قلعة تبنين: آثار صليبية وباحثون ردّوا تسميتها الى السيدة العذراء
بلدنا – جبلنا ماغازين
يعود تاريخ قلعة تبنين الأثرية الى زمن الحروب الصليبية، ولقد حافظت على تماسكها واناقتها مع بعض الترميم. من على أحد أبراجها، يمكن مشاهدة ذاك الوادي الممتد من بلدة حاريص الى محلة بركة الصوان مفرق بلدتي شقرا – برعشيت والبالغ طوله قرابة سبعة كيلومترات.
لمحة تاريخية
قلعة تبنين، وحسب مصادر المهندس في علم الآثار الأستاذ حسن بدوي هي من الآثار الصليبية، بناها أمير طبريا هوغيز دي سانت اومير. إلا أن أحد الضباط النرويجيين العاملين ضمن قوات اليونيفيل في جنوب لبنان قال أن الحجارة الكبيرة في أساس مداميك القلعة، تدل على نمط روماني في البناء. أما الخبير في علم الآثار الباحث موسى سلمان ياسين، فينسف كل هذه المعلومات استنادا الى شواهد ودلائل تاريخية موجودة في المنطقة ليقول أن "من بنى هذه القلعة هو تيرون ابن عيص، ابن إسحق، شقيق يعقوب، ابن النبي ابراهيم". ويعطي دليلا على ذلك وجود "خلة عيص" الى جوار القلعة، وهي تعرف اليوم بإسم سهل الخان او خلة حيص"، معتبرا أن "ما يقال عن أنها صليبية غير صحيح، وانما قد يكون رممها الصليبيون".
واعتبر ياسين ان "اسم بلدة تبنين يعود إلى السيدة مريم العذراء، وتقول الروايات أنها جاءت إلى قلعة تبنين من منطقة اليازون القريبة من الحصن في الجهة المقابلة للقلعة من الغرب حيث توجد الكنيسة حاليا، فوجدت امرأة تطهو وتطعم كلبها من الطعام قبل ان تأكل منه فقالت لها السيدة العذراء: لماذا تطعمين الكلب مما تأكلين ألا كنت أطعمته من الفضلات، فقالت لها المرأة: إننا نطعم من يحمينا من أول طعامنا. عندها باركتها السيدة العذراء قائلة لها باللاتينية: "قام بينوس - تير بينين" ما تعني باللغة العربية "امرأة مباركة - وأرض مباركة". ومع الزمن اختزل الناس هذه الكلمات لتصبح كلمة واحدة هي تبنين".
أقسامها
تتألف القلعة من مدخل كبير بشكل دائري بمساحة عشرة دونمات تقريبا. تضم غرف استقبال ومضافة واسطبلات للخيل وغرف سفلى وآبار عميقة لجمع مياه الامطار. ويوجد نفق كبير في احدى الغرف يقال انه يؤدي الى اسفل القلعة كان يستعمل للهرب ولكن احدا لم يجرؤ ان يسبر غوره فبقي سره غامضا، اما الحجارة فلا تزال متماسكة في معظم الاقسام ومنها ما أعيد ترميمه.
رممت القلعة مرات عدة، حيث يقال ان صلاح الدين الايوبي قد رممها حينما توجه لتحرير القدس، وكذلك رممها الامير فخر الدين المعني. اما في يومنا الحاضر، فقد رممها الرئيس نبيه بري في العام 1990 في عهد الرئيس الياس الهراوي.
وفي العام 1996، قام بتدشين إنارتها ابن تبنين الوزير الراحل علي حراجلي. كما قامت الوحدة النروجية في اليونيفيل بتركيب بوابة حديدية للقلعة تشبه تلك الاساسية والتي يقال ان العثمانيين قد اقتلعوها واخذوها معهم.
حاضرها
بلدية تبنين تشرف على أعمال صيانة وتنظيف هذه القلعة بمؤازرة الجيش حيث عملت مؤخراً على إحاطتها بأشجار الصنوبر. وتعمل البلدية على تفعيل دور القلعة من خلال بعض الانشطة الصيفية التي تقيمها فيها واخرها كان مهرجان غنائي وطني للدكتور وسام حمادة. كما أن الوحدات العاملة ضمن قوات الطوارئ تنظم فيها حفلات تقليد الاوسمة وآخرها حفلات للفرقة الفرنسية في العام 2014.
*المصدر: الوكالة الوطنية