المساهمة المالية للمغتربين وأثرها على لبنان
تحت عنوان "دراسة جامعية عن المساهمة المالية للمغتربين وأثرها على لبنان.. 61,4% من العائلات تصرف التحويلات المالية على الغذاء"، كتبت روزيت فاضل في جريدة "النهار":
بيّنت دراسة عن "المساهمة المالية
للمغتربين وأثرها على الأوضاع المعيشية في لبنان" أعدها المرصد الجامعي
للواقع الاجتماعي والاقتصادي في جامعة القديس يوسف أن المساعدات المالية التي
يرسلها الشباب لعائلاتهم في لبنان هي بمثابة الرئة التي تضخ الأوكسيجين لاستمرارية
حياة ذويهم في لبنان.
بالنسبة الى الدراسة التي قدمتها
البروفسورة شوغيك كاسباريان، فقد ارتكزت على تحقيق أنجز العام 2012 حيث اعتمدت
عينة عشوائية من ألفيّ أسرة، من مختلف المناطق اللبنانية، وتحتوي الدراسة على
معلومات شخصيّة حول 7471 فرداً من هذه الأسر و3356 مغترباً ينتمون اليها.
وبينت حبكة الدراسة أن 55 في المئة من
المغتربين يقومون بتحويلات مالية، 25 في المئة منهم بطريقة منتظمة. وقد أظهرت
ايضاً، وفقاً لكسباريان، أن 61,4 في المئة من العائلات تستعمل التحويلات من اجل
الغذاء و58,9 في المئة من أجل مصاريف السكن و53,9 في المئة من أجل تحسين حياتهم
اليومية.
وفي وقائع المؤتمر الصحافي الذي عقدته
كاسباريان أمس لعرض مضمون الدراسة في حرم العلوم الإنسانية في الجامعة –طريق
الشام، غاب أي حضور وزاري أو رسمي، لا سيما من وزارة الخارجية والمغتربين للاطلاع
على ملخص نتائج 4 محاور في الدراسة، وهي أولاً، خصائص الأسر والأشخاص الذين يتلقون
تحويلات ماليّة من الخارج، وثانياً، المغتربون والعوامل التي تحدد التحويلات،
وثالثاً، أثر التحويلات على ظروف حياة هذه الأسر، ورابعاً، اثر التحويلات على
مداخيل الأسر ومصاريفها.
بداية، ذكرت كسباريان في المحور الأول أن
الأسر الصغيرة هي التي تتلقى تحويلات، ويكون افرادها أكبر سناً ونسبة النساء فيها
اعلى. ولفتت إلى ان نسبة النساء المسؤولات عن هذه الأسر هي الأعلى. ولفتت الى أن
نسبة الجامعيات في الأسر التي تتلقى تحويلات هي أعلى من تلك التي لا تتلقى مساعدة
مالية من الخارج. وتظهر أيضاً ان الرجال المنتمين الى اسر لا تتلقى مساعدات من
الخارج، يكون مدخولهم المالي أعلى من الرجال المنتمين الى اسر تتلقى تحويلات. لكن
بالنسبة الى النساء لا يوجد فرق على هذا المستوى.
الخليج وأفريقيا
وعن دور المغتربين والعوامل التي تحدد
التحويلات، أظهرت الدراسة النسبة العالية للرجال بين المغتربين، مع ميل متصاعد لدى
النساء للهجرة. وفي لغة الأرقام، يدل التحقيق على ان نسبة الرجال الذين يرسلون
الأموال اعلى من نسبة النساء، أي 62 في المئة مقابل 42 في المئة.
توقفت كاسباريان عند العدد الأكبر من
الشباب ونسبتهم تصل إلى 70,9 في المئة يرسلون مساعدات مالية لعائلاتهم في لبنان،
44,2 في المئة يقومون بذلك بانتظام و25 في المئة بطريقة متقطعة.
أما مغتربو بلدان الخليج، والذين يشكلون
النسبة الأكبر، فهم أكثر من يرسل الأموال بنسبة 66,3 في المئة، بالإضافة الى
المغتربين في افريقيا بنسبة 67 في المئة، على رغم عددهم الضئيل في العيّنة.
واللافت أن متوسط التحويلات السنوية
المرسلة من البلدان الخليجية وأفريقيا هو الأعلى وجاء كالآتي: تحويل 8100 دولار
أميركي من مغترب من الخليج مقابل تحويل 9000 دولار من مغترب في أفريقيا، يليها
التحويلات من اوروبا بمعدل 4300 دولار.
يذكر أن نسبة مساهمة المغتربين الجامعيين
هي الأعلى وتصل إلى 61 في المئة. واستخلصت في هذا الموضوع أن 63,4 في المئة هي
نسبة مساهمة المغتربين المنتجين وهي تفوق ما هي عليه 36,6 في المئة وهي نسبة الذين
لا ينتجون.
وفي المحور الثالث، رأت كاسباريان أن
التحويلات ساهمت أولاً بتوفير الغذاء، ثم شراء مسكن لـ3 في المئة من الأسر، كما
انها موّلت في شكل اساسي شراء الأدوات التكنولوجية الجديدة.
وتوقفت عند الإنفاق على الطبابة والذي
أظهرته الدراسة كالحمل الأكثر ثقلاً لدى الأسر التي تتلقى مساعدات ماليّة من
المغتربين. ولم تستثن الدراسة أن نسبة 41,4 في المئة من الأسر التي تتلقى تحويلات،
تعتمد على هذه المساعدات لإكمال الدراسة، ولا سيما للجامعيين منهم.
ختاماً، تطرقت إلى المحور الأخير الذي بينت
فيه الدراسة ان التحويلات تؤدي اساساً الى تحسين مستوى الحياة لدى الأسر. وفي
التفاصيل، أن نسبة العائلات التي لديها مدخولا اقل من 1200000 ليرة لبنانية
شهرياً، تنخفض من 21,8 في المئة للأسر التي لا تتلقى تحويلات، الى 15,9 في المئة
للتي تتلقاها. ويصبح المدخول الشهري لتلك الأسر اعلى بنسبة ضئيلة (2893000 ليرة
مقابل 2766000 ليرة). كما تؤدي التحويلات وفقاً لكاسباريان الى عدالة اكثر في
توزيع المداخيل بين افراد العائلة، وتشكل 40,2 في المئة من مدخول الأسرة. كما
أظهرت الدراسة ايضا ارتفاع نسبة المديونية لدى الأسر التي لا تتلقى مساعدات إلى
31,9 في المئة، وتنخفض هذه النسبة الى 22,4 في المئة عند الأسر التي تتلقى تحويلات.
ونشير أخيراً إلى أن المؤتمر الصحافي بدأ
بكلمة ألقاها مدير منشورات الجامعة الأب سليم عبو، اعتبر فيها أن الدراسة حملت في
طياتها تفاصيل دقيقة عن حياة العائلات، وهي في ذاتها تفرض علينا تحليل دقيق
للإجابات المتفرعة. وشدد على أن كل ما ذكرته العيّنة هو نموذج من قصص حياتية تحمل
الكثير من بصمات خاصة وذكريات خفية، داعياً إلى مقاربة الدراسة من زاوية نفسية
واجتماعية.
في ما يلي جدول بتوزيع الأسر التي تستفيد وفق تطور الدخل:
*المصدر: جريدة النهار