ماذا في جعبة ترامب للبنان وماذا يريد لبنان من الإدارة الجديدة؟
فيلادلفيا - جبلنا ماغازين ومصادر أخرى
انطلاقاً مما سبق وأعلنه الرئيس الأميركي المنتخب حديثاً دونالد ترامب من أنه يأتي إلى البيت الأبيض لتغيير وتصحيح الكثير من السياسات التي انتهجها عهد سلفه باراك أوباما الداخلية والخارجية، من الطبيعي أن يتساءل اللبنانيون عما إذا كان بلدهم في جدول أعمال الإدارة الأميركية الجديدة وما إذا كانت إدارة ترامب ستوليه بعض الاهتمام وسط زحمة الملفات التي تنتظرها، خصوصاً بعد سنوات غاب فيها لبنان بشكل شبه كلي عن دوائر البيت الأبيض.
فماذا يقول عن ذلك معنيون بالملف اللبناني في الولايات المتحدة – ومعظمهم ساهموا أو عملوا بشكل مباشر في حملات ترامب الانتخابية؟ وماذا يريد اللبنانيون من ترامب؟
فارس
يوضح الدكتور وليد فارس، أحد مستشاري ترامب لشؤون السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية، أن المبدأ الأول في سياسة ترامب هو حماية لبنان مما يحصل في المنطقة ومساعدة اللبنانيين من أجل إحداث التقدّم والخروج من “الستاتيكو”، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي الجديد يريد أن يعود لبنان إلى الإزدهار، لأنه يحب لبنان ما قبل الـ1975.
ورأى فارس في اتصال مع محطة “MTV” أن "هذه هي المبادئ العامة لسياسة ترامب تجاه لبنان ولكن الكلام عن مشاريع للوصول إلى ذلك مبكر. ويجب أن ننتظر استلام ترامب مقاليد السلطة". وأضاف: “ترامب يريد إعادة لبنان إلى الخارطة وإخراجه من “الستاتيكو”، فهو لديه أصدقاء كثر من أصل لبناني عايشوا مرحلة ما قبل الـ1975″، مشيرا إلى أنه لا يقصد بكلامه إعادة لبنان إلى ما قبل هذا التاريخ بإعادة أجهزة السلطة إلى ما كانت عليه، وإنما إعادة الأمان إلى البلاد وإعادة الجيش ومؤسسات الدولة إلى ما كانت عليه من قوّة".
وعن موقف ترامب إزاء “حزب الله”، أكد فارس أنه لن يكون مغايراً عن موقف الإدارة الاميركيّة الحاليّة، مشددا على أن ترامب يريد ألا يكون لبنان بحاجة لأي قوى عسكريّة غير الجيش من أجل حفظ الأمن. وتابع: "أما كيفية العمل من أجل الوصول إلى ذلك فهذا الأمر سيظهر لاحقاً".
وعن أن ترامب يتعاطف مع الأسد ويقوم بتقسيم العالم مع الرئيس الروسي، أشار إلى أن "الأمر غير صحيح وما قاله هو أن هناك دولاً نووية كروسيا ولها وجود في سوريا، وتركيز ترامب على موضوع “داعش” لا يعني أنه يريد أن يعود النظام إلى بسط سيادته على كامل سوريا”.
إلى ذلك، جدد فارس قوله إن ترامب يريد إنهاء مسألة الإرهاب في سوريا أولاً ومن ثم إيجاد توازن بين النظام والمعارضة السورية من أجل الذهاب نحو الحل السياسي، وتابع: الأولوية لدى الإدارة الأميركيّة هي القضاء على “داعش” واستبدالها بالقوى المعتدلة وهذا قد يحتاج إلى بعض أدوار الدول العربيّة المعتدلة.
حرب
من جهته، مدير التحالف الأميركي - الشرق الأوسطي الداعم لترامب السيد توم حرب، توقع ألا يشكل لبنان أولوية
لدى العهد الاميركي الجديد، لكن الملفات المهمة التي سيعمل عليها تبقى مرتبطة بالوضع اللبناني بشكل مباشر وغير مباشر.
