زياد إيماز بعد سنتين من الهجرة في كندا: أشعر بمسؤولية الحفاظ على تراث لبنان في الاغتراب
خاص جبلنا ماغازين – تورنتو
يحمل الفنان زياد إيماز صفة "مهاجر لبناني" منذ سنتين بعدما استقر نهائياً مع عائلته في تورنتو الكندية بعد سلسلة صولات وجولات بين لبنان وكندا وسنوات من التردد امتدت منذ العام 2010.
هو أحد "الفرسان الأربعة" الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس لفترة من الزمن بأغنياتهم الهادفة من أجل لبنان ومعاناة الناس فيه وضد فساد السياسة وغيرها من الأمور التي تقض مضاجع اللبنانيين. رحل عن لبنان دون أن يترجل عن الفرس، ليصبح أحد الفنانين القلائل الذين أكملوا حياتهم الفنية في المهجر و"فارساً" وحيداً في عالم الاغتراب يحيي الحفلات لأبناء الجالية اللبنانية والجاليات العربية التي تطرب لسماع الأغنية اللبنانية. واللافت للانتباه ذلك "اللوك" الجديد الذي اختاره لنفسه بارتداء القبعة والنظارات، فيما أطلق عليه جمهوره لقب "الفارس"، علماً أنه أصدر ألبوماً جديداً في العام 2015 بعنوان "فارس أحلامك" يتضمن عدداً من الأغنيات اللبنانية.
زياد إيماز، وبعد مرور سنتين على استقراره في كندا يقول لـ"جبلنا ماغازين": "أنظر إلى لبنان اليوم فينتابني شعور حزين كشعور إنسان عاش علاقة حب لفترة طويلة مع امرأة يعشقها حتى أصبحا روحاً واحدة، وبدلاً من أن يكللا هذا الحب بالزواج، افترقا وذهب كل في طريقه".
سأله "جبلنا ماغازين": غنيتَ مع الفرسان الأربعة "الزعما فلوا من لبنان". ولكن في النهاية أنت "فليت" والزعماء بقوا. كيف ذلك؟
أجاب بكلمات غدي الرحباني: "غنينا الزعما فلوا والعالم صدقونا... تاري هني اللي ضلوا ونحن اللي فللونا". وأضاف: "يا ليت كل ما نغنيه يتحقق. ولكننا على الأقل "فشينا خلقنا" وخلق الناس من خلال هذه الأغنية. وللأسف الزعماء يعيشون في لبنان هانئين فيما نحن نبحث عن بلد آخر لنعيش فيه. وهم لا يعرفون حياة الغربة وما نذوقه فيها لأنهم لم يجربوها قط".
ويعتبر إيماز أن لا أحد من المقيمين في لبنان - وبشكل خاص السياسيين – وطنيّ أكثر من المغتربين الذين هاجروا؛ بل إن المغتربين يهمهم لبنان أكثر.
وعن الفارق بين جمهور الأغنية في لبنان والجمهور في المهجر، يقول: "الجمهور اللبناني في المهجر متعلق كثيراً بالأغنية التراثية، كأغنيات زكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وفيروز ومروان محفوظ وطوني حنا، وأغاني هؤلاء الكبار تؤثر فيهم كثيراً مثلا: سيجنا لبنان، طلوا حبابنا، تعلى وتتعمر يا دار ونسم علينا الهوى وغير ذلك من الأغاني التي تثير فيهم الحنين إلى الوطن.
بعيداً عن "الفرسان الأربعة"، لزياد إيماز ألبومان يتضمنان عدداً من الأغنيات الخاصة، ومنها: يا حبيبي يا ساحر، كلمات إيلي تنوري وألحان طارق أبو جودة - بيني وبينك بدا تخلق قصة جديدة، من أعمال الراحلين الياس ناصر وعازار حبيب - غرد يا طير، كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير – أنا فارس أحلامك، كلمات روجيه عازار وألحان قائد الاوكسترا السمفونية اللبنانية أندريه الحاج.
زياد إيماز انفصل نهائياً عن الفرسان الأربعة منذ أكثر من سنة ويفضل عدم التحدث في الأسباب المباشرة التي أدت إلى ذلك، ولكنه يشير إلى أن إحداها اضطراره للعودة إلى كندا من أجل الحصول على الجنسية، كما أن قلة الحفلات في لبنان كانت سبباً وجيهاً آخر. ويضيف: "صحيح أنني انفصلت عن فريق الفرسان الأربعة ولكن مشواري الفني أكمله لوحدي بروح الفروسية في الغناء وسأواصل رفع راية الأغنية اللبنانية بنفس روحية ومنهجية الفرسان الأربعة. وأشعر بأنني مسؤول عن الحفاظ على التراث الفني اللبناني في الاغتراب".
ومن الأغنيات العزيزة على قلبه والتي غناها مع الفرسان الأربعة، يسمي أغنيتين مع طلب خاص بنشر فيديو الأغنية الثانية.
"الأغنية الأولى"، يقول إيماز، "هي: يا وطني بغنيلك، كلمات منصور الرحباني وألحان وتوزيع غدي الرحباني. أحبها لأنها أغنية وطنية تتحدث عن الوطن والجيش والقوى العسكرية. والأغنية الثانية هي: أرضي مش للبيع، من كلمات جهاد الأبيض الحداد وألحان وتوزيع غدي الرحباني. هذه الأغنية تعني لي الكثير فيجب على اللبناني أن يتمسك بأرضه ولا يتخلى عنها لأنها أرض أجداده وتمثل تاريخه وهويته ولا يجب أن يبيعها لأحد بل أن يورثها لأولاده، وهكذا نحافظ على هويتنا وتاريخنا وعلى انتمائنا للأرض".
وأضاف إيماز: "لا يجب أن ينسى الإنسان أصله وأين ولد وعاش. وأنا في هذه المناسبة لا أنسى مدينتي زحلة وأهاليها، وهناك شريحة كبيرة منهم موجودة في كندا وأشكرهم للوقوف إلى جانبي، بالإضافة إلى الجالية اللبنانية الكبيرة هنا".
كما وجه إيماز تحية إلى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، مشيراً إلى أنه عضو في اللجنة الثقافية الفنية التابعة لها في فرع تورنتو، وأنه انتمى إليها بعدما رأى أنها لاطائفية وليس لها لون حزبي أو سياسي، وعلمها الأوحد هو العلم اللبناني. ولفت إلى أنه سيحيي في التاسع من نيسان حفل عشاء للجامعة بمناسبة انعقاد مؤتمرها العالمي في تورنتو.