إلى خيبة الأمل والافلاس وفقدان الرجاء بالقيامة...

الحوار لم يكلل يوماً بأخذ المواقف الجدية الشجاعة لرفع الهيمنة وتثبيت استقلالية الجامعة وقرارها الحر لتسديد خطوات المستقبل والعودة بالجامعة إلى اصالتها وكسب ثقة الانتشار وتحقيق طموحاته وآماله الوطنية وتعزيز أواصر الولاء المطلق للوطن الأم والوفاء الصادق للوطن المضيف.

لذلك اقترح - بمحبة وبكل احترام - على الرؤساء الثلاث للجامعة الثقافية المشرذمة والمفلسة والمصابة بشر البلية بكل معنى الكلمة أن يتفضل هؤلاء الرؤساء متحدين بتقديم استقالتهم لفخامة رئيس الجمهورية كخطوة وطنية تعبّر عن مسؤوليتهم وشعورهم الوطني، ويصار لاحقا إلى إعادة تأسيس الجامعة كما حصل في الستينات، عندما انطلقت الجامعة مجدداً كامبراطورية عملاقة تزرع حب الوطن وتنشر تراثه وتبني جسور التواصل بين جناحي لبنان".

*انطوان بوعبود حرب - مستشار سابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم