بهاء الحريري لـ”جبلنا ماغازين”: حركة “سوا” ستكسر المحرّمات ورئيسها سيكون مسيحياً
فاديا سمعان - خاص جبلنا ماغازين
في أول إطلالة إعلامية له بعد إطلاق حركة سوا رسمياً في لبنان، أكد رجل الأعمال المقيم في الخارج بهاء رفيق الحريري أن مشروعه من خلال "سوا" هو مشروع وطني، لا طائفي. وقال الحريري في مقابلة (منشورة بالفيديو) لموقع "جبلنا ماغازين": "أفتخر بأنني أنتمي إلى الطائفة السنية، ولكن قبل كل شيء أفتخر بأنني لبناني، وأنا أسعى لكسر المحرمات عبر سوا وتركيبتها وطبيعة العمل السياسي الديمقراطي الذي ستقوم به، ولن أتدخل في عملها، ولكنني أوصيت بأن يكون أول رئيس لها مسيحياً".
ورداً على سؤال، أكد بهاء الحريري أن لبنان لطالما كان موجوداً في قلبه، ولذلك قام مع شركاء له باستثمارات كبيرة في لبنان في السنوات الأخيرة بقيمة 800 مليون دولار قبل أن يكون له أي اهتمام بدخول العمل السياسي. مشيراً إلى أنهً: "على الرغم من عدم وجودي جسدياً في لبنان ولكنني تمكنت من تحقيق إنجازات جدية ومنها بالطبع مؤسسة نوح الإنسانية ومن بعدها صوت بيروت إنترناشونالSBI ومنذ أيام أطلقنا حركة سوا للعمل السياسي".
وعن حركة سوا، قال إن ما يميزها هو استقلاليتها، كونه لن يكون رئيساً لها أو رئيساً لأية لجنة فيها رغم أنه مؤسسها وراعيها والممول الوحيد لها "وما سعينا إليه من خلالها هو تحقيق نموذج ديمقراطي لا يتحكم به شخص، بل رئيس سوا والمكتب السياسي هم الذين سيرسمون السياسات ويتخذون القرارات".
وأشار إلى أن "سوا" تضم مجلس أمناء من أربعين شخصية من كل الطوائف اللبنانية ومن مختلف المناطق "وهم يتمتعون بسمعة جيدة وخبرة عالية، كل في مجال اختصاصه، وسيكون هناك ثماني لجان ضمن الحركة ومنها اللجنة الدستورية والقانونية التي ستدرس طرق تطبيق اتفاق الطائف ومحاربة الفساد ووضع مخطط كامل لتحقيق القضاء المستقل، وسيكون رئيس هذه اللجنة القاضي حاتم ماضي، وهناك المكتب السياسي الذي سيتألف من رؤساء اللجان. ولن أتدخل أبداً في أية قرارات تتخذها اللجان أو المكتب السياسي أو حتى الرئيس الذي سينتخبه لجنة أعضاء مجلس الأمناء. ولكن كل ما أوصيت به - وبقوة - هو أن يكون رئيس حركة سوا مسيحياً، وذلك بهدف كسر المحرمات".
أما عن الأهداف، فقال: "أن يكون لبنان حراً سيداً مستقلاً يعتمد مبدأ الحياد الذي دعا إليه البطريرك الراعي وناقشته معه عندما التقيته في روما، وأن يستعيد لبنان العلاقات الجيدة والمميزة مع الدول العربية والخليجية وتعود الأمور إلى طبيعتها بين لبنان والمجتمع الدولي كون لبنان أصبح اليوم في عزلة دولية كاملة".
لا لمقاطعة الانتخابات بل صوتوا "ضدهم"
ورفض بهاء الحريري الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات معتبراً أن التصويت فيها "هو الطريق الوحيد للتغيير، لذلك نصر على إجرائها وندعو المواطنين إلى المشاركة والتصويت "ضدهم". وكشف أنه سيعلن في الأسبوعين المقبلين عن استراتيجية سوا بالنسبة للانتخابات ومن ستدعمهم فيها. وقال :"حزنت لعدم وصول الثورة إلى لوائح موحدة في الانتخابات، ولكنني أرفض أن أصف ذلك بخيبة الأمل. ونحن لن نساند في هذه الانتخابات السياديين وحسب، بل من يقولون أننا - مسلمين ومسيحيين - نريد أن نتقدم بلبنان إلى الأمام. وسوف نواصل جهودنا من أجل توحيد صوت الثورة".
