صوتنا: وجهة نظر – فاديا سمعان
صوتنا – جبلنا ماغازين
"وأنا أيضاً، بصفتي مغتربة، يحق لي أن أعبر عبر هذه الزاوية (صوتنا) التي هي بتصرف كل المغتربين، عن وجهة نظري الشخصية حول ما يجري في لبنان.
ففي ظل ما تشهده ساحات وسط بيروت منذ أيام تحت عناوين مختلفة لعل أبرزها التحرك الأم تحت شعار "طلعت ريحتكم"، أعتقد بأن على الذين يقومون بتنظيم التظاهرات المعارضة للفساد في لبنان أن يتخلوا عن الشارع الآن، لأنه من الواضح أن المخربين ينوون الإغارة على هذا التحرك المطلبي واستخدامه لتخريب البلد أكثر مما هو خرب اليوم. وبدلاً من أن تنزلوا إلى الشارع بأنفسكم، فليتحرك الاغتراب ويتظاهر عنكم ويرفع صوتكم إلى العالم وإلى آذان المسؤولين اللبنانيين والرأي العام العالمي.
وقد يكون لوقع هذه التظاهرات - لو حصلت في الخارج بالزخم المطلوب - أن تعطي نتيجة أقوى وأفعل مما لو أقيمت في بيروت. فعلى عكس ما يريده متظاهرو بيروت، الإعلام لم يعد يركز على مطالبكم بقدر تركيزه على نقل مشاهد التشبيح والتكسير والتخريب وردة فعل القوى الأمنية المولجة حماية تحرككم. عدا عن أن خراطيم رجال الأمن ورصاصهم المطاطي يصيبكم أيضاً دون أن يتمكن من التمييز بينكم وبين تلك الجموع التخريبية الهادفة إلى تكسير البلد على رؤوس الجميع.
...على الأقل، قد تضمنون لو صار التحرك في الخارج، أن لا مخربين يستطيعون أن يخرقوا صفوفكم ويتلاعبوا بمطالبكم ويشوهوا تحرككم كما يفعلون في بيروت.
وعلى ما يظهر فإن الساعات والأيام المقبلة ستشهد سلسلة من التحركات تبدأ في الولايات المتحدة وتمر في أوروبا وربما تنتقل إلى عواصم أخرى في العالم. فلم لا يكون التظاهر خارج لبنان في هذه المرحلة وتكتفون في بيروت بإقامة أنشطتكم داخل مبان آمنة لكم ولأولادكم؟
وعلى كل الأحوال، رسالتكم وصلت، ونجحتم في تعرية فساد المسؤولين في لبنان وفي القول لكل واحد منهم: نحن نراك ونعرف ما تفعل وما لا تفعل وننتظر منك إصلاح نفسك أو أن "تفرقنا بريحة طيبة" وإلا فستحاسَب. شرطَ أن تحاسبوهم فعلاً من باب صناديق الاقتراع، لا أن تسامحوهم وتعيدوا انتخابهم بعد حين..."
*فاديا سمعان – رئيسة تحرير "جبلنا ماغازين"