إهدن - قضاء زغرتا الزاوية Ehden
"إهدن" هي بلدة جبلية تقع في قضاء زغرتا - الزاوية في محافظة الشمال. ترتبط البلدة بعلاقة خاصة مع مدينة زغرتا التي تبعد عنها 25 كلم، إذ أنها تشكل عادة المقر الصيفي لجميع العائلات الزغرتاوية. كما يقصدها المصطافون من كل مناطق الزاوية والكورة وطرابلس.، لما تتمتع به من هدوء ومناظر خلابة وطبيعة جبلية جميلة. ويطلق عليها اسم "عروسة مصايف الشمال".
ترتفع البلدة 1500 م عن سطح البحر وهي تشكل امتداداً للقرنة السوداء وتبعد 110 كلم عن بيروت و30 كلم عن طرابلس. تضم إهدن كاتدرائية و13 كنيسة كما تضم محمية حرش إهدن الطبيعية.
كلمة إهدن تحريف شعبيّ لكلمة "عدن" أي الجنّة والفردوس، مقرّ آدم وحواء..... جاء في أقدم مخطوطة تاريخية عن إهدن مايلي: إهدن قرية قديمة جداً، موقعها في وسط حنّية جبل لبنان لناحية الشمال. وكانت تعرف قديما باسم (عدن تشيلاسار) بالفارسية، أي: جنة الدائرة.
كانت إهدن احدى كبريات قلاع وحصون الاستقلال اللبنانيّ في العصور الحديثة، كما كانت موئل المسيحية ومهد المارونية في جبل لبنان منذ القرن السابع بعد المسيح.عرفت غزوات وحروبا ونكبات كثيرة خلال تاريخها الطويل.
لعب علماء إهدن، خرّيجو المدرسة المارونية في روما، دوراً رياديا في نشأة الحضارة المشرقية والعربية الحديثة. فكان منهم البطريرك جرجس عميرة اللغوي الكبير، مهندس قلاع وحصون الأمير فخر الدين الثاني المعني الكبير، والعلاّمة البطريرك اسطفان الدويهي، ذاكرة الموارنة وأب التاريخ اللبناني والماروني، والعلاّمة جبرائيل الصهيوني، مترجم التوراة الأول إلى اللغات الشرقية، ومؤسّس معهد اللغات الشرقية في الكلية الملكية الفرنسية، والأب أنطونيوس الصهيوني أول شارح ومفسّر لفلسفة أرسطو في تاريخ لبنان والمارونية، والمطران جرجس مارون الدويهيّ، وزير خارجية الأمير فخر الدين وواضع نصوص معاهداته، والمطران سركيس الجمريّ وغيرهم.....
شكلت إهدن مركزاً لانتشار الدين المسيحي، ومنها انطلقت الرهبانيات اللبنانية. كما انها تضم العديد من الكنائس المهمة والقديمة المبنية على انقاض الهياكل الوثنية. تعتبر السياحة الدينية من أهم مقومات ازدهار اهدن، حيث يحج يومياً في فصل الصيف إلى كنائسها الأثرية، المنتشرة كسور يحيط بها من الاتجاهات كافة، عشرات السياح والمؤمنين. وهي تحتضن في أرجائها 26 كنيسة. فمن كنيسة مار ماما الأثرية التي هي أقدم كنيسة مارونية في الشرق يقابلها كنيسة مار جرجس حيث جثمان وتمثال بطل لبنان يوسف بك كرم، إلى كنيسة مرت مورا مهد الرهبنة اللبنانية وصولاً إلى دير مار يعقوب الاثري الذي كان لفترة كرسياً بطريركيا. ولا بد أيضاً من زيارة دير مار عبدا ومار سركيس وباخوس بالإضافة إلى كنسية مار بطرس وبولس الأثرية وصولاً إلى جبل سيدة الحصن حيث الكنيستان الكبيرة والصغيرة وحيث المناظر المطلة على البحر الأبيض المتوسط والشعور بأنك فوق الغيم عندما يلف الضباب اهدن من جوانبها كافة ما يشكل لوحة فنية تعتبر من أجمل اللوحات التي شكلها الخالق. وقد يكون دير مار انطونيوس قزحيا على كتف وادي قنوبين من أهم المعالم السياحية الدينية في المنطقة، هذا الدير الذي هو من أقدم الاديرة ومبني داخل الصخور بطريقة تجعله يبدو وكأنه صخرة عملاقة بداخلها كنيسة ومناسك، وفيه تأسست أول مطبعة في الشرق في العام 1610، كما فيه مغارة يقال انها تصل الدير بإهدن وإن من لديه مرضا في الاعصاب يشفى لدى زيارتها والتضرع إلى القديس انطونيوس. ومن قزحيا نزولاً إلى سرعل حيث كنيسة مار مخايل وجثمان الخوري العجائبي المسجى في غرفة ملاصقة لها، والذي رغم مرور مئة سنة ونيف على وفاته ما يزال جثمانه على حاله دون اي تحنيط. وصولاً إلى دير مار سمعان ايطو حيث عاشت القديسة رفقا حياتها الرهبانية كراهبة محصنة.
