أنا لبناني... مدوّن الفيديو الأميركي “ماك” يجوب العالم بالأرْزَة ويوجّه رسالة للمغتربين
خاص جبلنا ماغازين – نيويورك
"ليس هناك مثيل للبنان في العالم"
الشاب الأميركي ماك كاندي هو أحد مدوني الفيديو ((vloggers الذين يصولون ويجولون في العالم ويصورون فيديوهات تروج بمعظمها للسياحة وينشرونها على اليوتيوب وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها يكسبون عيشهم ويغطون تكاليف سفرهم وإقامتهم في الدول التي يزورونها.
كثيرون من أمثال "ماك" زاروا لبنان وأحبوه واستلذوا بمأكولاته وذهلوا بجمال طبيعته وبشعبه المضياف والمحب للحياة، ولكن تجربة "ماك" مع لبنان لم تكن كغيره. فالآخرون من الـvloggers أتوا ثم رحلوا، وكان لبنان مجرد اسم جديد أضافوه إلى لائحة الدول التي زاروها وأعجبوا بها؛ أما "ماك" فله مع لبنان قصة أخرى؛ فهو البلد الذي صور فيه أكثر من ثمانين حلقة واشترى فيه منزلاً وأصبح إلى حد ما يتحدث العربية بلهجته ويتوجه بالتحية الصباحية لمشاهديه قائلاً: ."Sabaho my friends from lebnan"
"جبلنا ماغازين" تحدث إلى "ماك" بعدما غادر لبنان وانتقل إلى قطر، وسمع منه قصته الكاملة مع بلد الأرز الذي يقول عنه إنه سيحمله في قلبه أينما ذهب، علماً أنه يلبس إسواراً عليه أرزة لبنان أهدته له حبيبته اللبنانية "مابيل شديد" التي تعرف إليها من خلال تعليقاتها على مدوناته حول لبنان وجعلته يغرم أكثر بهذا البلد.
"أريد أن يرى العالم لبنان من خلال عينيّ"
زار ماك لبنان للمرة الأولى صيف العام 2021 في عز أزمته المالية والاقتصادية وكان يرافقه زميله مدون الفيديوهات الأسترالي "لوك دامانت". وبعد تصوير لعدة أيام في بيروت انتقلا إلى مدينة جونية وهناك تعرفا بالصدفة إلى فؤاد عساف، وهو شاب لبناني تخرج حديثاً من الجامعة وكان لا يزال بلا وظيفة، فنشأت صداقة وطيدة بين ماك وفؤاد الذي صار يأخذه بسيارته من منطقة إلى أخرى في مختلف أنحاء لبنان للتصوير وتذوق المأكولات وتبادل الأحاديث مع اللبنايين والتعرف عن كثب على نمط عيشهم، مع لفتة خاصة للشباب اللبناني وأماكن السهرات وأجوائها والرياضات الجبلية والبحرية. وإذ بـ"ماك" يمدد إقامته في لبنان لشهر كامل ثم يغادر ليعود مرات متتالية على مدى العام الماضي ويصور مزيداً من الفيديوهات ليدعو من خلالها العالم لزيارة لبنان.
الخبرة التي اكتسبها ماك من خلال التجوال في لبنان وتصوير جماله وسحر طبيعته بمرافقة فؤاد ومابيل جعلته يندفع لدعوة زملاء له من الـvloggers للانضمام إليه إلى لبنان، فأتى كل من البريطاني هاري جاغرد و Yad Ventures، والأخير بريطاني من أصول كردية وقاموا بتصوير رحلات ومغامرات وجولات كثيرة قاموا بها في لبنان. وعن ذلك، يقول "ماك" لـ"جبلنا ماغازين": أنا على تواصل دائم مع عدد من الزملاء الذين يجوبون العالم. ولقد دعوت هذين فأتيا. وأعمل للإتيان بآخرين تباعاً. أعتبر نفسي أصبحت خبيراً بلبنان وأريدهم أن يروه من خلال عيني وتجربتي. وسأفعل ما بوسعي لأساعد هذا البلد الجميل الواقع في أزمة، وذلك عبر تشجيع السياح للمجئ وضخ الدولارات في السوق اللبناني".
