Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • لقاء
  • إدمون عبد المسيح لـ”جبلنا ماغازين”: فليتحوّل مؤتمر الجامعة اللبنانية الثقافية في بوغوتا إلى مؤتمر تأسيسي
image

إدمون عبد المسيح لـ”جبلنا ماغازين”: فليتحوّل مؤتمر الجامعة اللبنانية الثقافية في بوغوتا إلى مؤتمر تأسيسي

جبلنا ماغازين – باريس

فيما تستعد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لعقد مؤتمرعالمي الأسبوع المقبل في العاصمة الكولومبية بوغوتا استكمالاً لمؤتمر باريس الذي عقد في أيلول 2018 ولم ينته إلى انتخاب هيئة إدارية جديدة كما كان منتظراً، دعا الرئيس السابق للمجلس الوطني الفرنسي في الجامعة، إدمون عبد المسيح، إلى تحويل هذا المؤتمر إلى مؤتمر تأسيسي يلم الشمل وينقذ الجامعة من تخبطها وانقساماتها ويعيد إليها دوراً فقدته كممثلة للاغتراب في العالم.

عبد المسيح، الذي ترشح مرتين لرئاسة الجامعة في خلال الدورتين السابقتين، أكد في مقابلة أجراها معه "جبلنا ماغازين" أنه غير مرشح هذه المرة ولا ينوي المشاركة في أعمال مؤتمر بوغوتا الذي سيعقد بين 23 و25 أيار لأنه غير معروف على أية أسس ووفق أي قانون للجامعة ستجري الانتخابات. وتطرق في المقابلة إلى أسباب الخلافات داخل الجامعة والتي دفعت بمجموعة من كوادرها إلى عقد مؤتمر في غانا قبل أشهر تحت عنوان "تعبئة الفراغ" جرى بنتيجته انتخاب رئيس وأمين عام وأعضاء جدد لمجلس الجامعة في مكان الذين انتهت مدتهم. كما تناول محطات الحوار داخل الجامعة وبين أطرافها الثلاثة ورؤيته للحل.

إدمون عبد المسيح مقيم في فرنسا منذ العام 1984، وهو رجل أعمال يملك شركات في مجال الاتصالات والتجارة العامة. انضم إلى الجامعة في العام 2008، ثم انتخب لمرتين رئيساً لمجلسها الوطني في فرنسا، وهو مؤسس مهرجان "أيام لبنان في باريس" الذي استقطب آلاف الزوار في الدورات الأربع التي نظم فيها ولاقى نجاحاً باهراً. وحاز منذ مدة على وسام الشرف من مجلس النواب الفرنسي تقديراً لدوره في تقوية العلاقات اللبنانية - الفرنسية.

-لماذا انضممت إلى الجامعة؟ وما هي الأدوار التي قمت بها عدا عن ترؤسك المجلس الوطني الفرنسي؟