عائلات إهدن ولمحة عن الهجرة:
عائلات إهدن كثيرة.هناك عائلات سياسية، وهي: كرم ودويهي وفرنجية ومعوّض ومكاري. أما أكبر العائلات من حيث عدد أفرادها، فهي: دويهي ومعوّض ويميّن.
الهجرة الأولى بدأت في أوائل القرن العشرين وحتى ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث بدأ المهاجرون الأوائل من إهدن بالتوجه نحو الأميريكيتين. ثم تبعتها هجرة الى أستراليا وكندا.
مع الإشارة إلى أن الزغرتاويين في بلد الانتشار منظّمون تحت اسم "البيت الزغرتاوي" وجمعيات أخرى مماثلة. ولهم وجود فاعل جداً في أستراليا وفنيزويلا والمكسيك.
السياحة البيئية:
يهتم القيمون على اهدن بتنشيط السياحة البيئية فيها، لا سيما ان المنطقة تتمتع بمقومات عديدة تجعلها رائدة في هذا الاطار، وقد تكون محمية حرج اهدن من أهم المحميات والمعالم البيئية في المنطقة. هي تعد من أكبر محميات لبنان السياحية، وتستقبل كل عام أكثر من 15 ألف سائح سنويا. تحتوي محمية «حرج إهدن» الطبيعية على تنوع فريد وغابة الأرز اللبناني الجميلة، مما يجعلها جزءا مهما من تراث البلد الثقافي والطبيعي.
أنشئت المحمية عام 1992 وتمتد من علو 1200 إلى 2000 متر عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها 1000 هكتار وتمتاز بالتنوع البيولوجي فيها، إذ تحتوي على 39 نوعاً من الاشجار الحرجية، كما تضم 1058 نوعاً من النباتات منها 10 أنواع غير موجودة إلا في حرج اهدن، و78 نوعاً من النبات الطبي و7 أنواع من السحلبيات، كذلك تضم 23 نوعاً من البرمائيات منها 4 أنواع من الضفادع و19 نوعاً من الزواحف، وفيها 26 نوعاً من الحيوانات النادرة. ويعشش في أرجاء المحمية 156 نوعاً من الطيور منها ما هو مهدد بالانقراض على الصعيدين العالمي والمحلّي وأبرزها النسر المبقّع الاعظم، النسر الامبراطوري الأكبر، النسر الأوطي، طائر الصفرد، نسر البونيللي الموجود منه زوج واحد في المحمية من اصل 8 ازواج في العالم.
تقدم المحمية لزائريها أعلى مستوى من الخدمات في التخييم والنزهات البرية ورحلات المشي البيئية. وتعطيهم الفرصة للهروب من زحام وضوضاء المدن إلى هدوء الطبيعة وجمالها في المناطق المحيطة بها، حيث الجبال الشاهقة من أرز بشري والمدرجات الجبلية ذات الينابيع الرقراقة والعذبة.
الأماكن السياحيّة في داخل إهدن:
المطل: عند مدخل إهدن الغربي
الميدان: الساحة الرئيسية في قلب إهدن.
الكتلة: تلة صغيرة في وسط إهدن شيّدت فوقها كاتدرائية مار جرجس الرعائية وتمثال بطل لبنان يوسف بك كرم. تقع بالقرب من الميدان لناحية الجنوب.
نبع مار سركيس: يقع شرقي إهدن، ويتفجّر من اللّحف الغربي لجبل مار سركيس.
الدواليب: عند مدخل إهدن الجنوبي. سمّيت هكذا بالنسبة إلى شكل الطريق الذي يعبرها بشكل لولبيّ.
جبل سيّدة الحصن: يتّوج إهدن من ناحية الشمال الغربي، ويقع في موضع جغرافي مميّز للغاية.
تماثيل بعض عظماء إهدن:
تخليداً لذكرى كبار رجالاتها في الدين والتاريخ والوطنية والعلوم، أقامت إهدن تماثيل معدنية كبيرة لهم، ومنها: تمثال بطل لبنان يوسف بك كرم، تمثال العلاّمة البطريرك اسطفان الدويهي الكبير، وتمثال العلاّمة الأب جبرائيل الصهيوني.
الأماكن السياحيّة في جرود إهدن:
نبع جوعيت، حرش إهدن، نبع النواحير، بتليا، والقرنة السوداء.
*التقرير أعده "جبلنا ماغازين"
*بالتعاون مع: فرنسوا معراوي وصفحة "Lebanese Towns" على الفايسبوك
*الصور في الأعلى بعدسة: سركيس كعدو، جبور أبي ديب، وريكاردو فرنجية
وختاماً هذا الفيديو الرائع لإهدن الذي أعده سيمون الصيصا: