صوتنا- كيف نشجع المغترب على العودة؟ -جان جورج زغيب
جبلنا ماغازين – صوتنا
كتب جان جورج زغيب:
مغتربون، هاجروا قسرا، مروا بصعوبات لا يشعر بها الاّ من ترك أرضه من غير إرادته.
لبنانيون حملوا معهم تراثهم تاريخهم وثقافتهم، فتميّزوا وتألقوا دون ان ينكروا أصولهم.
مغتربون التقوا في الخارج، شبكوا دموعهم ذكريات تُصلب غربة وتقوم على أمل العودة وتقبيل التراب مع رائحة الشتاء الأولى وصلاة البلدة وتراتيل الصبح الممزوجة بالخير والبركة.
لم أشعر بوجعهم ولكنني أتخّيل الخيبات التي يمرون بها حيث أنهم ينهضون بعد كل معركة وجودية حياتية اجتماعية، يثورون على الواقع المفروض والمفترض ولا ينتكسون او ينكّسون علم الإنتماء. الإنتماء الى أرض القدسية والقداسة.
مغتربون يحتضنوننا بدلاً من أن نحضتنهم ونستقبلهم بقلوب كبيرة. ماذا ترك لهم لبنان ليعودوا إليه؟ لا بل كيف تركنا لهم لبنان؟ كيف نشجعهم على العودة ونحن لا نعمل على إبقاء المقيم؟ لن نتشاءم بل سنتفاءل كما دوما ونشكر الله على نِعَمِه لأنه لا بد ان تنفرج على كافة الصعد ويظهر المخلص الذي ينتشلنا من واقع أضحى مؤلماً يسقطنا متى شاء ويرحل بنا الى حيث ما لا نشاء.
مغتربون أوجّه لكم التحية أينما كنتم مؤكدا لكم ان مكانتكم في قلوب الشعب اللبناني لا تزال مستمرة لأن شعلة المحبة لا تنطفئ، وهذه ميزة اللبناني “الطيّب” الذي ينفعل بسبب همومه وتعبه ولكنه سرعان ما يعود الى كيانه وطيبته.
أدعوكم لملاقاتنا نحن الشباب لنحقق طموحاتنا ونبني ما حلمتم به يوما… بدأنا خطوات كثيرة علنا نستمر بها بسواعدكم ويدكم الممدودة دوما للأجيال الطامحة والشامخة كالأرز وجبال صنين.
دعونا ببركة قنوبين ومحبسة عنايا وبذراعي يسوع الملك وقلب سيدة حريصا نصلي لكم لكي يوفقكم الله أينما حللتم ولتعودوا فنرتقي ببلدنا الى المستوى الذي يستحقه.
*جان جورج زغيب – رئيس تحرير موقع "جديدنا"