انضممت إليها بهدف خدمة لبنان والانتشار وخلق تواصل بين لبنان المقيم والمغترب والدفاع عن مصالح لبنان في البلد الذي أقيم فيه ولأنني أعتبرها المنبر الوحيد البعيد عن السياسة والذي يجب أن يبقى بعيداً عن السياسة والطائفية وبعيداً عن الأنانية، لكي نقدر على جمع الناس من حوله. من أهم ما عملت عليه مع المجلس الوطني في فرنسا هو بالطبع تنظيم مهرجان أيام لبنان في باريس لأربع مرات بمشاركة 50 جمعية وبدعم من مؤسسات الدولة اللبنانية في فرنسا والسلطات الفرنسية. هذا العام للأسف ولأول مرة منذ أربع سنوات لم يجر تنظيم هذا المهرجان. ومن المسؤوليات التي توليتها أيضاً أنني كنت عضواً في لجنة إعادة صياغة قانون الجامعة التي كان يترأسها الرئيس العالمي السابق أنيس كرابيت وقدمنا فيها الكثير من الاقتراحات في مؤتمر كوستاريكا والتي تم تبنيها في مؤتمر تورنتو باستثناء بعض النقاط. وعندما كنت أتولى رئاسة المجلس الوطني للجامعة في فرنسا، وبفضل دينامية هذا المجلس وأمينه العام الدكتور نبال موسى، قدمت العديد من المشاريع لتطوير عمل المجلس الوطني وتثبيت أهميته في المجتمع الفرنسي واستعدنا اعتراف السلك الديبلوماسي اللبناني في فرنسا بالجامعة اللبنانية الثقافية، فعادت لتواكبنا في كل أنشطتنا منذ العام 2010 واستطعنا أن نبعدها عن السياسة والطائفية، وتوافقنا على ألا يكون أي مسؤول حزبي مسؤولاً في الجامعة الثقافية. ومن بين النشاطات التي قمنا بها، تنظيم العديد من المحاضرات، منها محاضرة عن الانتخابات النيابية ومشاركة المغتربين فيها والكثير من اللقاءات وحفلات التكريم ودعم للجمعيات الخيرية والنشاطات الثقافية. وكذلك يعود للمجلس الوطني الفرنسي الفضل الكبير في استحصال الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على الحق الحصري لتنظيم مسابقة ملكة جمال الاغتراب في مهرجانات ضهور الشوير.

-هل كان لك دور في المفاوضات التي جرت لتوحيد الجامعة؟

نعم، فلقد كنت عضواً في لجنة الحوار لوحدة الجامعة بين كل الأفرقاء وكنت من أول المبادرين - مع آخرين بالتأكيد - لتوحيدها. وأعتقد أنني تمكنت من تقريب وجهات النظر على أيام الرئيس أليخاندرو خوري وأيضاً على أيام الرئيس الياس كساب وعملت على إقناع أطراف الجامعة الثلاثة بالجلوس معاً على طاولة الحوار.

-وعلى أية أسس كان يجري التفاوض لتوحيد الجامعة؟

على أسس استقلالية الجامعة، وخصوصاً من مفاعيل ما يسمى بالمادة 12 في مديرية المغتربين، أي أن تكون جامعة مستقلة ومؤسسة عالمية مرتبطة بالأمم المتحدة، غير حكومية وغير طائفية وغير سياسية. سبق لي أن أكدت مرات عدة أنني ضد المادة 12 وأبلغت موقفي هذا للأستاذ هيثم جمعة عندما كان لا يزال مديراً عاماً للمغتربين وقلت له إن هذه المادة لا يمكن أن تطبق على الجمعيات المنضمة للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، أولاً لأن الجمعيات مرتبطة بالدول التي أنشئت وتعمل فيها، ثانياً لأن الدولة اللبنانية لا يمكن لها أن تتدخل بالجمعيات أو باختيار أعضائها وانتخاب مسؤوليها، ثالثاً لأن المادة 12 برهنت أنها لا يمكن أن تساعد، لا الجامعة ولا الاغتراب. وأذكّر بأن وزير الخارجية جبران باسيل قال في مؤتمر الطاقة الاغترابية في بيروت أنه سيعمل على تقديم مشروع قانون لإلغائها. والآن برأيي المادة 12 أصبحت وراءنا ولكن يجب أن نشدد على رفضنا لزجها في قانون الجامعة ويجب أن نتلاقى مع الأفرقاء الآخرين على هذا البند ونرفضها. ولكن هذا لا يمنع أن نتواصل مع الدولة اللبنانية. بل أدعو لأن تكون هناك وثيقة تعاون وتنسيق بين الدولة اللبنانية والجامعة، خصوصاً وأننا ندعو لأن تكون الجامعة هي المؤسسة الوحيدة وطنياً التي تمثل اللبنانيين المغتربين.

