المؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم: أيها المغتربون تسجّلوا لنحافظ على التعددية في لبنان وخصوصية بلدنا
حثت مديرة "المؤسسة
اللبنانية المسيحية في العالم CLFW" في الولايات
المتحدة "ندى سالم ابي سمرا" جميع اللبنانيين والمتحدرين من أصل لبناني
إلى المبادرة لتسجيل أنفسهم وأفراد عائلاتهم في لبنان والحصول على الجنسية وكافة
الحقوق المدنية، خاصة وأن القنصليات أصبحت تسهل عليهم هذه العملية بشكل كبير
مؤخراً. و دعت اللبنانيين في أميركا بشكل خاص إلى الاستفادة من الخدمات المجانية
التي توفرها لهم المؤسسة عبر منسقيها وممثليها الموجودين في مختلف الولايات
الأميركية والذين هم على استعداد لمتابعة المعاملات من لحظة التقدم بها حتى قبولها
في لبنان.
أبي سمرا، وفي حديث ل"جبلنا ماغازين" شرحت بالتفصيل آلية عملية التسجيل،
موجهة التحية للقناصل وللسفير اللبناني في واشنطن على الدعم والمواكبة وتسهيل
إنجاز وتقديم المعاملات.
وهنا النص الكامل للمقابلة:
س: المؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم التي أطلقت من واشنطن حديثاً، هل هي جزء من المؤسسة المارونية للانتشار؟
ج: هي مؤسسة تنبع من المؤسسة الأم (المؤسسة المارونية للانتشار) وتتبع لها وتكملها. المؤسسة ليست جديدة، فهي كانت تعمل في السابق تحت اسم المؤسسة الأم، واليوم كل الذي تغير هو أنها أصبحت تعمل بشكل رسمي، ويشمل عملها كل الطوائف المسيحية وليس فقط الموارنة في أميركا.
س: ماذا عن هيكلية المؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم ومن هم المسؤولون عنها؟
ج: يوجد للمؤسسة مجلس أمناء يضم كلاً من: الوزير السابق ميشال إدة (الرئيس)، نعمة فرام (نائب الرئيس)، شارل الحاج (المسؤول المالي)، روز الشويري (عضو)، جاك الكلاسي (عضو)، ورامز سكاف (عضو). علماً أن العضوية مفتوحة أمام أشخاص من كل الطوائف المسيحية لتكون شاملة.
س: ولماذا تركزون على الولايات المتحدة فقط؟
ج: المؤسسة المارونية للانتشار لم تركز فقط على الولايات المتحدة. فلديها مشروع للتسجيل في بلدان عدة. فمؤخراً بدأت عملها في المكسيك. وفي كندا حيث كان لديها مشروع سابق، ها هي تعاود العمل به بعد إعادة النظر بطريقة العمل على تسجيل اللبنانيين المقيمين هناك. كما لدينا وجود في الأرجنتين من خلال السفير اللبناني أنطونيو عنداري وفريق عمل يسانده هناك. ولدى المؤسسة أيضاً تواجد فاعل في البرازيل وفرنسا وأستراليا وفي معظم دول العالم التي يتواجد فيها متحدرون من لبنان
س: كم عدد اللبنانيين في الولايات المتحدة؟ وكم هو عدد غير المسجلين منهم؟
ج: من الصعب معرفة عدد غير المسجلين. إنما ما نعرفه هو أن عدد اللبنانيين والمتحدرين من لبنان في أميركا يبلغ قرابة 3 ملايين و300 ألف مواطن.
س: من خلال العمل الذي تقومون به في الولايات المتحدة وغيرها منذ سنوات، ما هي برأيك أسباب تقاعس اللبنانيين عن التسجيل في القنصليات؟
ج: السبب الأول هو الوضع السياسي والأمني غير المستقر في لبنان الذي لم يشجعهم على ذلك. ومن أهم الأسباب أيضاً أن اللبناني عندما يأتي إلى بلد كالولايات المتحدة بتأقلم بسرعة مع طبيعة الحياة هنا لتصبح حياته مجراها سريع متل كل الذين يعيشون في هذا البلد فيصعب عليهم تخصيص وقت للبحث عن الوثائق التي يحتاجونها من أجل التسجيل، خصوصاً وأن عملية التسجيل لم يكن هناك أحد ليسهلها عليهم من قبل. في الماضي كانت هناك عراقيل، ولكن الآن ليس هناك ما يعيق التسجيل والقنصليات كلها تقوم بتسهيل هذه العملية امام الناس وهذا شيء يجب أن يعرفه الجميع لكي يتشجعوا. ومؤسستنا تعمل وتساهم في عملية التسجيل ليس فقط هنا في أميركا، بل أيضا في لبنان عندما تصل معاملاتهم إلى هناك يوجد لدينا من يتابعها لهم. وبالمناسبة نحن نرحب بالدعوة التي وجهها وزير الخارجية جبران باسيل في خلال المؤتمر الاغترابي الذي انعقد في بيروت قبل ايام، حيث دعا القناصل إلى أن يسعوا بأنفسهم من أجل تسجيل اللبنانيين وتسهيل العملية إلى أقصى الحدود.
س: هل تعتقدين أن مشاركة الاغتراب في التصويت بالانتخابات سيسهم في تشجيع الناس على التسجيل والحصول على الجنسية وكافة الحقوق المدنية؟
ج: أكيد هذا سيشجع الناس ويحرك عملية التسجيل. وأذّكر بما قاله رئيس المؤسسة نعمة فرام في واشنطن حين لفت إلى أن دور الاغتراب لا يجب أن يقتصر على انتقاد ما يحصل في البلد بل يجب أن يكون له دور فاعل من أجل إحداث التغيير في لبنان. الذين يعيشون في الخارج يرون الأمور بتجرد أكتر من الذين يقيمون في لبنان، فهم لا ينظرون – كالمقيمين - إلى مصالحهم ومشاكلهم الحياتية التي يتعايشون معها بشكل يومي بل ينظرون أكثر إلى المصلحة العامة. لذلك نحن نتمنى لو يتمكن المغتربون من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النياية لأن البلد بحاجة للتغيير على مختلف الصعد، ونحن نتابع ما يجري في لبنان على صعيد الفساد وأعمال العنف وتهميش المرأة وغير ذلك الكثير.
س: كيف تصفين علاقتكم في المؤسسة مع السفارة اللبنانية في واشنطن والقنصليات؟
ج: إنها علاقة جيدة، لا بل ممتازة ونحن نعمل ببركتهم ومساندتهم. وجميع القناصل من دون استثناء يشجعوننا ويدعمون عملنا ويحثون اللبنانيين على التسجيل، إن كان عبر القنصليات مباشرة أو عن طريق المؤسسة. حتى أنهم يدعون الناس إلى أن يستفيدوا من الخدمات المجانية التي نقدمها لهم من أجل التسجيل وملاحقة معاملاتهم. وعندما ألقيت يوماً محاضرة عن هذا الموضوع بحضور القنصل جوني ابراهيم، قام من بعدها وتناول في كلمته خدمات المؤسسة وحث الناس على التسجيل من خلالنا دون أن يكلفوا انفسهم عناء إجراء الاتصالات ومتابعة الملفات وملاحقة طلباتهم. وكذلك علاقتنا وثيقة جداً مع القناصل: علي قرانوح ومجدي رمضان وبلال قبلان. وأشير هنا إلى أن القنصل قبلان يحرص على الذهاب مرة في الشهر إلى الكنيسة في أوهايو لتسجيل اللبنانيين وتشجيعهم. كما أن السفير أنطوان شديد شخصياً أثنى بدروه على خدماتنا عندما شارك منذ أشهر في حفل عشاء في كنيسة مار مارون للجالية اللبنانية ورعية الكنيسة في واشنطن.
س: وماذا عن الكنائس والأحزاب اللبنانية الفاعلة هنا والجامعة اللبنانية الثقافية وباقي المؤسسات الاغترابية؟ هل هناك تعاون مشترك في هذا الإطار؟
ج: هناك لجنة دعم دينية للمؤسسة، وهي تضم كلاً من: مطران الروم الأورثوذكس، مطران السريان الأورثوذكس في الساحل الشرقي، مطران الأرمن الأورثوذكس، مطران الروم الكاثوليك، والمطرانين المارونيين في الساحلين الشرقي والغربي. وهناك لجنة دعم حزبية فيها ممثلون عن الأحزاب اللبنانية التي لديها تواجد فاعل هنا في أميركا. وهي: الأحرار، حركة الاستقلال، الكتائب، القوات اللبنانية، حزب رامغفار الأرمني، والتيار الوطني الحر.
