كلمة جبلنا ماغازين في المؤتمر الاغترابي الكتائبي في لوس أنجلوس: ماذا لو كان للاغتراب دور؟
بدعوة من منسقية الولايات المتحدة في حزب الكتائب اللبنانية، شاركت رئيسة تحرير موقع "جبلنا ماغازين" الإعلامية فاديا سمعان في أعمال المؤتمر الاغترابي الذي عقده الحزب في لوس أنجلس برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية النائب سامي الجميل وحضور النائب سامر سعادة وكبار ممثلي الحزب الذين تقاطروا من مختلف الولايات الأميركية والكندية. وكانت لسمعان كلمة في أولى جلسات المؤتمر تمحورت حول موقع "جبلنا ماغازين" وظروف إنشائه وعمله وما يريد المغتربون إيصاله عبر الموقع إلى لبنان.
قالت سمعان: "بدأت بهذه المغامرة منذ سنة ونصف تقريباً انطلاقاً من الولايات المتحدة، ليعلو شأن الاغتراب وصوت الاغتراب اللبناني في العالم ويصل صداه إلى لبنان، لعلّه -عندما يصبح للاغتراب صوت- يستطيع أن يخرق النشاز السائد في البلد ويساهم في التغيير إلى الأمام".
ولفتت سمعان في كلمتها إلى أنها عندما هاجرت من لبنان في خلال حرب تموز 2006 كانت تشعر بالصدمة لما وصلت إليه حال البلد بين 2005 و2006، وشبه فاقدة للأمل بنهوضه من جديد. فأتت إلى أميركا لتجد أن اللبنانيين في الاغتراب لا يقفون متفرجين، بل يتحركون ويجتمعون ويقومون بنشاطات اجتماعية وثقافية وسياسية ويلتقون بمسؤولين أميركيين. ولكنْ كل هذه الحركة لم يكن من إضاءة إعلامية عليها من قبل الإعلام اللبناني، بل كانت المواقع الإخبارية العائدة للأحزاب تكتفي بنقل خجول لأخبار حزبييها وحدهم.
وأضافت: "وجدتُ أيضاً أن هناك أفراداً في الاغتراب، من كل الطوائف، يشعرون بأن صوتهم مخنوق وليس باستطاعتهم إيصاله إلى لبنان، وخاصة أنهم لا ينتمون لأي حزب من الأحزاب حتى يتكلم باسمهم. كما وجدتُ أن هناك جامعة ثقافية بتقوم بجهد كبير – رغم الانقسام الحاصل فيها – حتى تحافظ على التراث اللبناني وتنقله للجيل الجديد الذي ولد ويعيش في الخارج – وهذه الجامعة لديها علاقات وتستطيع أن تصل إلى كل المسيطرين على مراكز القوة في العالم لو أتيحت لها الفرصة". وأضافت: "رأيت أيضاً أن هناك لبنانيين، أو متحدرين من أصل لبناني، يتبوأون مراكز عالية في دول الاغتراب، ومعظمهم لا ينتظر سوى إشارة بسيطةً حتى يبدأ بالاهتمام بقضايا لبنان ويدعم صوته في المحافل الدولية. ومع الأسف، الإعلام اللبناني لم يكن يضيء على هؤلاء الأشخاص أو يتابع الجهود التي يقومون بها من أجل لبنان أو لرفع اسمه في العالم".
وقالت سمعان إنها انطلاقاً من كل ما سلف، أنشات موقع جبلنا ماغازين في صيف 2013 ليكون موقعاً يختص بنقل أخبار الاغتراب ليصل صداها إلى لبنان، وحتى يوصل للاغتراب صورة عن أهم الأحداث التي تجري في لبنان في الوقت نفسه "وحتى نعرّفهم أكثر على لبنان، حضارته، تاريخه، تقاليده ومميزاته، ونعمل على إقامة حلقة وصل بين الاغتراب نفسه، وما بينه وبين البلد الأم".
ولفتت فاديا سمعان إلى أنه من خلال هذا الموقع،
يتم تشجيع اللبنانيين والمتحدرين من أصل لبناني على تسجيل وقوعاتهم الشخصية من
زواج وولادات وغيرها في القنصليات اللبنانية لكي لا يستمروا بالذوبان في بلاد
المهجر ويخسرهم لبنان. وذلك انسجاماً مع الجهود التي يقوم بها سفراء وقناصل
ومؤسسات معنية كمؤسسة "فونلاك" في الأرجنتين والمؤسسة "اللبنانية
المسيحية في العالم" في الولايات المتحدة. كما أن الموقع يرفع صوت المغتربين
حتى يتاح لهم التصويت والمشاركة في الانتخابات النيابية اللبنانية مباشرة من دول
إقامتهم. علماً أن السيدة سمعان كانت قد أطلقت في العام 2011 حملة اغترابية في هذا
الخصوص تحت عنوان "لبناني
مغترب وبدي أنتخب".