-وأين أنت اليوم من الجامعة الثقافية؟

أنا اليوم خائب الأمل بها كمؤسسة عالمية. أذكّر هنا بما يصفها به زميلنا في أستراليا أنطوان غانم الذي يقول إنها أصبحت نادياً خاصاً لبعض الأشخاص. يجب علينا اليوم أن نتحلى بالجرأة والمسؤولية فنقول إن الجامعة هرمت وتعبت وأصبحت بحاجة لإعادة تأسيس. هذا حصل بسبب عجرفة بعض الأشخاص الذين أتهمهم اليوم بأنهم يأخذون الجامعة كرهينة بين أيديهم، عالمياً وفي الدول التي يعيشون فيها. الجامعة تخلو يوماً بعد آخر من الأشخاص المندفعين بالفعل للعمل في إطارها. هناك الكثير من الأشخاص المندفعين للعمل، ولكن للأسف سلوك البعض، إن كان لسبب الشخصنة أو السياسة، يبعد كل هذه الطاقات عن خدمة الجامعة وخدمة الاغتراب. منذ حوالي 10 سنوات وأكثر يتحدثون عن تغيير قوانين الجامعة، ولكن كما كان يقول البطريرك صفير - رحمه الله - يجب تغيير النفوس قبل تغيير النصوص. يعني اليوم إذا لم نغير النهج لن نصل إلى أي مكان. فنحن أصبحنا عندما نذهب إلى مؤتمر للجامعة، نذهب إلى المؤتمر ونتعارك مع بعضنا فقط لكي ننتخب رئيساً، فننتخب ثم نذهب إلى بيوتنا ولا نبحث في أية مشاريع. للأسف الجامعة اليوم لم تعد تحمل مشروعاً. فأين أصبحت الجامعة اليوم من الرسالة التي أنشئت من أجلها؟ وأين كانت الجامعة من الانتخابات النيابية التي شارك فيها المغتربون للمرة الأولى العام الماضي؟ وأين الجامعة من موضوع استعادة الجنسية بعدما أصبح قانوناً؟ ولماذا لا نفعل مثلاً مثلما تعمل المؤسسة المارونية للانتشار على هذا الصعيد؟ كثيرون ممن يعتبرون أنفسهم بأنهم الجامعة لا يقومون بشيء. فلنأخذ مثالاً على ذلك البرازيل. هناك شخص يأخذ الجامعة كرهينة في البرازيل كما في المؤتمرات العالمية للجامعة ويمنع على الآخرين تطويرها. ونحن لا نرى نشاطات ولا منتسبين في البرازيل ولا وجود للجامعة هناك ومن أتحدث عنه هو رئيس عالمي سابق. ليس لدي شيء ضد شخصه ولكنني أتحدث عن سلوكه تجاه الجامعة. في كل مؤتمر - كل عامين - مشكلتنا معه. وكل سنتين نخسر عدداً من الناشطين بسببه. هذا لم يعد مقبولاً. واليوم نعمل لوضع قانون، ولكن لأن هذا الشخص يرفضه، لا نسير به، ودائماً تعود الإدارة للرضوخ لمشيئته. وهذا ما حصل في مؤتمر باريس الأخير.

-وكيف ذلك؟

في مؤتمر تورنتو قبل 3 سنوات، كنت مرشحاً وأصريت على ترشيحي وكانت أول مرة منذ زمن بعيد تجري فيها انتخابات لرئاسة الجامعة بين عدد من المرشحين، مما أدى إلى كشف المستور وتظهير الفروع الوهمية، كما لم يكن هناك أي شيء قانوني على صعيد التمثيل واحتساب الأصوات في الانتخابات، فعلى سبيل المثال يأتي ممثل البرازيل ليقول عندي 90 صوتاً، ويأتي ممثل المكسيك ليقول عندي 25 صوتاً، وممثل أستراليا 70 صوتاً، وهكذا دواليك. هذا غير مقبول. وأنا أشهد أننا في مؤتمر تورنتو كنا سنغير هذا الوضع ولكننا في النهاية وصلنا إلى توافق على أن نترك المجال للبرازيل لتعطينا عرضاً بخصوص ثلث البرازيل (ثلث مجمل الأصوات)، وأصلاً ليس هناك شيء اسمه ثلث البرازيل. هذا اتفاق كان أبرم مع اتحاد الأندية البرازيلية والآن هذا الاتفاق لم يعد موجوداً. ليس لدينا شيء ضد البرازيل ولكن هناك مشكلة مع النهج، فليس هناك جامعة فعلية في البرازيل مع أن البرازيل بلد كبير وفيه عدد هائل من اللبنانيين والمتحدرين.

