Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • لقاء
  • رئيس القوات اللبنانية في أميركا الشمالية جوزيف جبيلي ل"جبلنا ماغازين": المغترب ليس بقرة حلوب ومن حقه المشاركة في صنع القرار
image

رئيس القوات اللبنانية في أميركا الشمالية جوزيف جبيلي ل"جبلنا ماغازين": المغترب ليس بقرة حلوب ومن حقه المشاركة في صنع القرار

جبلنا ماغازين - واشنطن

أوضح رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في القوات اللبنانية الدكتور جوزيف جبيلي أن للقوات "حوالي 3000 مناصر في أميركا وكندا، وأن 50 بالمئة من قوة الحزب موجودة في دول الانتشار"، وبالتالي فإن هذا الوجود الاغترابي القواتي له وزن وأهمية يَعيها رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع؛ مؤكداً أن "كل القرارات التي تتخذ في لبنان على الصعيدين الحزبي والسياسي، لصوتِ الانتشار القواتيّ وزنٌ فاعلٌ فيها".

جبيلي الذي تحدث ل"جبلنا ماغازين" عشية انعقاد المؤتمر السابع عشر السنوي للقوات اللبنانية في مقاطعة أميركا الشمالية في تورنتو، دعا المسؤولين في لبنان إلى الكفّ عن النظر إلى المغترب اللبناني على أنه "بقرة حلوب"  كل المطلوب منها ضخ المال للداخل اللبناني وإيجاد الدعم السياسي في دول الانتشار لقضايا لبنان، فيما هذا المغترب محروم من حقه في المشاركة بصنع القرار السياسي في بلده الأم من خلال الاقتراع.

وتعليقاً على مأساة غرق اللبنانيين المهاجرين إلى أستراليا في بحر أندونيسيا، أبدى الدكتور جبيلي أسفه كون الأسباب نفسها التي كانت تدفع اللبنانيين إلى الهجرة عبر التاريخ بدءا من القرن التاسع عشر هي الأسباب نفسها التي دفعت بهذه العائلات للمخاطرة بكل شيء حتى الموت، ونحن في القرن الواحد والعشرين. وهذه الأسباب تتلخص بالأمور البديهية كالأمن ولقمة العيش.

وهنا نص الحوار مع الدكتور جوزيف جبيلي:

س: مؤتمر القوات اللبنانية لهذا العام، هل يحمل عناوين سياسية أو اغترابية معينة؟

هذا هو المؤتمر السابع عشر الذي نقوم به لمقاطعة أميركا الشمالية التي تضم الولايات المتحدة وكندا. ولقد أصبح المؤتمر مناسبة دورية بغض النظر عن التطورات التي تحصل في لبنان أو غيره من دول المنطقة. أردنا لأنفسنا أن نقوم بعمل جدي في الاغتراب، لذلك كان هذا المؤتمر السنوي العام للأعضاء والمسؤولين في الحزب. هذا العام سينظم المؤتمر في تورنتو كندا، وكالعادة سيتناول شق منه أموراً تنظيمية وإدارية تتعلق بتنظيم وجودنا في أميركا وكندا وبرنامج عملنا للسنة المقبلة. وهناك شق سياسي يتركز على الوضع في لبنان وما بإمكاننا القيام به من لمساعدة بلدنا الأم. وككل سنة مسؤول قواتي من لبنان يأتي للمشاركة في المؤتمر ويضعنا مباشرة في أجواء ما يحصل هناك.

س: ومن هو السياسي أو الوفد السياسي من لبنان الذي سيشارككم في المؤتمر هذا العام؟

سأتحفظ على اسم السياسي الذي سيأتي من لبنان؛ لأننا ارتأينا أن نبقيها مفاجأة. ولكن أصبح مؤكداً أن مسؤول قطاع الانتشار أنطوان بارد وأمين عام القوات اللبنانية الدكتور فادي سعد سيحضران من لبنان للمشاركة في أعمال المؤتمر.

س: ما هو عديد القوات اللبنانية في أميركا الشمالية؟

بناء لإحصاء أجريناه منذ أكثر من سنة تبين أن لدى القوات اللبنانية حوالي 3000 مناصر في الولايات المتحدة وكندا، بما فيهم أعضاء ملتزمون ومناصرون.