وقال حرب لجريدة "النهار": "لبنان موجود على أجندة العمل الاميركية الجديدة لكنه ليس أولوية، على اعتبار ان اللبنانيين لا يعلمون ماذا يريدون من الادارة الجديدة، واذا طرح ترامب السؤال على المسؤولين اللبنانيين، أشك أن أحداً قد يستطيع أن يجيب بصراحة". وأضاف: "لا احد يستطيع ان يساعد لبنان الا اللبنانيين انفسهم، والمجتمع الدولي سيكون الى جانبهم في اي قرار يتخذونه. هناك قرارت دولية وضعت لمساعدة لبنان، ويجب تطبيقها ولا يستطيع المجتمع الدولي ان يطبقها اذا كان اللبنانيون لا يريدون ذلك، من القرار 1559 وصولا الى 1701، هل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقدران على اتخاذ قرار كبير مثل نزع سلاح حزب الله؟ طبعا لا في ظل الوضع الجديد في لبنان، وامام هذا الواقع لن يأتي ترامب وينفذ قرارات دولية اللبنانيون يتهربون منها، وعليهم أن يعوا ماذا يريدون من الإدارة الاميركية".
ولفت حرب إلى أن ملف اللاجئين السوريين وضرب "داعش" يمثلان أولوية لترامب بعد إعادة النظر في الاتفاق النووي الايراني. وقال: "الرئيس الاميركي الجديد سيسعى لإقامة مناطق امنة للاجئين السوريين في الداخل السوري وحمايتهم من اي اعتداء، والحفاظ عليهم في بلدهم والعمل على اعادة المنتشرين في دول الجوار ومنع تهجيرهم الى لبنان والاردن وتركيا واوروبا".
صوما
عضو لجنة الدعم الأميركية - الشرق أوسطية في حملة ترامب الانتخابية، البرفسور غبريال صوما (المقيم في نيوجيرسي)، أجاب على سؤال طرحه عليه "جبلنا ماغازين" عما في جعبة الإدارة الأميركية الآتية إلى البيت الأبيض للبنان، بالقول: "فليطمئن اللبنانيون في وجود ترامب في سدة الرئاسة الأميركية، فهو يجمع من حوله عدداً من المستشارين والمقربين البنانيين الذين يحملون هموم لبنان على أكتافهم وسيتولون نقل صوت اللبنانيين والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم لدى الإدارة الأميركية”. وأضاف: الظرف اليوم مناسب جداً للبنانيين بشكل عام لكي يستفيدوا من وجود ترامب في الرئاسة. ولكن المطلوب أن يتفقوا على أولوياتهم ومن ثم يعرضوها على الإدارة الأميركية الجديدة وسيكون ترامب على أتم الاستعداد للتعاون ومد اليد. ونحن ندعو أصدقاءنا في لبنان إلى التواصل معنا من أجل عرض ما يريده لبنان إلى ترامب”.
وأضاف صوما: "مشاكل لبنان هي جزء من مشاكل الشرق الأوسط وإدارة ترامب ستولي أهمية لموضوع لموضوع اللاجئين السوريين والعراقيين، كما هي ستولي الكثير من الاهتمام والدعم لمسيحيي الشرق الأوسك ولمسيحيي لبنان أيضاً ولن تقبل بأت يقلَّل من شأنهم أبداً، وحقوقهم من الأولويات”.
ولفت البروفسور صوما إلى أن ترامب سيحاول معالجة الوضع في سوريا بما يسمح للنازحين بالعودة.
بريدي
السياسي اللبناني - الأميركي الدكتور طوني بريدي، وهو مستشار رئيس لجنة الدفاع والأمن في الكونغرس، النائب الجمهوري دانكن هانتر، قال لـ"جبلنا ماغازين" إن "ما نتطلع إليه كلبنانيين من الإدارة الأميركية الجديدة أن تهتم بالجيش اللبناني لأن الخطر موجود، وهو يحيط بلبنان من الداخل والخارج، لأن لبنان لا يملك الإمكانيات الدفاعية الكاملة لتأمين الأمن. كما سندعو الإدارة الجديدة إلى دعم التعليم في لبنان لكي نمكن الجيل الجديد من تخطي الحواجز الطائفية والمذهبية ونوجد لديه الرقي الفكري المطلوب لجعله يتولى قيادة مستقبل البلد من بعدنا. وكلبناني أميركي، سأعمل على التواصل مع فريق ترامب من أجل لبنان. وبحكم مهمتي كمستشار لهانتر المقرب جداً من الرئيس الجديد، ستكون موقفنا قوياً جداً لدى ترامب لتلبية طلباتنا في خدمة لبنان".