س: لدى إعلانه عن إطلاق المؤسسة في واشنطن قبل حوالي شهرين، شدد السيد نعمة فرام على أن "لبنان ارضنا ولن نتركه". فهل هذا هو العنوان الرئيسي والهدف الرئيسي لما تقومون به في المؤسسة؟
ج: هذا صحيح. نحن نريد أن نحافظ على التعددية في لبنان وخصوصية بلدنا والمجتمع التعددي فيه والعيش المشترك والتنوع الثقافي. هذا هدفنا الساسي. ولكي نصل إلى هذا الهدف علينا ان نحافظ على التوازن الديمغرافي بين الطوائف الدينية المختلفة في لبنان.
س: هل يمكن أن تطلعينا بشكل سريع على آلية العمل على التسجيل وما هي الخدمات التي تقدمونها من خلال المؤسسة؟
ج: عندما يدخل أي شخص إلى موقعنا الإلكتروني WWW.CLFW.ORG تفتح امامه على الشاشة بشكل تلقائي صفحة للتعبئة، وكل المطلوب منه هو الإسم ورقم الهاتف وكتابة كلمات قليلة تفيد بأنه مهتم بالتسجيل. وبعد ذلك يتم تحويل الشخص إلى أحد المنسقين الذين يعملون لصالح المؤسسة وهم متواجدون في مختلف الولايات الاميركية ويتعاونون مع ممثلين لنا. فيتصل المنسق بالشخص المعني ويتابع معه الملف. وكل المطلوب من المهتمين بالتسجيل هو أن يرسلوا نسخاً عن المستندات المطلوبة منهم بحسب كل حالة، وهذه العملية اصبحت بسيطة جداً إذ أنه يمكن استخدام الهاتف الخليوي لتصوير المستندات وإرسالها بالبريد الإلكتروني. والآن استحدثت المؤسسة تطبيقاً (Application) على الهواتف الخليوية من أجل تسهيل هذه العملية. هذا يعني أن اي شخص بإمكانه ان يتسجل من دون أن يضطر للخروج من بيته او مكتبه أو يتوجه إلى اي مكان ولا حتى إلى مكان علبة البريد في الخارج. نحن نتابع ملف صاحب الطلب حتى النهاية، فنرسله إلى القنصلية وبعد ذلك نلاحق الطلب في لبنان بعد ان نحصل على رقم الحقيبة ورقم المعاملة. وأكرر بأن كل ما نقوم به مجاني وليس مطلوباً من اي شخص حتى ان يتكلف ويتصل لبنان. فنحن نقوم بملاحقة طلبه حتى النهاية. وإضافة إلى ذلك، ستجري المؤسسة سحب قرعة بمناسبة عيد الأم الذي تحتفل به الولايات المتحدة بعد ايام لاختيار اسم شخصين من الذين تقدموا بطلبات التسجيل، وسيربحان بطاقات سفر ورحلة مدفوعة التكاليف إلى لبنان هذا الصيف.
س: تقوم المؤسسة بمشروع آخر هو الأكاديمية المارونية، حيث تأخذون فيها طلاباً لبنانيين من الاغتراب للتعرف على لبنان. كم هو عدد الذين سيذهبون إلى لبنان هذا الصيف؟
ج: العام الماضي ذهب 30 تلميذاً من كل أنحاء العالم. أما هذا العام فسيذهب مئة تلميذ. وهذا المشروع مهم جداً وتقوم به المؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم مع الأكاديمية المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار. كل تكاليف الرحلة إلى لبنان مدفوعة بالكامل بما تتضمنه من بطاقة سفر وإقامة ورحلات سياحية وغيرها. كما سيستمعون إلى بعض المحاضرات والشروح حول لبنان وتاريخه وحضارته وكل ما يتعلق به.
س: ماذا كانت نتيجة هذا المشروع العام الماضي على الأرض؟
ج: بعد عودة الطلاب من تلك الرحلة إلى لبنان اصبحوا معنا وكأننا عائلة واحدة وكثيرون منهم أصبحوا ممثلين لنا في المناطق التي يعيشون فيها وهم يدعون الناس إلى التسجيل وزيارة لبنان وزيادة روابطهم مع بلد الأجداد.
س: أخيراً، من هم المنسقون الذين يعملون للمؤسسة في الولايات المتحدة؟
ج: هناك خمسة منسقين وعدد كبير من الممثلين لنا في كل الولايات الأميركية. أما المنسقون الخمسة فهم: رولا عيد (نيويورك وماساتشوستس)، جوزفين صفير (العاصمة واشنطن وتكساس)، نانو راشد (أوهايو وميشيغن)، نتالي مارون (إيلينوي وفلوريدا)، ونجيب نصر (الساحل الغربي).