س: القوات اللبنانية في أميركا، ومن خلال المركز اللبناني للمعلومات LIC، تقوم بنشاطات سياسية متعددة سنوياً. ماذا في جدول أنشطتكم للاشهر القليلة المقبلة؟

دور المركز اللبناني للمعلومات “LIC” هو القيام بكل ما نستطيع فعله لتوعية المسؤولين الأميركيين، خاصة من يتعاطون بالشؤون الخارجية والرأي العام الأميركي وكل شخص أو مركز يتعاطى في الشؤون الخارجية ولديه اي علاقة بلبنان، توعيتهم لوضع لبنان وأهميته بالنسبة للسياسة الأميركية وللمصلحة الاميركية في ان يتمتع لبنان باستقلاله وسيادته وحريته. نحن نقوم باجتماعات دورية مع مسؤولين في الإدارة الأميركية وفي الكونغرس ومراكز الأبحاث لنضيء على هذه النقطة. حالياً نحن نناقش تداعيات الازمة السورية على الوضع في لبنان على الصعد الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإنسانية. وهناك الكثير من المشاريع والأفكار التي تطرح اليوم لدى الإدارة الأميركية لأن القرارات الأميركية في ما يتعلق بلبنان كلها تصب في إطار حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية. الأسبوع الماضي حصلت لقاءات مهمة جداً في مقر الأمم المتحدة بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس باراك أوباما ووزيري الخارجية والدفاع، وأُعلن من قبل الأميركيين عن مساعدات وصلت إلى 112 مليون دولار للبنان، بالإضافة إلى المساعدة التي تقدمها أميركا للبنان سنوياً. هناك إذن مواضيع كثيرة تتعلق بلبنان نتابعها نحن بشكل دائم مع المسؤولين في واشنطن.

س: إلى اي مدى صوت الانتشار القواتي مسموع في معراب؟

الانتشار اللبناني له دور مهم جداً من خلال تواجده في كل العالم، وعلى كل المستويات كالمستوى العددي والاقتصادي والسياسي وغيره. بالنسبة للقوات اللبنانية، بعد العام 1994 وفي ظل أعمال القمع التي طالت المجموعات القواتية. هاجر آلاف القواتيين لبنان ولكنهم تمكنوا من يثبوا وجودهم في الدول التي هاجروا إليها ويكون لهم صوت مسموع كذلك في لبنان. وبعدما استعادت القوات اللبنانية حقها وإثر خروج الدكتور سمير جعجع من الاعتقال كان الدكتور جعجع واعياً لهذا الموضوع وسمعت منه شخصياً أن حوالي 50 بالمئة من الأهمية القواتية موجودة في الخارج، وهذا أمر سياسي مهم في تاريخ الأحزاب السياسية اللبنانية. وطبعاً هذا الوجود له صوت وأهمية. والآن كل القرارات التي تتخذ في لبنان على الصعيدين الحزبي والسياسي، لصوت الانتشار القواتي وزن فاعل فيها.

س: أين القوات اللبنانية في الانتشار من باقي الأحزاب اللبنانية المتواجدة في الانتشار، فلنتحدث تحديداً عن أميركا وكندا.

نحن نعتبر أننا لسنا الوحيدين المعنيين بالوضع اللبناني، وبالتالي لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن أي الأحزاب اللبنانية الاغترابية وعن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم معنيين بمساعدة لبنان. وهناك الكثير من الأحزاب والجمعيات اللبنانية الناشطة والفاعلة في أميركا وكندا، وأستطيع القول أن أكثرية اللبنانيين الموجودين في الانتشار بشكل عام، وفي أميركا وكندا بشكل خاص، يلتقون على مبادئ الحرية والسيادة والديقراطية والتعددية والوقوف وراء المؤسسات الشرعية التي هي من يؤمّن للبلد أمنه واستقراره. وبالتالي، فنحن نلتقي معهم على كثير من المبادئ الأساسية. ومن الطبيعي أن أعدد هنا مجموعات 14 آذار، أي حزب الكتائب وتيار المستقبل وحزب الأحرار وفي فترات متعددة أيضاً الحزب التقدمي الاشتراكي وغيره. هناك تفاعل دائم مع هذه الأحزاب والتيارات وهناك أنشطة مشتركة نقوم بها معاً. وهناك بعض الجمعيات اللبنانية - الأميركية ايضاً أنشئت في خلال السنوات الأخيرة نحن على تواصل دائم معها. ونحن الآن نقوم بنشاط سنوي دأبنا عليه منذ العام 2006 بمناسبة ذكرى انطلاق ثورة الأرز وتاريخ خروج الجيش السوري من لبنان، حيث نحيي المناسبة في مقر الكونغرس الاميركي بحضور هذه الجمعيات والأحزاب وبمشاركة مسؤولين أميركيين.

