Follow us

image

رحيل رونالد حمدان... أحد وجوه لبنان الإعلامية التي تركت أثراً في أميركا اللاتينية

جبلنا ماغازين - نيويورك

خسر جَناح لبنان المغترب يوم السادس من تموز وجهاً لبنانياً مشرقاً من وجوه الاغتراب وأرزة من أرزات لبنان المنتشر في العالم، هو الإعلامي الزميل وصديق "جبلنا ماغازين" الشاب رونالد حمدان... الصوت الصارخ عبر أثير الإذاعات باللغة الإسبانية في حب لبنان وشمسه وجباله وبحره وسمائه وموسيقاه وكل ما فيه

على مدى سنوات بقي يطل إذاعياً من العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس على جمهور لبناني في أميركا اللاتينية ينتظره بشوق لسماع بعض الأغنيات اللبنانية وأخباراً عن الوطن الأم ويتعلم منه بضع كلمات عربية باللهجة اللبنانية المحكية.

طبيعي أن لا تتحدث عنه وترثيه وسائل الإعلام اللبنانية، فربما لم تسمع به (عدا عن إذاعة صوت لبنان التي قدم من خلالها برنامجه بعدم انتقاله إلى لبنان من حوالي سنتين)، إلا أن الانتشار يعرفه جيداً، وبخاصة اللبنانيين في الأرجنتين وباقي دول أميركا اللاتينية. فهو كان صوتَ لبنان بالنسبة إليهم. هو عرّف كثيرين منهم على الوطن الأم الذي ما كانوا يعرفون عنه سوى اسمه وبعض معالمه السياحية ومأكولاته التقليدية. فجاء رونالد، ببرنامجه الإذاعي "وطني" ليقرّب المسافات ويعرّف اللبنانيين بتراثهم وأهلهم ولغتهم حتى أوجد فيهم الحماسة لزيارته والبحث عن أقارب لهم فيه والتعرف على مدنهم وقراهم عن قرب.

رونالد حمدان كان ناشطاً في في النادي اللبناني في بوينس أيرس وفي الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وفي حزب الكتائب اللبنانية. وكان من أوائل المهللين لإنطلاق موقع "جبلنا ماغازين" في العام 2013 وبقي يتعاون مع الموقع ورئيسة تحريره فاديا سمعان على مدى أكثر من أربع سنوات متحدثاً عن الموقع عبر برنامجه وناقلاً بعضاً من محتواه وأخباره. كما كان يستضيف السيدة سمعان بشكل أسبوعي لنقل أخبار وشجون الاغتراب ولبنان، ومن ثم يعيد ترجمة كل الحوار إلى اللغة الإسبانية. كما كان يستضيف في كل حلقة شخصيات فاعلة من الجاليات اللبنانية في أميركا اللاتينية ويشجع المستمعين على إقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية التي تقرب أبناء الجالية من بعضهم ومن لبنان.

Hola AmigosHola País... بهذه التحية كان يبدأ إطلالته الإذاعية في كل مرة ويختمها بـ Abrazo Libanés ونتذكر سماعه أكثر من مرة يردد بصوته مع الأغاني التي يبثها على الهواء "يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا" و"موعدنا أرضك يا بلدنا" و"تحت أرزك يا لبنان حابب والله عيش وموت"... ومن ثم يذهب إلى صفحته على الفايسبوك ويتابع نشر الأغنيات والصور عن لبنان مدوّناً كل الحب والشوق للوطن وكل الأماني بوطن سيد مستقل حر ومعافى...

قد لا تكون كل أمنيات رونالد قد تحققت، فلم يتعافَ لبنان ولم يصبح سيداً ومستقلاً كما كان يحلم بأن يراه، ولكنه على الأقل حقق أحد هذه الأماني فعاش سنواته الأخيرة في لبنان ومات فيه.

Image may contain: one or more people

البعض ينشرون مجلدات بإنجازات لم يقدموا من خلالها شيئاً للبلد، فيمجدون أنفسهم ويسخر منهم القاصي والداني. أما البعض الآخر، فكل يوم من أيام حياتهم يستحق مجلداً بالإنجازات التي يحققونها، ولكنهم يبقون جنوداً مجهولين لا يعرفهم سوى وطنهم لأنهم عرفوه جيداً وأخلصوا له ونشروا حبه في أرجاء العالم. رونالد حمدان من هذا البعض...

رحمه الله وقدّر لـِ"جبلنا ماغازين" وكل وسائل الإعلام الاغترابية، من صحف وإذاعات ومواقع إلكترونية، على إكمال المسيرة.

Abrazo Libanés!