وأضافت سمعان أمام مؤتمر حزب الكتائب: "الاغتراب هو الأكثرية.. وذلك على الرغم من أن معظم المغتربين غير مسجلين في لبنان... فماذا لو تسجلوا؟ وماذا لو أُعطيت لهم الفرصة لكي يُرشحوا وينتخبوا ويكون لهم رأي وصوت؟ كم يتغير الأداء السياسي، البرلماني، الحكومي، الاقتصادي، وغيره في لبنان لو كان المغترب يشارك فعلاً في الانتخاب؟ وكم يتغير لبنان عندما لا يبقى المغترب بالنسبة إليه مجرد بقرة حلوب أو عملة خضراء، فيبدأ بالاستفادة من خبرات المغترب وإمكاناته ونظرته المختلفة والمتقدمة بالنسبة لإدارة البلد"؟
ولفتت سمعان إلى أن موقع "جبلنا ماغازين" يتضمن زاوية يتم من خلالها نشر آراء المغتربين حول أي موضوع يخص لبنان. كما يتضمن زاوية مقالات يرفع فيها الصوت حول ما يجري في الوطن الأم. وقرأت أمام الحضور مقتطفات من مقالها الأخير بمناسبة عيد الاستقلال والذي حمل عنوان "مَن منا للوطن؟"
وإذ ذكّرت سمعان بأن شعار الموقع هو "مش
عايشين بلبنان... لبنان عايش فينا!"، تمنت على النائبين الجميل وسعادة
وعلى نواب حزب الكتائب عامةً أن يمثلوا المغتربين وينقلوا صوتهم إلى ساحة النجمة
والإعلام اللبناني وينتزعوا حقهم بالاقتراع - بآلية واضحة - في الانتخابات المقبلة. ونقلت
أمام الحضور "أمانة" حمّلها إياها قراء ومتابعون لموقع "جبلنا
ماغازين" تحمل مطلباً من لبنانيين في البرازيل للنائب الجميل وقيادة الكتائب بزيارة
البرازيل حيث يوجد كثير من المناصرين للحزب يحتاجون إلى التواصل معهم. وأيضاً نقلت مطلباً من قراء الموقع في الاغتراب يدعو نواب
حزب الكتائب إلى الاهتمام بموضوع تسريع ملفات تسجيل المغتربين بعدما تصل ملفاتهم إلى
لبنان، وأيضاً بموضوع استعادة الجنسية للمتحدرين.
ودعت سمعان الجميع إلى اعتبار موقع "جبلنا ماغازين" بيتاً من بيوت الكتائب ودعم استمراريته - معنوياً - عن طريق المتابعة والتواصل، ومادياً - عن طريق مساعدته في إيجاد مكان له في السوق الإعلانية في لبنان كما في الاغتراب.
وختاماً، شكرَت رئيس مقاطعة الولايات
المتحدة جو راشد والنائبين الجميل وسعادة ومسؤول القطاع الاغترابي السابق سيرج أبو
حلقة وكل المسؤولين والأصدقاء في الحزب على إعطائها الفرصة للمشاركة، كضيفة من
خارج الحلقة الحزبية، في أعمال هذا الحزب العريق الذي قدم الشهداء للبنان.
يذكر أن السيدة سمعان، وبدعوة من قنصل لبنان العام في لوس أنجلس جوني ابراهيم، كانت قد شاركت في حفل عشاء أقامه القنصل في مقر إقامته عشية انطلاق المؤتمر على شرف المشاركين فيه، وفي طليعتهم النائب سامر سعادة الذي كان وصل باكراً تحضيراً للمؤتمر. وألقيت بالمناسبة كلمتان مقتضبتان للنائب سعادة والقنصل ابراهيم ركزتا على ضرورة إبقاء المغتربين على تواصلهم مع الوطن الأم وتعاونهم في ما بينهم، بغض النظر عن ولاءاتهم السياسية، بهدف دعم قضايا لبنان.
واعرب القنصل ابراهيم أيضاً عن ترحيبه بوجود مديرة "جبلنا ماغازين" في لوس أنجلس، وعن دعمه للجهود التي تقوم بها من خلال الموقع.