-ولكن هل تقع كل الملامة على شخص واحد في ما آلت إليه الجامعة؟

لا بالطبع. مشكلتي مع المحازبين بشكل عام. فهم يزجون بأحزابهم في أمور الجامعة. هذه الأحزاب ناضلت من أجل لبنان وقدمت الشهداء من خيرة شباب لبنان، ولكن هناك اليوم محازبون يستغلون هذا الوضع باسم أحزابهم فيما الأحزاب "ما معها خبر". المحازبون يأخذون الجامعة إلى مكان آخر. يأخذونها رهينة فيضعونها في جيبهم ويشلونها ولا يقومون بأي نشاط. وبهذه الممارسات، يمنعون انفتاح الجامعة على سائر اللبنانيين المقيمين في دولهم، أفراداً كانوا أم جمعيات.

-كنت سابقاً عضواً أساسياً في لجنة شكلت من أجل إصلاح الأوضاع التنظيمية والإدارية في الجامعة، أين أصبحت هذه اللجنة وهل تمكنت من تحقيق إصلاحات؟

لجنة الإصلاح شكلت في ضوء ما حصل في مؤتمر تورنتو الذي أوجد مزيداً من الشرذمة في الجامعة. شُكلت اللجنة بعد المؤتمر بستة أشهر وباشرت عملها وقامت باجتماعات أسبوعية لأعضائها عبر سكايب، وسلمت عدداً من الاقتراحات إلى إدارة الجامعة ولكن لم يكن هناك تجاوب مع اقتراحاتنا.

-حصلت انتخابات للجامعة مؤخراً في غانا تحت عنوان تعبئة الفراغ، وانتخب رئيس جديد وأمين عام وعدد من نواب الرئيس نتيجة عدم إجراء الانتخابات في مؤتمر باريس العام الماضي. فما هو موقفك من مؤتمر غانا والهيئة الانتقالية لإنقاذ الجامعة، وأنت تلتقي مع الأعضاء على الكثير من النقاط؟

الأصدقاء الذين اجتمعوا في غانا كلهم موضع احترام لدي وكلهم قدموا الكثير للجامعة وأنا أعرف أن نواياهم طيبة وهمهم مستقبل الجامعة. التناقض الوحيد بيني وبينهم هو أنني كنت دائماً أقول لهم أن يبقوا النقاش داخل مؤسسة الجامعة. لست موافقاً معهم على إجراء انتخابات واختيار رئيس وأمين عام ونائب رئيس وغير ذلك، فأنا أرفض الانشقاقات. أنا أسميها انشقاقات ولكنهم يسمونها تعبئة فراغ بسبب عدم إجراء الانتخابات في مؤتمر باريس الأخير. رغم اعتراضي، أنا مقتنع بنواياهم ولا ننسى أن ذهابهم إلى غانا وانتخاباتهم هناك جاءت بعدما فشل مؤتمر باريس في إجراء الانتخابات.

