لمن سيصوّت اللبنانيون الأميركيون في 3 تشرين الثاني؟ -خاص جبلنا ماغازين
خاص جبلنا ماغازين – فاديا سمعان
مع بدء العد العكسي للساعات الفاصلة عن اليوم الانتخابي الأميركي، تتصاعد حملات المرشحيْن، الجمهوري والديمقراطي، في الولايات المتأرجحة، بهدف ضمان الفوز بأصوات مواطنيها؛ في وقت حددت غالبية الأميركيين خيارها - إن بالتصويت للرئيس الحالي دونالد ترامب أو لنائب الرئيس السابق جو بايدن - وأدلى أكثر من 90 مليون أميركي بأصواتهم حتى الآن عبر بالتصويت المبكر الذي أتيح لجميع المواطنين هذا العام بسبب وباء كورونا وتفادياً لازحام المراكز الانتخابية يوم الثالث من تشرين الثاني.
أين تقف الجالية اللبنانية من المرشحينْ؟
كما في لبنان، كذلك في الولايات المتحدة، معظم اللبنانيين المقيمين على الأراضي الأميركية مؤيدون للرئيس ترامب ويعتقدون أنه الخيار الأفضل في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، وبخاصة مع انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل. إلا أن عدداً لا يستهان به من اللبنانيين الأميركيين يؤيدون المرشح الديمقراطي جو بايدن ويعتقدون أن تأثير انتخابه على الشؤون اللبنانية سيكون أكثر إيجابية من بقاء ترامب، وبخاصة لأنه سيعيد العمل بالاتفاق النووي مع إيران.
وفي ولاية ميشيغن، وهي إحدى أهم الولايات المتأرجحة، يتردد أن الجالية اللبنانية الإسلامية هناك، ستذهب باتجاه بايدن "ضد عنصرية ترامب ومواقفه المعلنة ضد المهاجرين غير الشرعيين"، بحسب تصريحاتِ بعضهم لوسائل الإعلام الأميركية.
الشيخ محمد الحاج حسن (ميشيغن)
على عكس الموقف الإسلامي السائد في ميشيغن، يقف الشيخ الشيعي محمد الحاج حسن، وبثبات، ضد انتخاب بايدن معلناً تأييده الشديد لإعادة انتخاب الرئيس ترامب. علماً أن الحاج حسن يحمل "الغرين كارد" ولا يحق له التصويت بعد، ولكنه عمل عن قرب في الانتخابات الماضية عام 2016 ضمن الفريق العربي في حملة ترامب، والذي قاده إلى تسجيل الانتصار في ولاية ميشيغن.
يقول الشيخ محمد الحاج حسن لـ"جبلنا ماغازين" إنه يقف إلى جانب ترامب لأنه "يواجه الراديكالية الإسلامية – من إيران إلى الإخوان المسلمين وغيرهم – وإذا ما فاز في هذه الانتخابات، فإنه خلال السنوات الأربع المقبلة سيقص جوانح الجماعات الإسلامية التابعة لإيران، بما فيها حزب الله". وإذ يرفض وسم الديمقراطيين لترامب بالعنصرية، يضيف مدافعاً عن موقف ترامب: "هو حدد الإسلام الراديكالي وليس أي إسلام".
الشيخ الحاج حسن خلال لقاء مع الرئيس ترامب قبل انتخابات 2016
ويرى الحاج حسن أن "سياسة إدارة أوباما أدت إلى تعزيز قوة الجماعات الراديكالية في إيران والعالم، حتى أنها تسللت إلى وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين. إلا أنه عندما أتى ترامب، أعطى وعداً بأن مواجهة هؤلاء ستكون الأساس، ومن هنا رأينا قتل كلٍ من أيمن الظواهري وقاسم سليماني، وكذلك انهالت العقوبات على حزب الله الذي لم يتجرأ أحد في السابق على اتخاذ خطوات عقابية بحقه".