وأضاف الحريري: " ما نعمل عليه الآن ليس لـ15 أيار بل لـ16 ايار وما بعدها. لذلك سنعمل كحركة سوا بعد الانتخابات مع أي فريق - طبعاً من خارج المنظومة - يكون لديه مشروع لمحاربة الفساد مثلاً أو تطبيق الطائف أو استقلالية القضاء أو مشروع اقتصادي متكامل أو أي أمر نتوافق ونتطابق معه في الرأي".
وعن العلاقة مع بكركي، قال "إنني أعتبر الكاردينال الراعي أعتبره أباً روحياً لي وخلال لقائي معه في روما كان هناك تطابق وتوافق كامل في وجهات النظر. ولدى انتهاء اللقاء قلت له ممازحاً (صحيح أنا مسلم سني ولكن هذه زيجة مارونية) والتواصل دائم بيننا وبين بكركي. واتفقنا على أن هذه العلاقة ستبني على الصدق وحفظ الأمانة".
أتطابق في التفكير مع والدي الشهيد والفرق شاسع مع أخي سعد
ورداً على سؤال عما يريده للبنان وما تعلمه من والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال: "أريد أن يتعافى لبنان ويتعافي شعبه ويستعيد كرامته وما أريده هو ما كان يريده والدي للبلد، أي أن يكون بلدأ حراً مستقلاً. ما أريده هو استكمال مسيرة رفيق الحريري وأنا أتطابق معه في الرأي والأفكار".
أما عن أخيه الرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري، فقال: "أخي أحبه وأحترمه وأريده، والعائلة لها حرمتها. ولكن الفرق شاسع جداً بيننا بالتفكير وبالآراء".
وعن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال والده، قال: "فرحت جداً بالقرار الأخير لمحكمة الاستئناف التي وجدت أن مرعي وعنيسي، العضوين في حزب الله مشاركان في اغتيال الوالد، خاصة وأن القرار اتخذ بالإجماع وثبت بدون أي شك ضلوع هؤلاء الأشخاص ومن وراءهم حزب حزب الله بتنفيذ الجريمة".
زيارة قريبة للولايات المتحدة ولقاءات مع الجالية
وإذ خص الحريري جزءاً من الحوار للحديث عن المغتربين ودورهم، أعتذر عن عدم تواصله مع الانتشار في السنوات السابقة، ولكنه أعلن أنه سيزور الولايات المتحدة في خلال هذا الشهر حيث سيعقد عدداً من اللقاءات مع الجالية اللبنانية وواعداً بأنه سيكون أقرب إلى اللبنانيين المغتربين في المرحلة المقبلة.
واعتبر الحريري أن "المغترب اللبناني تعرض للغدر وخسر أمواله في لبنان. واليوم قبل أن نطلب من المغترب أن يأتي لإنقاذ البلد علينا أن نعطيه". وأضاف: "أنا أحد هؤلاء المغتربين، وأنا كغيري أنتظر أن أرى استقراراً وأماناً ونظاماً ديمقراطياً، وكما تعلمين معظم المغتربين اللبنانيين لا يعيشون في الصين أو روسيا، بل في دول الغرب، وهي دول ديمقراطية منفتحة يسودها القانون والمحاسبة. فإذا استطاع لبنان أن يعطي المغترب راحة البال وأن يصبح بلداً ديمقراطياً ومنفتحاً وفيه محاسبة ومحاربة للفساد وتستطيع أن تطمئن إذا استثمرت فيه، وأصبح يتمتع باستقلالية القضاء، عندها نستطيع أن نقول للمغترب اللبناني "لقد أعطيناك كل المقومات فتفضل لتستثمر في بلدك". وأكد أنه عندما يستعيد لبنان ثقة المغترب، فسيأتي المغتربون راكضين للعيش أو للاستثمار فيه.