Follow us

image

لماذا تصويت لبنانييّ الانتشار في الانتخابات النيابية حقّ لا يمارسونه؟

خاص جبلنا ماغازين

في العام 2008، صدر قانون عن مجلس النواب اللبناني ينص على آلية متكاملة للمغتربين لكي يصوتوا في السفارات والقنصليات اللبنانية وينتخبوا نواب مناطقهم. ولكن في الانتخابات التي جرت عام 2009، تسجلت أعداد ضئيلة جداً من المغتربين من أجل ممارسة هذا الحق. وهذا العام أيضاً، سجلت رغبة خجولة في المشاركة بحيث لم يتعد الرقم حتى اليوم 5500 ناخب مسجل، من أصل 550 ألف ناخب مغترب. فما هي أسباب هذا التقاعس؟ هل هي مسؤولية الدولة أم المغتربين؟ وما هي السبل لجعل الانتشار أكثر اهتماماً بالمشاركة في القرار؟

هذه التساؤلات وغيرها ستكون محور ندوة بعنوان "حق التصويت للبنانييّ الانتشار"، تقام في 23 شباط الجاري في مقر مجلس النواب الفرنسي برعاية السفارة اللبنانية في باريس، ينظمها المجلس الوطني الفرنسي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بالتعاون مع الهيئة الثقافية العالمية في الجامعة وبمشاركة النائبين نعمة الله أبي نصر وغسان مخيبر، والخبير العالمي في الأنظمة الانتخابية السيد كمال فغالي والنائب الفرنسي من أصل لبناني الدكتور إيلي عبود، إضافة إلى الرئيس العالمي للجامعة السيد الياس كساب ورئيسة المجلس الوطني الفرنسي ارتميس كيروز، والأمين العام السيد ابتسام نصر. وتدير الندوة رئيسة الهيئة الثقافية في الجامعة الدكتورة كريستيان صليبا.

تنطلق الندوة عند الساعة السادسة مساء الخميس بتوقيت العاصمة الفرنسية، وتنقل وقائعها عبر الفايسبوك مباشرة، وبشكل خاص على ULCM FRANCE Public Group|Facebook، حيث ستتاح المشاركة إلكترونياً للمغتربين عبر الإجابة على تساؤلاتهم حول هذا الموضوع.

الدكتورة صليبا

رئيسة الهيئة الثقافية في الجامعة الدكتورة كريستيان صليبا أوضحت لـ"جبلنا ماغازين" أن الهدف من الندوة "إطلاق تحرك اغترابي عالمي حول حق التصويت للبنانيي الاغتراب، وهو حق أهمل على مدى القرن الماضي، وليست له آلية فعالة لتطبيقه في بلدان الاغتراب حتى اليوم"، مشيرة إلى أنه "جرى اختيار مقر مجلس النواب الفرنسي لعقده لما يرمز اليه هذا الأخير من أسس للديقراطية والحرية والمساواة وحق الشعب في اختيار ممثليه المخولين الحفاظ على كرامته".

ورداً على سؤال عما يمكن أن يضيفه الصوت الاغترابي إلى الانتخابات النيابية اللبنانية، شرحت صليبا أن المغتربين "يغدقون على علائلاتهم بالعون الاقتصادي والمعيشي، كما ان الجاليات اللبنانية حاضرة الى جانب الشعب اللبناني في أفراحه وأتراحه وفي انفتاحه على العالم والحضارات الاخرى وتشاركه همومه وافراحه وحروبه وسلمه،...أقله يجب إعطائها الحق باسترداد صوتها الانتخابي لتوطيد علاقتها بالقرار الوطني وتفعيل شعورها بالانتماء الى هذا الوطن".

وأضافت: "من ناحية أخرى إن خبرة الاغتراب في البلدان المضيفة سمحت له بممارسة الديمقراطية بعيداً عن الطائفية والمحاصصة وسمحت لأبناء الشعب الواحد المتعدد الانتماءات بعيش دولة المساواة امام القانون، فتصويت أبناء الجالية سيكون أملا لأبناء لبنان بالتصويت بحرية، بعيدا عن الضغوط، وبالمساهمة في انتخابات حرة مبنية على رؤية واضحة متمدنة هدفها التمثيل الصحيح والعادل لبناء وطن يحلو العيش فيه".