وقال الحاج حسن: "إذا فاز بايدن ستعود إيران إلى ما كانت عليه وستدخل الدول العربية في مواجهة معها. أما إذا فاز ترامب فستستكمل مسيرة السلام ونرى مزيداً من اتفاقات التطبيع، ولن يجد حزب الله خياراً أمامه سوى السير في مفاوضات السلام. لذلك، أدعو كل لبناني إلى التصويت لترامب، لأن لبنان جديداً سيولد بإذن الله في عهده".
الدكتور جوزيف أديب خليل (واشنطن)
من جهته، الدكتور جوزيف أديب خليل، وهو ناشط سياسي واجتماعي لبناني أميركي في واشنطن، يدعم بايدن في هذه الانتخابات وينتظر منه الكثير بالنسبة للولايات المتحدة كما بالنسبة للعالم وللبنان. ويقول لـ"جبلنا ماغازين": "بايدن سيخلط الأوراق في المنطقة ويعيد إحياء الاتفاق النووي الإيراني ويعيد النظر بالدعم الأميركي للسعودية كما سيرفع عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة من 18 ألفاً إلى 125 الفاً في السنة".ويضيف: "ترامب عنصري وأتعجب من تأييد أي عربي لانتخابه".
ويقول الدكتور خليل: "صحيح أن بايدن ليس الخيار الأفضل ولكنه بالطبع الخيار الأفضل مقارنة بترامب الذي أثبت فشلاً ذريعاً لناحية الاقتصاد والعلاقات مع الخارج والاتفاقات التي ألغاها".
الدكتور خليل مع رئيسة مجلس النواب (الديمقراطية) نانسي بيلوسي
ولا يعتقد خليل أن انتخاب بايدن سيؤثر على مسار مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. ويضيف: "إذا انتُخب بايدن ستكون لنا أذن تسمعنا كلبنانيين في البيت الأبيض. ولقد سمعنا من كبير مستشاريه طوني بلينكن أن بايدن سيعمل على إيجاد دعم دولي للبنان، بما في ذلك دعم صندوق النقد الدولي. كما أكد لنا أيضاً أن الولايات المتحدة تنظر بعين التقدير إلى العبء الذي يتحمله لبنان من جراء استضافته اللاجئين السوييين على أرضه وستعمل إدارة بايدن ستسعى لإعادة طوعية وآمنة لهؤلاء إلى بلدهم"
ويعتبر الدكتور خليل أن انتخاب بايدن سينعكس إيجاباً على لبنان، فهو "قريب من كثيرين من أبناء الجالية وسبق له أن زار لبنان عام 2009 حيث سلم دبابات أميركية للجيش اللبناني، علماً أنه من أكبر الداعمين للجيش اللبناني في الكونغرس".
ورداً على سؤال عما سيكون موقف مؤيدي بايدن من اللبنانيين فيما لو أعيد انتخاب ترامب، قال": سنعمل مع أي إدارة كانت من أجل قضايا لبنان".
إيلي مارون (فلوريدا)
وفي فلوريدا، يرفع إيلي مارون الصوت عالياً، إلى جانب أصدقائه وعائلته في تامبا، تأييداً لإعادة ترامب إلى البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة. ويقول: "الرئيس ترامب جعل الولايات المتحدة أكثر قوة ومناعة ورفعها اقتصادياً. وكل الكلام عن عنصريته لا اساس له ولا يعدو كونه حرباً إعلامية عليه".
إيلي مارون وزوجته في تجمع انتخابي مؤيد لترامب في فلوريدا
ويعتبر مارون أنه بالنسبة للشرق الأوسط، يبدو أن ترامب سائر باتجاه إحلال السلام في الشرق الأوسط وهذا مهم جداً لنا كلبنانيين ونتطلع إليه منذ زمن طويل كونه سيؤثر إيجاباً على بلدنا على المدى الطويل".
وأضاف: "ترامب سيساعدنا عبر إبقاء العقوبات على إيران واستكمال الضغط حتى تحل مشكلتنا المتمثلة بالسلاح غير الشرعي الذي يتحكم بلبنان.