خلال إقامته في لبنان لأشهر متتالية في الصيف، أعد "ماك" وصديقه فؤاد دليلاً سياحياً إلكترونياً بعنوان The Ultimate Lebanon Travel Guide يمكن للراغبين شراءه أونلاين ليتعرفوا على مختلف المواقع الأثرية والسياحية والمدن الرئيسية والمطاعم وأماكن السهر، وفيه أيضاً معلومات وافية عن موضوع العملة اللبنانية في ظل الأزمة الراهنة وطرق التحويل من الدولار إلى العملة المحلية وغير ذلك من أمور تساعد في تذليل أي عقبة أمام الزائر قد تمنعه من الاستمتاع بإقامته في لبنان، عبر الإشارة إلى موضوع انقطاع الكهرباء، التي يؤكد أنها مؤمنة 24 ساعة في معظم الفنادق والشقق المخصصة لما يعرف بـairbnb.
لشراء الدليل اضغطوا الآن على الرابط التالي واحصلوا على حسم 15% من قيمته (code: Leb15) لمدة محدودة:
https://worldnomac.com/product/lebanon-travel-guide/
ويعتبر "ماك" في حديثه لـ"جبلنا ماغازين" أن الآن فرصة ذهبية لزيارة لبنان لأن السائح بإمكانه تحويل عملته إلى الليرة اللبنانية بسعر مرتفع فلا تكلف الكثير، ومن ناحية أخرى فهو يدعم المؤسسات السياحية وغيرها، مما يدعم صمود اللبنانيين حتى انجلاء هذه الأزمة.
"أصبح لي منزل في طبرجا"
رداً على سؤال عما جعله يحب لبنان بهذا الشكل، يقول: "كون حبيبتي لبنانية ضاعف حبي لهذا البلد ولكن ما شدني إليه أولاً هو كرم الضيافة لدى اللبنانيين، فهم رغم شدة الأزمة التي يعيشون تحت وطأتها كرموني واهتموا بي ورحبوا بي بشكل رائع ولطالما شعرت بالذهول كلما كنت في جولة مع فؤاد حيث كان أناس لا يعرفوننا يدعوننا إلى منازلهم لشرب القهوة، أو عندما نسأل أحدهم عن أي طريق نسلكها فيعرض علينا أن ينقلنا إلى المكان الذي نريده. هذه أمور قل ما نجدها في أي مكان آخر من العالم". ويضيف بحماسة: "أنا جلت العالم وليس هناك أي بلد في العالم مثل لبنان، فهذا البلد بمساحته الصغيرة فيه كل أشكال الطبيعة من جبل وسهل وبحر وفيه مختلف الحضارات والأديان والمواقع الأثرية والأبنية التراثية والتاريخية والمطبخ اللبناني رائع جداً. وكلما جلت فيه وتعرفت عليه أكثر كلما رغبت بمعرفة المزيد".
ويُسِرّ "ماك" في حديثه لـ"جبلنا ماغازين" أنه استأجر منزلاً دائماً له في منطقة طبرجا ليصبح بذلك بلد الأرز المحطة الدائمة له كلما جال في هذه المنطقة من العالم. ويضيف قائلاً "أنا أردد أحياناً في فيديوهاتي "أنا لبناني" وهذا ليس على سبيل المزاح فحسب، بل صرت أشعر أن جزءاً مني أصبح لبنانياً، وذلك بعد معاشرتي للبنانيين عن قرب والتعاطي معهم طوال هذه المدة".
"أدعو اللبنانيين إلى الصمود وهذه رسالتي للمغتربين.."
وقال "ماك": أؤمن بأن للبنان مستقبلاً زاهراً، وهو أحد أجمل بلدان المنطقة ولكنه واقع في أزمات كثيرة وكبيرة. وعندما تحل هذه الأزمات سيتمكن الشعب اللبناني الرائع من إعادة البلد إلى سكة النمو والازدهار. وأدعو اللبنانيين إلى الصمود ما أمكن وأن يكونوا من أولئك الذين عاشوا هذه المرحلة وتخطوها وأخذوا منها العبر وأعادوا إعمار بلدهم. وأنا ممتن إلى الأبد لكل المحبة التي قابلني بها اللبنانيون والأيام الجميلة التي أمضيتها بينهم".
أما المغتربون فشجعهم "ماك" على على الإسراع بشراء منزل في لبنان "إذ أن أسعار الشقق أرخص من أي وقت آخر بالنسبة لحاملي الدولار". أما للذين يرغبون بالاستثمار، فقال: "أعتقد أن قطاعي العقارات والسياحة هما الأفضل حالياً". فكانت لهم رسالة خاصة وجهها "ماك" بالفيديو عبر "جبلنا ماغازين" (منشور في أعلى المقال)
وشجع "ماك" المغتربين على الإسراع بشراء منزل في لبنان "إذ أن أسعار الشقق أرخص من أي وقت آخر بالنسبة لحاملي الدولار". أما للذين يرغبون بالاستثمار، فقال: "أعتقد أن قطاعي العقارات والسياحة هما الأفضل حالياً".