-وما الذي حصل في مؤتمر باريس في أيلول الماضي؟ ولماذا أرجئت الانتخابات؟

حسناً، في مؤتمر نيويورك الذي سبق باريس ببضعة أشهر، جرى تمديد فترة ولاية كساب لستة أشهر، وشكلت لجنة برئاسة المحامي ستيف ستانتون للتواصل مع جميع فروع الجامعة بهدف التأكد من شرعيتها وحقها بالتصويت، ولكن لم يحصل ذلك. فوصلنا إلى مؤتمر باريس دون أن يتغير شيء. وفي باريس كنت مرشحاً لرئاسة الجامعة وكان الجميع يؤكد لي أنه سيصار إلى تطبيق القانون الجديد في الجامعة لدى التصويت، ولكن عندما بدأ المؤتمر أعماله علا صراخ ممثل البرازيل وبعض المحازبين واستمر الصراخ بين هذا وذاك على مدى 3 أيام وأكثر. وفي النهاية قال الرئيس الياس كساب "سنشكل لجنة".فقلت عندها "إذا كنت أنا المشكلة وليس هناك توافق على انتخابي، فليبق الياس كساب رئيساً ووسام قزي أميناً عاماً لتفادي الفراغ وشكلوا اللجنة التي تريدونها". فرفضوا وقاموا بتشكيل لجنة رئاسية. وكما نرى الآن، هذه اللجنة لم تصل إلى أي مكان بل أوجدت فراغاً في الجامعة. بعد كل ذلك، قررت أن أتنحى وأبتعد عن يوميات الجامعة. مع الإشارة إلى أن مؤتمر باريس أيضاً تحول إلى مناسبة للتهجم على وزير الخارجية جبران باسيل ومؤتمر الطاقة الاغترابية. وأتساءل هنا لماذا لا تشارك الجامعة في مؤتمر الطاقة الاغترابية أو تقوم بعمل مشابه بدلاً من انتقاده؟ فنحن علينا كجامعة ثقافية أن نواكب أي عمل يفيد الاغتراب.

-في ظل كل ما يجري، ماذا تتوقع من مؤتمر بوغوتا المقبل وهل أنت أحد المرشحين فيما لو حصلت الانتخابات؟

لست مرشحاً في مؤتمر بوغوتا. فأنا أعتبر أنه لم تعد هناك صيغة ورؤية للجامعة الثقافية وليس هناك ما يؤكد بأن القانون الذي صوتنا عليه في نيويورك سينفذ في بوغوتا. وأنا هنا أوجه السؤال إلى رئيس اللجنة الرئاسية الحالي الياس كساب عما هي الصيغة التي سيتم اعتمادها في بوغوتا ومن يحق له أن يصوت وما هي الآلية التي ستعتمد؟ فليس هناك من قانون للجامعة برأيي، ولذلك لن أترشح. وأنا أدعو إلى تحويل مؤتمر بوغوتا إلى مؤتمر تأسيسي وليس انتخابياً. المؤتمر التأسيسي هو للمّ الشمل وإعادة الثقة وإعادة الجامعة للعب الدور الذي أنشئت من أجله. لقد سألت يوماً أحد قدامى المناضلين في صفوف الجامعة، وهو الدكتور كميل طويل عما يمكننا أن نفعله لتطوير وإنقاذ الجامعة، فأجاب: "يكون ذلك بإعادتها أربعين سنة إلى الوراء، أي إلى مبادئها ورسالتها". فاليوم وصلت الجامعة إلى لا مكان ولا دور ولا مشروع تعمل لأجله، ما عدا الشبيبة الذين أحييهم وأقول أن آمالنا فيهم كبيرة. الجامعة عضو في الأمم المتحدة، فماذا نفعل على صعيد ملف اللاجئين الموجودين في لبنان؟ وماذا نفعل على صعيد التواصل مع المبدعين من أصول لبنانية في العالم ورجال الأعمال والمثقفين وكل من يستطيع أن يساعد ويدعم لبنان؟ لذلك أدعو اليوم لتحويل مؤتمر بوغوتا إلى مؤتمر تأسيسي وتنبثق منه هيئة عالمية تعمل على تأسيس الجامعة من جديد لإعادة الثقة ولمّ الشمل.