س: فلننتقل إلى دور الاغتراب ودوره المفترض في التأثير على ما يجري في لبنان. هل تعتقد ان دور الاغتراب مؤثر في البلد الأم؟ وما هو المطلوب لكي يصبح - فعلاً لا قولاً-  صوتاً فاعلاً على الساحة باتجاه التغيير إلى الأفضل؟

عندما ننظر إلى اللبنانيين مثلا في أميركا وكندا، انتشارهم يصل عددياً إلى الملايين. وبالنسبة لإنجازاتهم ومواقعهم على الصعيد الفكري والادبي والعلمي وغيره، نرى كم هم ناجحون وكم هو واصلون. فهذه المجتمعات تؤمّن للانسان وللمغترب إمكانية الوصول إلى تحقيق الإنجازات، كما تؤمّن مواقع وأمكنة تجعله قادراً على التأثير في المكان الذي هو موجود فيه. هذا بالنسبة للتأثير السياسي. عدا عن أنه بالنسبة للنجاح الذي نراه من قبل اللبنانيين الموجودين في العالم على المستوى الفردي، فهذا يساعد ايضاً على تحسين الوضع اللبناني في الداخل. ومعلوم اليوم أن حوالي 4 أو 5 مليارات دولار كل سنة يؤمّنها لبنانيو الانتشار إلى لبنان الداخل، وهذا بالطبع ينعش الاقتصاد. ولو كان الوضع الأمني والاقتصادي في لبنان أفضل مما هو عليه اليوم، لكان هذا الرقم تضاعف ولكانت استثمارات اللبنانيين في الداخل أوسع وأكبر. أيضاً هناك دعم سياسي يستطيع أن يؤمنه اللبناني في الانتشار. ومن المفروض بالمقابل أن ينظر المسؤولون اللبنانيون إلى اللبناني الموجود في الانتشار ويكفوا عن النظر إليه على اساس أنه بقرة حلوب كلّ الهدف منها ضخ المال وإيجاد الدعم السياسي الخارجي. نحن نعرف من خلال تفاعلنا مع الجالية أن هناك الكثير من اللبنانيين يهمهم أن يستعيدوا جنسيتهم، وعلى لبنان الرسمي أن يسهل هذه العملية إلى أقصى حد لما لها من أهمية بالنسبة للبنان. والأمر الثاني هو إعطاء الحق للمغترب بأن يشارك في عملية الاقتراع في الانتخابات النيابية وأن تسهل هذه العملية له لكي يشارك في صنع القرار السياسي في لبنان.

س: تابعنا جميعاً بأسى وصدمة تفاصيل الحادثة الأليمة التي أودت بحياة مهاجرين لبنانيين في قارب غير شرعي في بحر أندونيسيا وهم في طريقهم إلى أستراليا بحثاً عن حياة جديدة. كيف تقرأ هذه الفاجعة؟ وعلى من تقع الملامة برأيك؟

نتوجه بتعابير الأسى والعزاء إلى أهالي الضحايا جميعا ونأمل في أن يتم العثور على المفقودين وأن يكونوا بصحة جيدة. ونحن عندما ننظر إلى حدثٍ أليم مثل هذا نفكر بأمرين: أولاً، أن اللبنانيين الذين كانوا يهاجرون في خلال القرن التاسع عشر كانوا يخاطروا بحياتهم لكي يتمكنوا من الوصول إلى دول تستطيع أن تؤمن لهم الأمان والسلام ولقمة العيش وحياة أفضل. ونتأسف لأن نرى أن التاريخ يتكرر اليوم في القرن الواحد والعشرين بعد مرور مئتي سنة، وكان من المفروض أن يكون البلد بوضع أكثر تطوراً ولديه الإمكانيات لتأمين لقمة العيش لمواطنيه. هؤلاء الضحايا مع الأسف كانوا موجودين في عكار حيث لم تؤمن لهم الدولة لا الأمن ولا لقمة العيش، فاضطروا مع الأسف للخوض غمار المجهول والمخاطرة بحياتهم حتى الموت، فقط لأن هذه الأمور الأساسية البديهية في لبنان غير مؤمنة لهم. أمر مؤسف جداً.