ولفت بريدي إلى أن إدارة ترامب ستولي اهتماماً لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان والتي تشكل عبئاً اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وديمغرافياً لا طاقة للبنان على تحمله".
وأضاف بريدي: "هناك هاجس لدى البعض في لبنان تجاه الرئيس ترامب حيث يعتبرونه عدواً للعرب والمسلمين، وهذا خطأ في التوصيف اعتمدته الحملة الانتخابية للمرشحة المنافسة بهدف الفوز عليه. وهذا أمر طبيعي في الحملات الانتخابية حيث يجري تضخيم بعض المواقف والبناء عليها.
فرحة
بدوره تحدث لـ"جبلنا ماغازين" السيد أديب فرحة، المستشار الأعلى في المركز اللبناني للمعلومات LIC في واشنطن، وهو كان مناهضاً لدونالد ترامب ومؤيداً لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. فقال: "أتقبل النتيجة انطلاقاً من التزامي بالديمقراطية وأدعو للرئيس ترامب بكل خير لما فيه مصلحة أميركا والشعب الأميركي. وكلبنانيين، نتأمل أن تستمر المساعدات الأميركية المالية والعينية للجيش اللبناني وقوى الأمن ودعم لبنان في تنفيذ القرارات 1559 و1701 والعمل على فصل شؤون لبنان عن مشاكل المنطقة والمساعدة في موضوع اللاجئين السوريين والتصدي لبعض الدعوات إلى توطينهم في لبنان، لأن لبنان لا قدرة له – لا على الصعيد الاقتصادي، ولا على الصعيد الاجتماعي ولا التربوي ولا السياسي على تحمل عبء هذا التوطين".
وأضاف فرحة: "نأمل أن يعود لبنان من ضمن أولويات السياسة الأميركية للشرق الأوسط لأن في ذلك مصلحة مشتركة للبنان والولايات المتحدة".
وردأ على سؤال عن موقفه مما نقله الدكتور فارس من أن الرئيس الأميركي الجديد يريد أن يعود لبنان إلى الإزدهار، لأنه يحب لبنان ما قبل الـ1975، قال فرحة: "لم نسمع هذا الكلام من ترامب، إنما من الدكتور فارس الذي أحترم. وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فنقول "من تمو لباب السما".
الشيخ محمّد الحاج حسن
من جهته، رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمّد الحاج حسن، وهو عضو بارز في لجنة الدعم الأميركية - الشرق أوسطية في حملة ترامب ومقيم في ميشيغن، فاعتبر في إطار تعليقه على فوز ترامب أن "المرحلة المقبلة ستكون مفصلية وتاريخية للقضاء على الإرهاب والتطرف. وعلينا أن نتضامن ونتكاتف لندافع عن إسلامنا الحقيقي، إسلام المحبة والسلام والأخوة .ونهنئ الفائزين بعضوية مجلس النواب (الكونغرس) الذين حققوا فوزاً كاسحا" للجمهوريين على أمل أن نحقق كل الأهداف التي تساعدنا للخلاص من الفاسدين والمجرمين".
الشيخ حسن الموجود في لبنان حالياً، أعلن أنه يتقبل التهاني بفوز ترامب في مقرّ التيّار الشيعي الحرّ في منطقة النبعة في 14 و15 الجاري، شاكراً من وصفهم بـ" إخوتي الرجال الصادقين الأوفياء" كلاً من المستشار الدكتور وليد فارس والسيّد بول هندي والسيّد توم حرب وكل من عملنا معهم في هذه المرحلة التي حققت انتصاراً عالمياً".