-وما هو تصورك لهذه الهيئة التأسيسية وللدور الذي تدعوها للقيام به؟

يجب أن لا تكون مشكّلة من المسؤولين السابقين أو المسؤولين الحاليين رغم كل الاحترام الذي أكنه لهم لأنهم فشلوا في تطوير الجامعة ولم شملها. بل أدعو لتشكيلها من أعضاء سابقين قبل انشقاقها ومن مفكرين وديبلوماسيين ورجال قانون ومختصين بشؤون الانتشار من خارج الجامعة، وأن يترأسها شخص كالسفير السابق بطرس عساكر الذي لديه رؤية توحيدية للجامعة، أو كالسفير السابق ناجي أبو عاصي الذي هو صاحب فكرة النأي بالنفس ولبنان الحيادي، عدا عن أنه خبير بالاغتراب. وأضيف أن هذه الهيئة يجب أن تشمل الإدارات العالمية المتعددة للجامعة - والتي صار عددها ثلاثة أو أربعة - وأن تعمل بالتنسيق والتعاون مع الدولة اللبنانية وبعثاتها الديبلوماسية، ولكن باستقلالية تامة عنها.

-وكيف تلخص العُقد المحيطة بالجامعة؟ ما الذي يجعلها تتخبط في مكانها فلا تحل مشاكلها الداخلية لتستطيع أن تتقدم إلى الأمام؟

أضيف على الأسباب التي ذكرتها سابقاً عدم ثقتنا ببعضنا، شخصنة الأمور، عدم تطبيق القانون وعدم وجود آلية لتطبيق القانون. فلم يعد هناك مشروع للجامعة. يجب أن يكون لها خطة عمل على مدى خمس أو عشر سنوات. الفروع في كل بلد يجب أن تثبت شرعيتها وتلتزم بالقوانين وأن تتقارب من البعثات الديبلوماسية والقناصل الفخريين وكل من يستطيع أن يدعم عملها. الجامعة اليوم "ختيرت" ويجب أن نعيد تكوينها على أسس سليمة بالتعاون مع الدولة اللبنانية لكي نستطيع أن نكون قوة ضغط لخدمة لبنان والدفاع عن مصالحه في الدول التي نحن فيها ولكي نستطيع أن نمثل الاغتراب. فالآن لا يمكن أن نقول إننا نمثل الاغتراب ونكون صوته إذا لم نكن جامعة واحدة ومتماسكة منبثقة من الانتشار وتُشعر المغترب بأنها بالفعل تمثله وليست ملكاً لأشخاص يأخذونها رهينة.

-هل ستحضر مؤتمر بوغوتا بعد أيام وتطرح اقتراحك لإعادة التأسيس؟

في ظل الوضع الذي وصلنا إليه، اخترت أن أكتفي بقول بوجهة نظري عبر هذه المقابلة لكي لا يتكرر ما حصل في باريس في مؤتمر بوغوتا. وهذه المقابلة ليست لنشر الغسيل، لكن هي صرخة ضمير منبثقة من العقل والقلب ومبنية على واقع مرير نعيشه يومياً في الجامعة. وأوجه النداء إلى كل المسؤولين ليكونوا على قدر المسؤولية الوطنية لإنقاذ وإعادة بناء الجامعة.

-لقد أخذتَ على المجتمعين في غانا أنهم كان يجب أن يعارضوا من الداخل ويشاركوا في المؤتمرات من أجل الدفاع عن وجهة نظرهم، واليوم أنت تقاطع المؤتمر. فلماذا لا تذهب وتدلي بوجهة نظرك في بوغوتا؟

يد واحدة لا يمكنها التصفيق وإذا ذهبتُ سيعلو الصراخ "على الفاضي". ومأخذي الوحيد على الذين اجتمعوا في غانا هو لو أنهم شاركوا معنا في مؤتمر نيويورك أو في باريس لما كنا وصلنا إلى هنا. وأنا اليوم أقول إذا كانت هناك نية لتحويل مؤتمر بوغوتا إلى مؤتمر تأسيسي تنبثق عنه هيئة مستقلة، أكيد سوف أشارك.