البروفسور فيليب سالم لـ”جبلنا ماغازين”: خطر كبير يتهدد لبنان إذا منعت هذه السلطة حصول الانتخابات
فاديا سمعان – هيوستن
(خاص جبلنا ماغازين)
اعتبر البروفسور فيليب سالم أن "الشعب اللبناني عظيم وقوي لا يمكن أن يهزم، ولكن لم يأته قادة حقيقيون. وعلة لبنان الأساسية هي العقل اللبناني السياسي والثقافة السياسية التي أفرزت هذه الطبقة من السياسيين".
مضيفاً إن "هذه الطبقة تؤمن بأن الدولة ما هي إلا بقرة حلوب وكل ما تريد من خلال السلطة هو أن تستفيد منها".
وقال في حديث خاص لـ"جبلنا ماغازين" أجريناه معه في مكتبه في "مركز سالم للسرطان" في هيوستن: "منذ الاستقلال أتانا رؤساء نظيفون مثل فؤاد شهاب والياس سركيس وغيرهم أحبوا أن يفعلوا شيئاً للبنان، ولكن لم يأتنا قائد. ونحن بأمس الحاجة إلى رئيس قائد يعتبر السلطة مسؤولية وليست جاهاً ويملك رؤية ويعرف كيف يأخذ لبنان إلى العظمة التي يستحق أن يكون عليها".
وشدد الدكتور سالم على ضرورة بقاء الثورة في لبنان حية وأن تبقى الأرض "شعلانة"، مضيفاً إنه "يجب أن ندعم الشباب الثائرين لكي لا يجوعوا".
وإضافة إلى الثورة وتحرك الشارع، اعتبر سالم أن "لبنان اليوم لا يمكن أن نشفيه من دون الدعم الدولي"، لافتاً إلى رسالة كان قد وجهها في هذا الإطار إلى الكونغرس الأميركي في تشرين الثاني الماضي ومشاركته في محادثات مع الكونغرس عن موضوع لبنان بهدف إقناع الأميركين بأهمية وجود لبنان بالنسبة للولايات المتحدة، كون لبنان - وليس إسرائيل - هو البلد الوحيد في الشرق الذي يشكل نموذجاً لدول الغرب. وشرح أن "إسرائيل دولة مبنية على العنصرية وهي نموذج لدمج الدين بالدولة، وهذا يعاكس مبدأ الغرب بفصل الدين عن الدولة".
وأضاف: "أما لبنان فهو الدولة الوحيدة في الشرق التي ليس لها دين رسمي. ففي كل الدول العربية دين الدولة هو الإسلام، وفي إسرائيل دين الدولة هو اليهودية، ولكن في لبنان ليس هناك دين للدولة (..) كذلك البلد الوحيد للتعددية الحضارية هو لبنان. وليس هناك وطن آخر في الشرق يمكن أن يكون نموذجاً لحضارة الغرب مثل لبنان. لذا من المفروض أن يساعد الغرب لبنان لكي تبقى هذه القيم موجودة في الشرق. وأنا أقول إذا انهار لبنان أسدلت الستارة عن الحرية وأظلمت الأرض في الشرق ولا يعود هناك شيء اسمه حرية".
واعتبر سالم رداً على سؤال عن أهمية الرسالة التي وجهها نواب في الكونغرس مؤخراً بشأن لبنان إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه تحرك جيد، ولكنه يبقى شكلياً. فالأمور الهامة والعملية هي تلك التي تجري بشكل مستمر من دون أن تُنشر في الإعلام.
وعن مدى اضطلاع المسؤولين عن السياسة الخارجية في إدارة الرئيس جو بايدن بالموضوع اللبناني، قال إنهم لم يكونوا يعرفون الكثير ولكننا نخبرهم بحقيقة الأمور.
من جهة أخرى، حذّر الدكتور سالم في حديثه لـ"جبلنا ماغازين" من أن "الخطر الكبير الذي يتهدد لبنان هو أن لا تدع هذه السلطة الانتخابات النيابية تحصل ومن مسؤوليتنا نحن - في الثورة وخارجها - أن تجري الانتخابات في موعدها لنستطيع أن نخلق الطبقة السياسية الجديدة التي ستنتخب رئيساً جديداً للبلاد".
وقال رداً على سؤال: "أنا أول من كتب عن أهمية الانتشار وأن يكون جزءًا من العمل السياسي في لبنان. وضروري جداً أن يساهم المغتربون في عملية الانتخاب". ولكنني أعتبر أن الانتشار اللبناني هو نفط لبنان. فالنفط الذي يبحثون عنه في البحر مؤقت يمكن انتشاله والاستفادة منه لسنوات معدودة. أما النفط الذي لدينا فلا أحد آخر يملكه، وهو الانتشار اللبناني".
وإذ لم يحدد موقفه بالنسبة لتخصيص عدد من النواب لتمثيل الاغتراب، قال إن هذا الموضوع "يحتاج إلى دراسة وعمل جدي لدرس ما إذا كان عدد ستة نواب يكفي أم يلزمنا عشرون مثلاً".
وأعلن الدكتور سالم عن مشاركته في مؤتمر لدعم الثورة يعقد في واشنطن في 23 و24 و25 حزيران المقبل تعدّ لإقامته منظمة Shields of United Lebanon – SOUL أو "دروع لبنان الموحد"، وهي مجموعة أنشئت مؤخراً في الولايات المتحدة من قبل عدد من الناشطين اللبنانيين–الأميركيين لدعم الثورة اللبنانية ومطالبها. وأنه سيلقي كلمة في المؤتمر يوجه من خلالها رسالة هامة إلى ثوار لبنان وإلى الناشطين المجتمعين في واشنطن.