نعمة الله أبي نصر

من جهته، أعرب النائب نعمة الله أبي نصر عن خيبة أمله لتعامل لبنان الرسمي مع مغتربيه، وقال لـ"جبلنا ماغازين": نحن أكثر دولة تحتاج إلى مغتربيها، وأكثر دولة تهملهم في الوقت ذاته. فنحن نشحذ منهم الاهتمام والمال ولكننا لا نقدم لهم شيئاً في المقابل". وتساءل: "لماذا 6733 لبنانياً فقط أبدوا في العام 2009 رغبتهم بالمشاركة في التصويت من الخارج؟ بينما نرى مثلاً أن دولة السويد لديها 21 ألف مغترب فقط، شارك من أصلهم 16 ألفاً و632، أي ما نسبته 77% من المغتربين في التصويت بالانتخابات؟ طبعاً هناك تقصير مزمن من الدولة اللبنانية، وقد يكون السبب اعتبار السياسيين هنا أن المغتربين ينتمون بمعظمهم إلى طوائف معينة".

وكشف أبي نصر أنه حتى اليوم، تسجل في الخارج 5500 لبناني فقط للاقتراع في السفارات والقنصليات هذا العام. وإذ تساءل لماذا هذا العدد الضئيل؟ قال: "علاقة فقدان ثقة تربط المغتربين بالدولة، كما أن التقنية غير مستكملة بعد لاقتراع المغتربين، رغم صدور القرار الذي يتيح لهم ممارسة هذا الحق منذ العام 2008".

وأشار إلى أن القانون الساري حالياً بالنسبة للانتشار، هو أن ينتخب المغتربون نواب مناطقهم. أما اقتراح استحداث 6 أو 12 مقعداً جديداً لنواب يمثلون الاغتراب، والذي تقدم به ابي نصر في العام 2003، فهو يحتاج إلى تعديل دستوري.

ورداً على سؤال عن إمكانية اعتماد التصويت الإلكتروني في الخارج تسهيلاً لمشاركة المغتربين، نظراً لبعد المسافات بين مراكز البعثات اللبنانية وأماكن سكن المقترعين، قال ابي نصر: "الانتخاب الإلكتروني يحتاج إلى تضحية من قبل الدولة. ولكن الموضوع يستأهل التضحية، ولم لا؟ خاصة وأن الخارجية اللبنانية تتواصل بشكل مباشر مع الاغتراب من خلال مؤتمر الطاقة وزيارات الوزير جبران باسيل إلى دول الانتشار".

الخبير كمال فغالي

بدوره، استغرب الخبير في الأنظمة الانتخابية السيد كمال فغالي ضعف إقبال الناخبين في الخارج على المشاركة في التصويت، وقال لـ"جبلنا ماغازين": "ما هو شبه مؤكد أن عدد الناخبين اللبنانيين في الانتشار هو 550 ألفاً، ولكن مع الأسف هناك 1% من بينهم فقط يرغبون بالتصويت. وأنا لا أرى حلاً لهذا التقاعس إلا عبر تخصيص مقاعد لنواب يمثلون الاغتراب. فكيف لناخب مهاجر أن يعرف المرشحين في منطقته وتوزعهم الطائفي بحسب قوانين الانتخاب اللبنانية لكي يصوت؟"

ومن جهة أخرى، اعتبر فغالي أن "أصوات المغتربين، حتى ولو شاركوا جميعهم بالاقتراع، لن تؤثر على نتائج الانتخابات اللبنانية، ذلك أن المغتربين يشبهون المقيمين من حيث اتجاهات تصويتهم. وهذا ما لمسناه من خلال الناخبين المغتربين الذين جيء بهم إلى لبنان عام 2009 للإدلاء بأصواتهم. فجاء صوت كل ناخب للجهة السياسية التي تكبدت مصاريف الرحلة".

(في ما يلي بعض الجداول التي أعدها السيد فغالي لطرحها في الندوة الباريسية الأسبوع المقبل عن الناخبين اللبنانيين في الخارج:)